البحث عن دليل البراءة

1.4K 125 5
                                    

دخلت فيفيان مع الأمير الثاني إلى المكتبة الملكية التى كانت كبيرة بشكل لا يصدق وفخمة بطريقة لا توصف تلك الرفوف الكبيرة المليئة بكل انواع الكتب التي يمكن أن تتخيلها ، مشت فيفيان بجانب الأمير مذهولة وتمتمت بإعجاب:" واو هذا أروع شيء قد رأيته" رغم أنها اخفضت صوتها حين نطقت بذلك ولكن الأمير الثاني قد سمعها وقال والإبتسامة تعلو وجهه ويوجه نظره إلى المكان الذي تنظر إليه:" نعم أنا أيضاً أحب هذا المكان" تحمحمت فيفيان لجذب انتباهه وقالت:" سمو الأمير هل يمكنك ارشادى إلى الرف الخاص بكتب العلوم وخواص الطبيعية" رغم استغراب الأمير من طلبها ولكنه وافق وأخذها إلى الرف الذي كان مملوءا بكل الكتب عن العلوم ، تنهدت فيفيان وهي تنظر إلى كمية الكتب فيبدوا أن لديها الكثير لتقرأه وسضطر إلى المجيء كل يوم إلى هنا ولكن لا مشكله هى فقط تتمنى أن تجد ما تريده قبل أن ينتهى الاسبوع وإلا جعلها ولى العهد في عداد الاموات وهى لن تسمح بذلك
عليها النجاة في هذا العالم بأى طريقة.
ايقظها صوت الأمير الثاني من شرودها في الكتب:" عذرا على السؤال آنسة فيفيان ولكن هل يمكنني أن أعرف فيما ستفيدك هذه الكتب ؟..... أعنى كيف ستساعدكى فى إثبات براءتك...... أقصد الحقيقة ؟"
اخذت فيفيان نفسا عميقا قبل أن ترد عليه:"
آسفة سموك لا أستطيع اخبارك الآن قبل أن أتأكد أولا..... ربما لن أستطيع إيجاد شيء
وهكذا سأعطيك آمالا كاذبة..... أنا أفضل أن أبقى كل شيء في وقته " رد عليها الأمير الثاني بسرعة:" لا بأس آنسة فيفيان أنا اتفهمكى...... حسنا وداعا سأذهب أنا كى لا اعطلك " انحنت فيفيان وهي تقول:" وداعا سموك " بعد أن ذهب الأمير الثاني أخذت فيفيان أربع كتب وتوجهت إلى أحد الكراسي الفخمة الموجودة في المكتبة وجلست تبدأ القراءة...... بعد أكثر من الساعة حتى أتى المساء كانت فيفيان أحست بالتعب وغلبها النوم وهى تمسك آخر كتاب فقد كانت الكتب ضخمة لذا استغرقت وقت وجهد في قراءتها
كانت فيفيان تنام بهدوء كالملاك ،وقد جاء الأمير الثاني ليرى إن كانت لا تزال موجودة أم لا ، وجدها نايمة على أحد الكراسي كانت تبدوا كالملاك اقترب منها ليستطيع تأمل ملامحها بشكل أفضل ، سقطت إحدى خصلاتها الأمامية ليقوم هو بابعادها حتى لا تزعجها لقد كان يستمتع بالنظر لملامحها الغلابة ولم يشعر بالوقت حتى بدأت فيفيان تفيق ، فتحت عينيها ببطىء لتجد وجه الأمير الثاني يقابلها ، وأول ما خطر في بالها هو أنها تتوهم.... لماذا قد يأتي الأمير الثاني إليها نطقت بصوتها الناعس وقامت بامساك خدود الأمير الثاني في غير وعى:" يا الهي هل هذا أنت أيها الأمير الثاني ؟..... لقد ظننتك ولى العهد كلاكما تشبهان بعضكما ولكنك ألطف منه......ولكن في النهاية كلاكما وسيمان للغاية يا الهي" شعر الأمير الثاني بالاحراج من كلامها ونادى باسمها ليوقظها:" آنسة فيفيان...... آنسة فيفيان استيقظى"
فركت فيفيان عينيها عدة مرات لتتأكد أن الذي أمامها هو فعلا الأمير الثاني وما إن تأكدت وتذكرت ما فعلته من قليل حتى أخذت الكتاب لتخبىء به ملامح وجهها الذي غالباً أصبح باللون الأحمر وبدأت بالمشى مبتعدة عنه وهى تقول:" أنا كثير كثير اسفة
سموك..... أنا كثير آسفة اعذرني على تصرفاتى الوقحة أنا لم أكن في وعيى " انهت كلامها وبدأت بالركض نحو باب المكتبة تاركة الأمير الثاني يقف مذهولا من أفعالها ،
ثوانى وقد أفاق من ذهوله حين عادت مرة أخرى لترجع الكتاب فقد كان ممنوعا عليها اخراج الكتاب من المكتبة لتقول بينما تنزل رأسها متجنبة النظر في وجه الأمير وتؤكد عليه اعتذارها:" أنا آسفة مجدداً سموك........
أتمنى أن تنسى تصرفاتى الغبية تجاهك......
أنا كثير اسفة وداعاً سموك " ختمت كلامها بالركض خروجا من المكتبة التى ظل بها الأمير الثاني لفترة يستوعب ما حصل حتى تمكن واخيرا من الخروج من صدمته بينما فيفيان قد طلبت من إحدى الخادمات ارشادها إلى الغرفة المخصصة لها بعد أن لاحظت تأخرها على العشاء الذي دعتها إليه الملكة ،
أنهت ارتداء ملابسها بمساعدة الخادمات وقررت رفع شعرها الأشقر بشكل فراشة على رأسها واسدال خصلتين تحتضنان وجهها ليبرز ملامحها الخلابة ولم تحتج لوضع الزينة على وجهها فجمال ملامحها الطبيعية لا يحتاج إلى أى زينة وكل هذا وهى ترتدى فستاناً جميلاً بسيط التصميم ومع ذلك فقد كان خلابا عليها بلونه الزهرى الجميل وقررت ختم حلتها بارتداء قلادة بسيطة يتوسطها حجر كريم باللون الوردي مع الأبيض ، لتبدوا فيفيان كملاك  سقط من السماء يجذب جماله انتباه كل من يراه ، وقفت أمام قاعة الاكل والتى كان بابها مرصعا بالاحجار الكريمة لم تستغرب فمنذ مجيئها الى هذا القصر وهى ترى الجواهر والذهب بكل مكان ،فتح لها الحراس الباب لتدخل والتوتر
يحتل وجهها لتاخرها ولكنها حاولت أن تأخذ نفسا عميقا يهدءها ولكنه كاد ينقطع فور رؤية ولى العهد جالس على المائدة بجانب الملك والملكة والأمير الثاني ، تنهدت قبل أن تتحلى بثقة مؤقته لإخراج بعض الكلمات والتي حاولت بقدر الإمكان جعلها غير مزعزعة:" أنا
آسفة على التاخر جلالة الملك والملكة وسمو ولي العهد والأمير الثاني...... ولكن لم الاحظ انقضاء الوقت وأنا في المكتبة فقد كنت مندمجة في البحث........ أرجوا المعذرة"
ردت عليها الملكة باستهلال:" لا بأس فيفيان
أنتى لم تتأخرى كثيرا..... وبالمناسبة تبدين جميلة جدا اليوم" ابتسمت فيفيان بلطف وقد أزيح عنها حمل من التوتر ثم قالت بنفس نبرة الملكة:" شكرا جلالتكى هذا من ذوقكى
ولكن بالتأكيد لن أكون أكثر جمالاً منكى"
ضحك الملك والملكة بخفة على ردها الجميل حتى بدأت الملكة في مدحها وولى العهد يستشيط غضبا بسببها ، كانت فيفيان متجهة لتجلس بجانب الملكة حتى اوقفتها قائلة:" ماذا تفعلين فيفيان ؟......اذهبى واجلسى بجانب خطيبك" بلعت ريقها وانظارها متوجهة نحو ولى العهد ثواني حتى نفذت رغبة الملكة رغم شعورها بالخوف ، وفر جلوسها بدأت الخادمات بتقديم الأطباق والتى كانت عبارة عن طبق من اللحم وحوله صوص الصويا وجبنه وقد كان الطبق مزينا بالخضار بطريقة جميلة، أخذ ولى العهد بالنظر إليها منتظراً منها أن تأكل ليتأكد من شكوكه حول شيئا ما وبالفعل أمسكت فيفيان بالسكينة والشوكة وكادت أن تدخل قطعة اللحم إلى فمها ولكن يد ولى العهد منعتها من ذلك فقد أمسك يدها وجعلها تطعمه ما كان في شوكتها
صدمت فيفيان من تصرفه ونظرت إليه بنظرات غير مفهومة ولم يختلف حالها عن جميع من كان يتنفس في الغرفة ، ليبرر ولى العهد تصرفه وهو يتكلم بنبرة باردة:" لا تأكلى هذا الطعام لديك حساسية قاتلة من الصوص"
تفاجأت فيقيان مما قاله وأحست كما لو أنها تتوهم ولم يكن حال الملك والملكة أفضل منها فقد ظلوا ينظرون إليه بصدمة حتى تحمحم هو جاذبا انتباههم مخرجاً الجميع من الصدمة لتردف فيفيان بعد أن وضعت الشوكة من يدها:" شكراً لك سموك أنا لم الاحظ أن هذا الصوص يسبب لى الحساسية " تقدمت إحدى الخادمات وأخذت الطبق من أمام فيقيان واحضرت لها طبقاً آخر ولكن بلا صوص هذه المرة وثواني حتى خرج صوت الملك معبرا عن دهشته:" رائع كاليستو........
أنا لم اكن اعرف أنك تهتم لخطيبتك حتى تعرف أبسط الأشياء عنها كموضوع حساسيتها " جذب كلام الملك انتباه الجميع
لينتظروا رد ولى العهد الذي قال بعد فترة ببرود:" الأمر ليس كذلك أبى أنا فقط لا أريدها أن تحاول الموت مرتين في القصر وإلا ماذا سيقول الشعب والنبلاء عنا..... أما بالنسبة لمعرفتى لأمر الحساسية فأنا لقد رأيتها تأكل من الصوص مرة ومنذ ذلك وأنا أعرف عن حساسيتها الأمر كله صدفة "
لم يفاجأها رد ولى العهد فماذا تتوقع منه هو لا يفوت فرصة حتى يثبت لفيفيان أنه يكرهها ويعتمد اهانتها أمام الجميع سواء أمام الشعب أو عائلته أو النبلاء ،ولطالما سبب هذا لفيفيان الاصليه جروحا كثيرة فقد كانت حقا تعشق ولى العهد من كل قلبها وهو قابلها بالكره والحقد الدفين ، ولكن الآن فيفيان الجديدة لن تسمح بذلك هى لن تقع في حب ولى العهد وستحاول الابتعاد عنه بأى طريقة وليفعل ما يريده ستتجاهله تماما حتى تتحرر من هذه العلاقة التي تهدد بقاءها على قيد الحياة، اخطلت مشاعر الجميع في الغرفة بين الشفقة والحزن على حال فيفيان وما يفعله بها ولى العهد ، وبعد كلام ولى العهد عم الصمت بينهم ولم يقم أحد بقطعه حتى انتهوا جميعاً من الطعام، استأذنت فيفيان للمغادرة وكادت تفعل ذلك حتى منعها صوت الملكة قائلة:" فيفيان
انتظرى خطيبك سيوصلك إلى غرفتك" كان ولى العهد سيرفض ولكن سبقته فيفيان بذلك قائلة:" لا جلالتك لا داعي لهذا..... لا بد أن سموه متعب لذا لن اتعبه أكثر" وكادت أن تنفذ بجلدها ولكن أتاها صوت ولى العهد الذي غير رأيه وقرر معاندتها:" انتظرى......كيف أرفض هذا ؟..... إيصال خطيبتى لغرفتها هذا ليس متعباً أبدا" شتمته فيفيان هو وحظها قبل أن تستدير وهي تبتسم بغير إرادتها لتقول وهي تنظر إلى ولى العهد الذي يقترب منها:" لا ليس هناك داعي سموك......
أعرف الطريق جيداً لا تقلق .....ليس هناك داعي لارهاقك أكثر لا بد أنك متعب الآن
لذا عمت مساء سموك " حاولت فيفيان الهروب والالتفاف للمغادرة لكن منعها ولى العهد الذي أمسكها من يدها ويقربها منه ليقول لها وهو يصر على أسنانه فقد نفذ صبره:" بلى
هناك داعي..... على اخذك إلى غرفتك.... أم أنك تريدين الهروب منى خطيبتى العزيزة"
بلعت فيفيان ريقها واضطرت للقبول بالأمر الواقع وها هي الآن تمشي مع ولى العهد بمفردهما في الردهة المؤدية إلى غرفتها ولكنها حرصت على إبقاء مسافة أمان فقد تركت بينهما مسافة ليست بقليلة ، تزيد من وتيرة سيرها فكلما وصلت أسرع كلما كان أفضل وزادت فرصتها في النجاة ، قطع ولى العهد الصمت الذي كان بينهما بكلامه الساخر:
" لم أكن أعرف أنكى تهابيننى لهذه الدرجة
حتى تحاولى الإسراع للهروب منى"
توترت فيفيان من لهجته والتفت لترد عليه مبررة تصرفها:" لا الأمر ليس كذلك سموك
أنا فقط متعبة من البحث والقراءة لساعات هذا اليوم........ لهذا أريد الوصول إلى غرفتى سريعاً..... أرجو أن تعذرني إن ازعجتك بتصرفاتى " ضحك ولى العهد مستهزءا بكلامها والذي دفع فيفيان إلى إبطاء خطواتها قليلاً، مرت بضع وقد وصلا اخيرا لغرفتها وانتهى معه ذلك العذاب الذي ربما كان لبضع دقائق ولكنه بالنسبة إلى فيفيان ساعات
وقفا الإثنان أمام باب غرفتها ولم تستطع فيفيان الدخول قبل أن يغادر ولى العهد ولكن هو الآخر ظل واقفا مكانه ، مرت عدة دقائق وما زالا على حالهما لتقرر فيفيان فعل شيء لجذب انتباهه تحمحت لجذب انتباهه ثم قالت:" سموك ماذا هناك هل تريد شيئا ؟.....
ألن تغادر.... اريد الدخول" رسم ولى العهد ابتسامه ساخرة على وجهه قبل أن ينحنى إلى مستواها وجهها يقابل وجهه ثم قال بنبرة سخرية:" ماذا خطيبتى هل تطريدننى من قصرى ؟" ردت عليه فيفيان بسرعة بينما تحرك يديها مستنكرة ما قاله:" لا لا سموك أنا لم أقصد..... أنا فقط اريد الدخول للراحة فعلى معاودة البحث غداً.... لا تنسى سموك لم يبقى الكثير من الوقت لانتهاء المهلة التي أعطيتني إياها........" قاطعها ولى العهد بعد أن استقام قائلا:" صحيح لم يتبقى لكى سوى خمسة أيام من الأسبوع الذى اعطيتكى إياه" صمت قليلاً يراقب فيفيان التى غزى على ملامحها التوتر ليكمل متقصدا اخافتها بينما يقترب منها يحاصرها على الباب:" لذلك
ابحثى جيداً فإن لم تجدى دليل براءتك فلن تعيشى بعد الخمس أيام " بلعت فيفيان ريقها وهي تنظر إلى عينيه التي تفترسها ويشع منها حقداً ، انتظرت حتى ابتعد عنها ولى العهد قليلاً ثم قالت بنية طرده بطريقة غير مباشرة:" عمت مساءً سموك " قالت تلك الثلاث كلمات لتستدير بنية الدخول إلى غرفتها ولكن ولى العهد الذي أمسكها من خصرها يقربها منه حتى أصبحت في حضنه هو الذي منعها ، وقفت فيفيان منصدمة مما حدث وهى تنظر إلى عيونه الزرقاء تحاول فهم ما يفكر فيه ولكنها فشلت وبدأت بمحاولت الابتعاد عنه وهى تقول:" سموك ماذا تفعل ؟....ابتعد ارجوك..... قد يأتي أحد
ارجوك" يأست فيفيان من محاولة الابتعاد عنه فهو كلما تحاول الابتعاد يقربها إليه أكثر
تنهدت فيفيان قبل أن تكلمه فربما تعرف ماذا يريد منها فهي لن تصدق بالتأكيد أنه يقربها إليه لأنه يحبها فهذا مستحيل إن ولى العهد يكره فيفيان لدرجة كبيرة أى شخص في المملكة يعلم ذلك فهو لم يفوت فرصة ليرى الجميع كم أنه يكرهها ،وبالتأكيد هو لن يقربها إليه لأنه يحبها بل لديه هدف آخر ، هذا ما فكرت به فيفيان قبل أن تردف:" سموك إن كنت تريد مني شيئا اخبرنى......ليس هناك داعي لامساكى هكذا....... ارجوك دعنى سموك قد يأتي الحراس " رد ولى العهد أخيرا كاسرا صمته:" ماذا يا خطيبتى هل تخافين من أن يرانا أحد هكذا ؟..... ألست خطيبك ما الخطب في هذا ؟" استغربت فيفيان من رده اكثر وفكرت ، هل هو الآن يتذكر أنه خطيبى ؟...... إذا لما كان يعامل فيفيان اسوء من معاملته للخدم واعداءه ؟....
يا لاالسخرية ! يأتي الآن ويقول أنه خطيبى
أتمنى أن أستطيع نطق هذا في وجهه ولكن سيكون حتما هذا آخر كلام سانطقه في حياتي لذا على مسايرته ، هذا ما فكرت به فيفيان قبل أن تقول إلى ولى العهد:" بالطبع ليس هناك خطب سموك.....ولكن أنا لست مرتاحة وأنت تمسكنى هكذا...... لذا رجاء اخبرنى بما تريده ودعنى لأنى أتألم" ابتسم ولى العهد بسخرية قبل أن يلقى عليها كلامته التى كانت مثل الصاعقة بالنسبة لها:" أريد أن تعطينى قبله على خدى خطيبتى العزيزة"
تصنمت فيفيان مكانها وظنت أنها تتوهم ما تسمعه أو أن هناك خطبا ما بأذنها قبل أن تتأتىء بالكلام:" هل....تر... تريد...من.منى أنا أن.....أقب....اقبلك على خدك ؟" رد عليها ولى العهد بسخرية:" وهل ترين أحد هنا غيرك ؟" استوعبت فيفيان أنه جدى فيما قاله وأنه بالفعل يريد منها أن تقبله على خده ولكن لماذا ؟....هل هو منفصم ؟..... إنه يكرهني لماذا يريد شيئا كهذا ؟ ، ترددت تلك الأسئلة في عقلها ولم تستطع إيجاد حل لها لذا قررت أن ترفض بطريقة غير مباشرة وظهر هذا في ردها:" أنا لا أستطيع أن أفعل هذا سموك....
لأنه....... لأنه...... لأنى أضع مكياج وربما قد الطخ لك خدك......ولا يصح أن تمشى وعلامات المكياج على وجهك " تمنت أن تقنعه تلك الكذبة ولكنه من دون أى مقدمات رفع يديه يتحسس شفاهها الممتلئة ليرى إن كان هناك مكياج كما تقول ثم أردف وما زالت يديه على شفتيها مما اربكها:" يبدو أنكى لا تضعين مكياج كما تقولين.....هل تتجرأين وتكذبين على فرد من العائلة الملكية ؟"
فزعت فيفيان من كلامه فهى تعرف أنه يستطيع قتلها هنا والآن لذا ردت منكرة كلامه:
" لا سموك.... أنا لا أكذب ولكن لا بد أن المكياج مسح عندما كنت آكل.... فأنا لم أضع الكثير " عرف ولى العهد أنها تكذب ولكنه قرر مسايرتها قائلا:" حسنا إذا لا مشكله في أن تقبليني الآن " تنهدت فيفيان مستسلمة فيبدوا أنه مصر على رأيه ولن يتركها إلا إن فعلت ما يريد لذا وقفت على أطراف أصابعها لتجارى طوله وقبلته على خده قبلة سطحية خفيفه تكاد لا تسمى قبلة بل تلامس شفتيها مع جلده ، نظرت إلى تعابير وجهه تنتظر رد فعله وتأمل منه أن يتركها قبل أن تتحول إلى طماطم بين يديه فقد شعرت هى الأخرى بالخجل من نظراته ، اقترب منها ولى العهد هامسا في أذنها:" أنتى سيئة جداً في التقبيل..... ولكن لا تقلقي ساعلمك التقبيل في وقت لاحق" توسعت عيونها اندفع الدم بكثرة في وجنتيها حتى أصبح وجهها أشبه بكرة حمراء، نظر ولى العهد إلى وجهها وابتسم بسخرية ثم ذهب ، وبعد فترة خرجت فيفيان من صدمتها وتكلمت مع نفسها بنبرة متوترة:" ما..... ماذا.....يق.. يقصد بقوله ؟" دخلت إلى غرفتها وهي لا تزال غير مستوعبة لما قاله ، ارتدت ملابس النوم وجلست على السرير تفكر بجميع الأحداث التى حدثت لها منذ أن تجسدت بالرواية ، بدأت بالتخطيط لما ستفعله في الرواية حتى تبتعد عن الخطر:" فى البداية على إيجاد دليل لاثبت لولى العهد أنى اقول الحقيقة وانجو منه...... وعلى الذهاب إلى الدوق ارتونو واطلب مساعدته فلن استطيع إثبات براءتى من دون مساعدته...... ولكن كيف أقنعه؟ إن شخصيته صعبة وهو شخص بارد
ربما على أن أشتري له هدية واتكلم معه بلباقة حين اذهب إليه لاشكره..... وبعدها سابتعد تماما عن الشخصيات الرئيسية والأبطال واعيش حياتي بسلام...... فلا اريد أن يطلب منى ولى العهد تقبيله مجدداً.... حتى الآن لا اعرف لما طلب هذا الطلب الغريب..... أنا استبعد أن يكون هذا لأنه يحبني......فيمكن أن يحدث أى شيء في هذه الرواية المجنونة إلا أن يحبني ولى العهد هذا أشبه بالمستحيل بالنسبة لتصرفاته..... على أى حال أنا أريد تجنبه هو وطلباته الغريبة التي لا أجد لها تفسيراً منطقيا حتى الآن......من الجيد أنى لم أقابل باقى الابطال بعد..... أنا أريد تجنبهم... بالنسبة للدوق ارتونو ساضطر لماقبلته.........
