غيبوبة

1.3K 109 32
                                    

وصلت الخادمات إلى فيفيان بسرعة ولم تحتج لأن تأمرهن بحزم أغراضها فقد أمرتهن بذلك هذا الصباح فهى لم تكن تنوى أن تظل لثانية أخرى في هذا القصر..... صحيح أن الحياة في قصر الماركيز ليست أفضل حالاً ولكن على الأقل هى لن تخاف من الموت في كل ثانية هناك...... فالمكان الذي لا يوجد فيه ولى العهد هو بمثابة جنة لها.

" هل أنهيتن حزم أغراضى ؟"

اكتفت بسؤالهن بملامح جامدة لينحنين وتولت واحدة منهن الإجابة

" نعم سيدتى.... لقد انتهينا منذ مدة"

أومىٔت لهن ثم أضافت ببرود

" حسنا أخبرن الخادم أن يجهز العربة..........
سآتى بعد قليل....سأمر على الملكة ثم سأذهب فوراً.... إلى حينها أريد العربة جاهزة ولا تنسين شيئا "

" أمركى سيدتى "

اشتركن بردهن وهن ينحنين ثم خرجن من الغرفة تاركين إياها تغرق في بحر أفكارها مرة أخرى ،ومازالت لم تفق كلياً من الصدمة التى خلفها سؤال ولى العهد.

أما عن ولى العهد فمازال في صدمة هو الآخر من ردة فعلها على سؤاله....هل لهذه الدرجة كان يعاملها بجفاء ولا يهتم بها هل لهذه الدرجة كان يكرهها حتى تكون ردة فعلها هكذا
لدرجة أنها شكت فيه إن كان مريض كل هذا فقط لأنه سألها عن حالها...... مجرد سؤال وكان له أثر بالغ عليها.

............
ذهبت فيفيان لتلقي التحية على الملكة فلا يجوز أن تغادر القصر دون أن تودعها فهى في النهاية من كانت تصتديفها ، دخلت إليها لتجد أن الملك والأمير الثاني هناك وكم حمدت السماء عندما لم تجد ولى العهد هناك فلا تعتقد أنها مستعدة لمقابلته بعد آخر موقف حدث بينهما..... الآن فقط أدركت حجم الهراء الذي تفوهت به أمامه..... سحقاً لكى فيفيان كيف تقولين أنه مريض فقط لأنه سألكى عن حالكى.....كم أنتى غبيه!....لا أظن أنى استطيع مقابلة ولى العهد بعد الآن على الأقل لشهر قادم.

" مرحبا جلالة الملك والملكة وسمو الأمير الثاني"

ألقت عليهم التحية الرسمية بلطف لتبادلها الملكة بلطف في حين لاحظت أن ملامح الملك قد تغيرت عند حضورها واظن أنها تعلم السبب بالتأكيد بسبب ما فعلته صباحاً وقفزها في البحيرة.

" مرحباً فيفيان.... هيا ادخلى... أخبريني كيف كانت حفلة الشاى؟"

" كانت جميلة..... شكراً لسؤالكى جلالة الملكة ولكن....."

صمتت....ولم تستطع التكلم....هل عليها أن تسأل الملك عن سبب تغيره هى لا تريد أن تخسر شخص مهم مثل الملك بجانبها فبالكاد الأشخاص الذين يدعمونها يعدون على الأصابع وهما الملكة والملك.... وبالتأكيد إن خسرت الملك وأصبح ضدها فسيكون هذا بمثابة خسارة أحد أطرافها....فلا يمكنها تحقيق خططها مستقبلاً دون دعم الملك والملكة ومن
دون تحقيق خططها لن تنجوا لثانية أخرى في هذا العالم.....كما أنها تعمل حالياً على توطيد علاقتها بالسيدات النبيلات وبالتأكيد انزعاج الملك منها سيؤثر بالسلب على ما حققته فلا بد أن النبيلات من حفلة الشاى.....سيساهمن في تحسين صورتها التي رسمتها الشائعات في مخيلة باقي النبيلات.

شريرة العصر الفيكتوري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن