قيس كمال/...ثلاثُ اغنياتِ بالمجملِ، جفّ فيها صوتهُ مع دموعِي،
انتهيتُ من النحيبِ بجسد يحترق ورأس ينبضُ صُداعًا،
تغادرني انفاسِي خافتة، محترُقة ومرتجفة على صدرِه.مازلتُ متمسكًا بقميصه ومازال يحيطُني، والآن، انها اللحظة التي ادفن نفسي فيها او ادفنُه.
"خلّصت؟" سألني متحمحمًا، توقف عن الغناء منذُ بُرهة، اغلقتُ اجفاني بقوّة ونبض قلبي في رأسِي،
لاتكُن في دينٍ مع عدوّك، وماهو اوضح من ان يتم تعليمه؛ لاتذهب للبكاء في حُضنهِ!! هل فقدت عقلك اللعين ياقيس؟!.تحمحمتُ اومئ على صدره، قميصه مبللُ بهرائي، وهو سينظر في وجهي وكلينا يعلم بهذا..اقتلوني رجاءً.
"طيّب.." تمتم مرتبكًا، يتحمحمُ مخففًا شدّ عناقه لي
"تبي شوط ثاني ولا كيف؟" انحنت حاجبايَ، الهي سأبكي ثانية ان بدأ يسخرُ، وهو بالطبع سيفعلُ، ايّها الأحمق كيف تُصدقه حين يعد الايفعل؟!."كسمك مو تقول مابتطقطق؟!" جلستُ على رُكبتاي اشدُّ ياقتهُ، اعبسُ شاعرًا بمدى سخُونة وجهِي وحرارة عيناي، صوتي المختنق من شوط البُكاءِ أراد إثراء الطُرفة، ارتفعت حاجبيه فوق عسليتيه المتوسِعة، ثم
تدمرت حين رأيتُها، شفتيه عندما زمّها محاولًا
الاينفجر ضحكًا."قاتلك الليلة قاتلك!" اتعرف من لايمكنه تذكُر انك انهرت بكاءً على صدره؟ جثة.
امسك ذراعاي التي تحاول الوصول الى عنقهِ وانفجر ضحكًا فِي الساحَة "قاثلك النينه" يردد مقلدًا صوتِي المكتومِ مم يزيدهُ ضحكًا ويعتصرُ صدريَ إحراجًا.
"ان ماطلعت فلتك من عيونك ماكون قيس!!" صحتُ فاقدًا اعصابِي، كل ما انفلتت يدي من قبضته عاد لامساكها حاميًا حياتهِ بضحكَة.
"خلاص ياولد ماني متريق والله!!" اردف ببحة من ضحكته التي توقفت بالكادِ، ضيّقت جفناي انظر في عينيه التي وسعها بجديّة كي ارى صِدقه "وش يضمّني؟" قُلت مواصلًا محاولة الوصول لعُنقه.
"مابيك تصيح ثانية" رد بوجه جادِ، سُرعان ماتنهارُ محاولته حين اشهقُ، يضحكُ معيدًا رأسه للوراء عن أظافري التي تسعى لإقتلاع عينيهِ "انا الحمار ليه صدقتك!؟" اصرخُ مالئًا السماء بصدى ندمِي.
"امزح معك ياتيس كلنا نبكي مافيها شي!" ردّ مبتسمًا بخِفة، بينما تصارع يده يدي في الوسط "لاياشيخ؟
يعني لو انك صايح علي وطقطقت عليك مافيها شي؟!"
رفع حاجبيه يهز رأسهُ بتأكيدِ وثقة من لم يجرّب "بالعكس تبي تسوي خير وتغير جوي شوي".رفعت حاجبي اهزُ رأسِي "طيب بكتبها ذي على جنب لاصيحتك بكره ابيك تقولها" اومأ دون تردد موافقًا "اكتبها بس اهجد دحين هديت حيلي وانا خلقه تعبان!"
ضيّقت جفناي، قليلُ جدًا من الذنبِ لسعنِي ولكنِي واصلت محاولة قتله لوهلة قبل ان اتوقفُ.
أنت تقرأ
قيسٌ بِلا ليلى.
Acciónقيس كمال كان اسمِي. ولدُ السوءِ بلفظ جدّتي، خيرُ الدنيا بلسان والدِي، حارسُ الحكاياتِ بقول اُختي، قاتلٌ حقيرٌ بقول سجّاني، العاصي الفاجرُ بقول الكثيرينِ، انتهت معهم أصابعي، وقيس بحرِِ بقولِ حبيبي. ان كان المرءُ يُعرف بالأسماء فقد سموني بالكثير،...