ليس لدي خيار آخر للأسف ..... أوه ماذا سأفعل غير النوم الآن لاتمكن من مواصلة القراءة غداً فقد تعرضت للتهديد للتو......."
نامت فيفيان فقد كانت حقا متعبة اليوم وفي جانب آخر كان ولى العهد مع أخوه الأمير الثاني حول فيفيان وقد كان الأمير الثاني يدافع عن فيفيان:" أما زلت لا تصدق أن فيفيان فقدت ذاكرتها..... ألم ترى كيف كانت ستاكل الصوص؟.... وهى لديها حساسية منه هذا دليل قاطع على صدقها حين قالت أنها فقدت ذاكرتها....." قاطعه ولى العهد وهو يصرخ فيه:" ما بك جين ؟.... أنا لم اعهدك بهذا الغباء..... ألم تفكر مثلاً أنها قد تخدعنا وتمثل أنها ستاكل الصوص..... على أى حال مهما حاولت  إقناعى فأنا لن أثق بتلك الفتاة.......دعنا نغير هذا الموضوع فنحن لا نضيع إلا وقتنا ونحن نتحدث عنها..اخبرنى
ما الأخبار عن الحدود بيننا وبين مملكة فيلسيا ؟" تنهد الأمير الثاني فاقد الامل من المحاولة في إقناع أخوه بصدق فيفيان وبدأ بالتكلم معه بنبرة جدية عن السياسة والحدود بين المملكتين:" حدثت بعض المشحنات في الحدود بين الحراس ولكننا تمكنا من منع تفاقم الموضوع" همهم ولى العهد يستقبل المعلومات حتى عقب على كلامه:" هل برأيك من الجيد الدخول في حرب مع مملكة فيلسيا ؟" فكر الأمير الثاني جيدا قبل أن يجيب فقرار مثل هذا سيحدد مستقبل المملكة ليعطي أجابته التى راها الأكثر منطقية:" لا أظن أن الدخول في حرب فكرة جيدة الآن......فالدخول في حرب مع مملكة قوية مثل فيلسيا ليست فكرة جيدة خصوصا في الظروف التي نعيشها.....فقد خرجنا من حرب منذ فترة قصيرة صحيح أنه ازدادت نفوذنا في الفترة الأخيرة لكن الجيش انهك من كثرة المعارك....ثم إنه حتى لو دخلنا حرباً معهم فهذا يعنى أن نترك العاصمة من دون حماية وقد تستغل المملكة الشرقيه هذا وتهجم علينا وبهذا نكون خسرنا" رد عليه ولى العهد معقبا على كلامه:
" معك حق فكرة الدخول في حرب الآن ليست جيدة الآن.....سيكون من الأفضل لو أقمنا معهم معاهدة سلام وبهذا ستستفيد كلا المملكتين من المصالح التجارية "
أضاف الأمير الثاني:" فكرة المعاهدة جيدة فمملكة فيلسيا تمتلك موارد طبيعية سنستفيد منها...... حسنا سنناقش تلك المسألة مع مجلس النبلاء والملك " غادر الأمير الثاني بعد إنهاء كلامه ليبقى ولى العهد بمفرده ، وفجأة تذكر وقت قبلته فيفيان على خده وأخذ يتلمس خده وهو يبتسم ليقول محدثاً نفسه:" هكذا إذا خطيبتى العزيزة اهكذا تقبليننى " كان هذا آخر ما قاله قبل أن ينصرف إلى غرفته.
