١٤: رِهانات.

1.9K 88 232
                                    









قيس كمال/...



لابُد ان ضحكته كانت واسِعة خلف يده المُذنِبة
بحجبِ غمازتينِ  كالسُّكر عنِي، التمعت عسليتيه الواسِعة ببهجة تحت حُلكة حاجبيه المُرتفعة "منجدك؟ كيف جبتها! الطلبات ماتوصل اليوم! كيف معك فلوس أصلا؟" مايزالُ الياسمينِ معلّقًا في وسطِنا، رسُول متواضِع يأمل ان يوصِل ماكُلِّف به.

ابقيتُ يُسراي خلفِي، على ضماداتِي المهترئة بعضُ
بُقع الدمِ التي لاتعود ابدًا لِي " مو شغلك كيف جبتها،
ارجعها معي؟ ماتبيها شكلك" ابعدُها ويمد يدهُ سريعًا
ليأخذها "الّا هات ترجعها ايش هذي وردتي!".

ضحكتُ، أُبعدها لليسار واليمين، هو مشغول بملاحقة
الوردة وانا مشغولُ بمراقبتهِ، كلينا ينظر للياسمينِ بطريقة ما.

يمسكها في النهاية وافلتُها، يحاولُ كلانا الّا يقسو على رِقة الزهرة، تأملها بافتتانِ، يلمسُ رطوبة اوراقها البيضاءِ ويتنفسها "صدقية هذي!" اخفضتُ حاجبي
"ايه اشبك مستغرب؟" .

عقد حاجبيهِ "تسولف أنت؟ الورد مايدخل السجن وهو صاحي كذا الا ينيكون عيشته اوّل" اوه، يالهذا الوردِ المسكينِ!.

"مابعلمك شلون جبتها لاتبحلق" ضيقت جفناي اُدخل
يسراي في جيبِ قميصي الأبيض "كريه" يتنهدُ
مقلبًا عينيهُ، استند على رفِ الكُتب المعدنِي يريحُ الزهرة على كفّه، يتأملها ويبتسمُ دون سيطرة
"بس شكرًا، انبسطت مرة، عالدفتر بعد".

لم يكن الدفتر صعبًا، انه جزء من ملحقات المكتبة،
سرِقة مغفورة، بل لعل دفترًا وقلمًا هو اكثر شيء بريء سرقته في مهنتي الممتدة لستة اعوامِ، هذه الزهرة
رغم ذلك كلفتني بعض العملِ، هل كان يستحقّ العناء؟ "العفو" بدون شك.

"اوه تذكرت، انا جبت لك شيء بعد" اضاء وجهي،
شفتاي ابتسامَة نموّ ابدِي "اما؟ طيارة خاصة؟"  ابقى يده في جيبُ بدلته الزرقاء، يكبح ابتسامته ويحرك رأسه ناظرًا في عيناي "ها ها" اعض طرف شفتي الضاحكة واميل عيناي لوهلة عن وجهه المغتاظ.

مددت يُمناي اغلق جفناي "يارب فيلا بأبو ظبي!" لايهمني وان تسولت في الشوارع معي ذات يومِ انت ستكون دومًا الفتى الثري الذي كان شمعدان للزينة في مجلس بيته يحل مشاكل حسابي المصرفي كُلها.

"اقول احلم على قدك حبيبي" يِناقض نفسهِ في جملة
واحِدة، كيف اكون بسيطًا عندما تُشعل الكلمة حُلمًا بي؟
وضع كفه فوق كفُي، رعشة ناعمة تسري فِي جلدِي،
رقصة دماءِ في عروقِي.

لاطفتني الذكرى، انا نمتُ البارِحة ممسكًا بهذه اليدِ..اشعر انها صارت يدِي اكثر من يدِي، سرتُ
في الارجاء مفتقدًا امساكها منذ تركتُها، هذا الفيروس/الشعورُ خطيرُُ جدًا في سُرعة تطوّراتهِ!.

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن