عُدتُ لـغُرفتِي،
ولـسَيلان أدمُعِي،
كمَا كُنتُ قبل عَامين.كُنتَ تَكسرنِي، فـأَجبر كَسركَ،
كنتَ تُحطمُنِي، فـأجمعُ أشلائك.لكِنَّ حَان الآوان لـتَبدِيل الأقدَار.
فـإلهِي رحِيمٌ يُجبر القُلوب،
ويَكسرُ مُحطمهَا.فـهَا قد توَالت الأيَام والأسَابِيع،
وأخبَارك لـلآن تَصلُ لِي،ولـلآن لازلتُ أرَاك،
مِن ورَاء زجَاجٍ شفَّاف،
وُضِع مخِيفة أن تُؤذِيني،
أو تُؤذي أي زَائِرٍ وافِد.فـأنتَ مَاكِثٌ مُنذ شهرٍ، في موطنكَ الجدِيد،
والذِي إختَرتهُ أنتَ بـنَفسكَ، وتَمسَّكتَ بهِ،
بينَ الجُدرانِ البَيضَاء.فـقَد زُرتَك البَارِحة فِي المَصحة،
حَيثُ نَمىٰ كُرهكَ لِي، وزَاد نفُوركَ مِني،
فـإزدَدتَ مَقتًا، وإزدَدتُ ألمًا.فـبـجهلٍ مِنِّي، أضرمتُ بكَ النِّيران،
وبـرمَادكَ رسمتُ كُحلِي.تقُول أنِّي سَلبتكَ حبِيبتكَ،
تقول أنِّي سَلبتُ أنفاسَكَ،
تقول أنِّي قَتلتكَ حَيًّا فـسَحقتُ أشلائكَ.لكِن عُذرًا، فـأنتَ لستَ مَلاكًا مُسيَّر،
بل إنسَانًا مُخيَّر.أنتَ إختَرتَ نعِيم الزَّيف مَع جُدرانٍ بَيضاء،
صُحبةَ وَهمِها.وأنا أخترتُ مرَارة الحقَائِق مَع طَبيبةٍ نَفسِية،
صُحبة وَاقعنا.أُحاول التعَالج مِنكَ،
لـأحيَا.أتَعايشُ كـأنكَ لم تَسحق أضلَاعِي،
وتَسلب مِني نَابضِي.وهكذَا إنتَهينا، وإنتَهت حِكايتنَا.
فـأنتَ جُننتَ بَها، وأنا دُفنتُ بكَ.
وهُنا،
رُفعَ القَلم،
ونَفذ الحِبر،
فـإندَثرت الأورَاق،
وضرمَ بهَا اللهَب،فـما عُدتُ وما عدتَ،
وما عَاد لـقِصتنَا وجُود.