مر يومان على فيفيان وهي تذهب إلى المكتبة  و تقرأ الكتب بحثاً عن الدليل ولكنها لم تجد شيئا واحيانا كانت تقضي بعض من وقتها مع الملكة في احتساء الشاى في الحديقة ولحسن حظها لم تقابل ولى العهد في هذين اليومين وكان هذا أكثر ما يسعد فيفيان.
ذهبت فيفيان إلى المكتبة كعادتها وبدأت تبحث بيأس عن الدليل لتتنهد قائلة:" يا الهي لم يتبقى سوى يومين فقط وتنتهى مهلة التى منحنى إياها ولى العهد ومازلت لم أجد شيئا...... أوف ماذا افعل ؟.....سيقتلنى ولى العهد إن لم أثبت كلامى " تنهدت وقررت الجلوس والاستراحة لفترة وهي تفكر بأنه مازال عليها الذهاب إلى السوق لشراء هدية للدوق ارتونو وعليها بعث رسالة إليه وعليها الاجتماع مع رئيس الحراس الملكي ، عليها القيام بالكثير من الأمور.....وقفت فيفيان بعد فترة قصيرة وقررت عدم الاستسلام وذهبت تبحث بين رفوف الكتب حتى جذبها عنوان كتاب"كيفية سقوط الأجسام " أمسكت الكتاب وجلست تقرأه بهدوء حتى وصلت إلى منتصفه وهنا صرخت فيفيان بفرحة:" وجدتها....... وجدت النظرية التي ستثبت براءتى.... أجل الآن لقد ارتاح بالى كل ما على الآن هو إكمال باقى الخطة..... وسابدأ
بالذهاب إلى السوق وشراء هدية إلى الدوق
ولكن على أولا ارسال رساله له " ختمت فيفيان كلامها وهي تركض متوجهة إلى غرفتها والسعادة تغمرها،  وصلت إلى غرفتها
لتبدأ بكتابة الرسالة إلى الدوق والذي مضمونها
" سمو الدوق
ربما تكون رسالة شكرى لك على انقاذى متأخرة ولكن لقد احتجت بعض الوقت للتعافى فأرجو أن تعذرني.
فى الحقيقة أنا لم أحاول الانتحار كما اعتقد الجميع بل هناك أحد ما دفعني لاسقط في البحيرة ولاثبت براءتى من تلك التهمة أنا أحتاج إلى مساعدتك .
لذا إن لم آخذ من وقتك الثمين أتمنى أن تقبل زيارتى إلى الدوقية لاتمكن من الحديث معك في التفاصيل وسيكون من الأفضل لو نلتقي غداً ، أتمنى أن توافق على طلبى إن لم أكن اعطلك عن أعمالك سمو الدوق.
وشكرا مرة ثانية لانقاذى.
من الآنسة فيفيان ابنة الماركيز الكبرى"
ختمت الرسالة بالختم لترسلها مع الخادمة إلى الدوق وبعدها ارتدت ملابس بسيطة وراقية للذهاب إلى السوق وقررت ترك شعرها منسدلا على ظهرها ، وصلت إلى السوق الذي كان يعج بالناس وقد كانت المحلات تشغل الطرق يمينا وشمالاً ، في البداية لم تعرف ماذا تشترى ولكن عندما دخلت متجر الجواهر ورأت أزرار بدلات من الأحجار الكريمة قررت شراء واحدة للدوق باللون الاحمر اللامع كلون عينيه وبالفعل وجدت زوج من الازرار بالياقوت الأحمر النادر وقررت شراؤها ، أشارت لصاحب المتجر إليها ليحضرها ورغم أن هذا المتجر كبير وفخم وهناك العديد من العاملين لخدمتها ولكن عندما عرف صاحب المتجر بقدوم خطيبة ولى العهد خرج لخدمتها بنفسه رغم انشغاله ، ناولها الازرار وهو يقول:" اختيار جميل سيدتى..... إن هذا الياقوت الأحمر من اندر الجواهر في المملكة ولا نملك غير هذا التصميم منه " همهمت فيفيان وعقبت على كلام صاحب المتجر :" حسنا إذا ساخذهما ضعهما في علبة وأرسل الفاتورة إلى قصر الماركيز" أضاف صاحب المتجر بعد انتهاءها من الكلام:" حسنا سيدتى هل تريدين شيئا آخر ؟" كانت سترفض ولكنها لمحت زوج آخر من الازرار مرصع بالياقوت الاخضر كلون عينيها ، فكرت أنها ستكون هدية جيدة للماركيز لذا قررت شراؤها هى الأخرى تعويضا عن المال الذي ستصرفه واضافت إلى صاحب المتجر:" ساخذ أيضا تلك الأزرار المرصعة بالياقوت الاخضر.....ضعهما في علبة وارسلهما إلى القصر الملكي وسجل الطلب باسمى وأرسل الفاتورة إلى قصر الماركيز"
