إرتَديتُ ملابس عَادِية، ظَنًّا مِني انك سـتأتِيني وحِيدًا.
لكِن البَاب دَق، وبعدهَا بـدقَائق، إستَمعت لـأصواتٍ أنثويةٍ صاخِبة.بَلغ توترِي ذَروته، فـلا أُجيد نَسج الوِد مَع الغُرباء عَادةً.
إستَرقتُ النظر في الخَفاء لـإحصاء المُتواجدِين، فـإذ بِي أرىٰ ضَيفتانِ جدِيدتان بَشوشتان.
إحدَاهن شابة والأخرىٰ في عِقدها الرَّابع تقرِيبًا.
الأولىٰ شقيقتكَ الصغرىٰ، والثانِية إستَنبطتُ أنها وَالدتكَ.أعددتُ أطباقًا لـخَمستنَا وتَنفستُ بـبطئ أَحدُّ مِن إرتبَاكِي، ثمَّ حَملت صينيةِ الحَلوىٰ وخَرجتُ لـأُضايفهم.
كَانا يَتبادلان الضحكَاتِ مع أبِي قبل مَجيئِي،
لكِن فَورمَا حَطت أنظَارهن عَلي، تَلاشت بَسمتيهمَا، فـإزدَاد تَوترِي.نَقلن أنظَارهن يُطالعنكَ بـنظراتٍ غرِيبة.
إحدَاهن تُطالعك بـلومٍ، والأخرىٰ طَغت علىٰ ملامحها الشفقة.ضَايفتهن وضَايفتكَ، وجَلست جوار أبِي، ولازَال الصمتُ يسُود المكَان.
الوضع غير مُريح.كِدتُ أنهض لـغُرفتي، فـمِن الواضِح أنهُ غير مُرحبٍ بِي في جلستِهن.
لكِن ما إلتَقتطهُ حَواسِي جَمدنِي، وكـأن دلوًا مِن الثلج أُلقي فوق رَأسِي.
أنتَ ولـلتو ..، طَلبت يدِي مِن أبِي!.
وخطِيبتكَ أيُّها النَّجمِي؟!
أتَخطيتهَا بـهذِهِ السرعة؟!