أقفُ وحِيدة أمَام المِرآةِ وسط الغُرفة،
غُرفة تجهِيزي كـعَروسٍ.لم أفكر وهلةً أن يومًا كـهذَا قد يَأتِي،
أنَّ تترابط رُوحي مَع روح حبِيبي أبدِيًّا.أشعرُ وكـأنَّ غِبطتِي تَسلبُ أنفاسِي،
الحمَاس والتَوتر يَسحبانِني لـقَاع النشوة،
مِما يُعيدني لـذَات النقطة،
وهي أنكَ لـلأيسر تَنتمِي أيَّها النَّجمِي.سَمعتُ طَرقًا علىٰ بَاب الحُجرة،
فـأيقنتُ أن وقت إقترَانِ قَلبينَا قد حَان.أذنتُ لـلطَارق بـالدخُول ظَنًّا مِني أنه والدِي الحبِيب،
فـإذ بِها شقِيقتكَ تَدلف بـملمحٍ جَامِد.إلـىٰ الآن لم أفهم،
لمَ شقِيقتكَ شدِيدة الجفَاف معِي أيُّها النَّجمِي؟
لمَ لا تتقبلنِي كمَا تَفعل أنتَ ووَالدتكَ؟لكِن لا بَأس عليكَ، فـأنتَ المُهم والأهم عِندِي.
تَقدمت مِنِّي شقِيقتكَ الشِّابة ثمَّ وَضعت يَديها فَوق كَتفاي كـمَن يَستَعد لـلنُّصح، ثم خَاطبتنِي في حزمٍ.
"لنَ تكونِي أنتِ بـجواره،
زوَاجكِ بهِ سـيُهلكُ كِليكمَا،هذِه فُرصتكِ الأخِيرة لـلتخلِّي فـرجاءًا مِنكِ فكِّري جيدًا قبلَ فوات الأوَان".
لم يُترجَم كلامهَا داخل عَقلِي سوىٰ بـأنها تَبتغِي سَلبي رُوحِي مَرةً ثانِية، تُريد منِّي تَجرع مرَارة الفُراق مرةً أُخرىٰ.
لكِن كَلَّا، ليس بعد أن إقتَربتُ حَدَّ إختلاط أنفَاسنَا،
لا أستطِيع تَركك فـأنتَ هوَائِي وأنفَاسي،أنت المَعزُوفة التِي تُرسلنِي لـبُعدٍ آخر يَكمن بهِ النعِيم،
أنتَ المَوطن الذِي يَحتضننِي كُلمَا يَأستُ أو وقعَت،
أنتَ الكَأس العتِيق الذِي يُبلغنِي عنَان النشوة ويَسلبني آخر ذرَات عَقلِي،
أنتَ نسِيم البحَار الذِي يُنعشُ صَدرِي ويُضمدُ همُومِي،
إنَّ حُبكَ يَغمرنِي كـكُلِّي حَتـىٰ أصبح يُخالط رُوحِي،
فـأنَّىٰ لِي التَّخلِي؟!