اجاب صاحب المتجر باحترام:" أمركى سيدتي سارسلهما اليوم" أنهت فيفيان ما أتت لأجله لذا خرجت من المتجر وركبت عربتها متوجهة إلى القصر الملكي ، وفى تلك الأثناء قد وصلت رسالتها إلى الدوق ارتونو والذي رد عليها بالفعل وأرسل هو الآخر رسالة إليها ، حين وصلت إلى غرفتها اتتها الخادمة تعلمها عن وصول رساله لها من الدوقية قائلة:
" سيدتى لقد وصلتكى رساله من الدوقية"
اجابتها فيفيان بسعادة مخفية بينما تتصنع البرود:" حسنا احضريها...... وأيضا هناك اغراض اشتريتها اليوم من متجر المجوهرات
ستصل قريبا.......احضريها إلى هنا عندما تصل" ردت عليها الخادمة وهى تتقدم تعطيها الرسالة:" حسنا سيدتى" انصرفت الخادمة بعد إنهاء كلامها لتبقى فيفيان بمفردها في الغرفة ، فتحت الرسالة التي كان محتواها
" آنسة فيفيان
لا داعي لشكرى فقد قمت بما كان سيفعله أى شخص مكانى ، وأتمنى أن تكونى بصحة وعافية.
وسيشرفنى زيارتكى إلى الدوقية غداً ، لنتحدث بالتفاصيل وكيف تريدين منى مساعدتك.
من الدوق ارتونو"
ابتسمت فيفيان بفرح ما إن أنهت قراءة الرسالة فخطتها تسير كما تريد ورغم أن الرسالة قصيرة ولكنها كانت كافية لإزاحة الهم على فيفيان ، بدأت فيفيان بتنفيذ الخطوة التالية في خطتها وهي الاجتماع برئيس الحراس لذا أمرت الخادمة باستدعاء رئيس الحراس الملكي الذي جاء بعد فترة ليست بطويلة ، وقف أمام فيفيان ثم قال:" سيدتي هل طلبتنى ؟" ردت عليه فيفيان بنبرة جدية:
" نعم..... لقد سمعت أن هناك خادم شاهدنى حين كنت أسقط في البحيرة.... أريدك أن تحضره لى غداً" أجابها رئيس الحراس سريعاً:" أمركى سيدتي هل من شيء آخر ؟"
همهمت له فيفيان بالرفض وأشارت له بالانصراف، ثم جلست براحة بمفردها في الغرفة حتى قاطع الهدوء صوت طرقات على الباب ، لتقول فيفيان:" تفضل" دخلت الخادمة وهى تحمل علبتين من متجر المجوهرات قائلة:" سيدتي لقد وصلت المجوهرات التي اشتريتها" همهمت لها فيفيان ثم قالت:" حسنا ضعيهما مع باقي المجوهرات" نفذت الخادمة أمرها ثم انصرفت تاركة إياها بمفردها إلى أن حل الليل وذهبت فيفيان لتناول العشاء مع الملكة ولحسن حظها لم يكن ولى العهد هناك ، استمتعت فيفيان بالجلوس مع الملكة وعند انتهاء العشاء ذهبت إلى غرفتها ونامت منتظرة اليوم التالي لتقابل الدوق ارتونو.



هلا يا حلوين بتمنى يكون الفصل عجبكم
وبتمنى تعطونى رأيكم فيه وتكتبوا تعليقات لأعرف رأيكم فرايكم يهمنى.
وبتمنى تصوتوا للرواية وتابعونى بليز
وشكرا للحلوة اللى كتبتلى تعليقات على فصول الرواية أنا بدي أقولك أنك كثير مميزة عندي ورح أحاول أنزل فصول أكثر من أجلك
ولا تنسوا أنا كثير كثير كثير كثير أحبكم ❤️🥰😘🥰😍
بوساتى ليكم 😘😘
والقاكم في الفصل القادم 🤗☺️🌹❤️
وسلام سلام 👋☺️😊

شريرة العصر الفيكتوري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن