قيس كمال/...مالذِي يقودُ خطواتِي الى سريرها ياتُرى؟..
في هذا الوقت المتأخر من ليل جِدة، اخبرينِي ياعرُوس
البحرِ الأحمرُ..مالذي يقود إنسانًا بخطواتِ ثابتة، الى سريرِ جدّته، بنيّة تامّة الإكتمالِ بالقتلِ؟.الغضبُ ياعرُوس؟ كلّا، دعيني اُخبرك، بمقدار الليالي
التي شهدتها سماءكُ، بعددها الهائل، والذي كان الغضبُ فيه ينفجر بأوردتي ويتآكلني شوقًا لكسر عنقها كثير التجاعيد، او فقعِ عينيها حالكة الكحلِ وغائرة الجفونِ..مثل عندما ماتت اُمي، ابنتها الوحيدَة وانا في الثالثة عشر، وسرت خلف والدِي محني الظهرِ، الذي تودد اليها بلهجته الشاميّة الحنونَة، وهو يقاومُ دموعهُ، ويطلبها ان يبقي لديها حفيدها على الأقل، في ليلة موتِ والدتي أثناء ولادتها شقيقتي.
وكل ماسألتهُ في وجه فاجعة كهذه، هل مات العارُ معها ام لا؟.
وكان العارُ اختِي غِنى، طِفلة الرجُل السُورِي الفقيرِ..
الذي كان زواجِ امي منهُ خللًا في الصُحف الجافة، في
نظام الكون الدقيقِ الذي قررته جدّتي، وعقوبة على ذلك الخلل، لم يتبقى لنا غيرُها، لا جدّ، ولا اعمامُ،
مُجرد خالٍ وحيدِ، في مشروع هرب ابديّ من والدتهِ
الشنيعة.لعل تلك اللحظة ياعرُوس، كانت اوّل مرّة رغبتُ
بحدّة ان اقتلُ تلك العجوزِ المُرتكزة على عصاها الخشبيّة، في ملابسها الشعبية الفضفاضة، المرّة الأولى
التي زرتها بها بدون وجود والدتي او جدي.دعيني اعدد لكِ سريعًا بعض المرات الأخرى؛ عندما فتحت لوالدي في مزرعتها الكبيرة غُرفة الخدمُ المتهالكة ليبقى فيها دون ايّ تكييف خلال حرارة الصيف الحارِقة.
عندما صفعتني بعصاها على وجهِي، لأني حاولت الأكل بيدي اليُسرى، يبدو ان كون المرء اعسرًا لديها
مثَّل جريمَة.عندما كسرت مشغّل الأشرطة، هديتي الوحيدة من والدتي الغالية، لأنهُ جهازُ شيطانيّ يصُب وساوس الشياطين في اُذني، عن طريقِ اعذبِ فنون الإنسانية ،
عن طريق الموسيقى.عندما ضربت غِنى ومنعتها من الخروجِ، لأنها بذرة
فاسِدة، ومشروعِ عاهرة، لأنها طِفلة تلعب مع اولاد الجيرانِ.عندما حوّلت والدِي الى عامل مزرعة يعملُ على مدارِ الساعة بلا أجرِ.
اترين؟ كانت لدي أسباب كثيرة لأغضب منها حدّ الرغبة في قتلها، طوال تسعة أعوام أعطتني أسبابًا استمرّت بالتزايدُ، ولكني لم افعلها قطُّ، لذلك لا ياعروس البحر الأحمر ، الغضبُ ليس دافعِي.
أنت تقرأ
قيسٌ بِلا ليلى.
Açãoقيس كمال كان اسمِي. ولدُ السوءِ بلفظ جدّتي، خيرُ الدنيا بلسان والدِي، حارسُ الحكاياتِ بقول اُختي، قاتلٌ حقيرٌ بقول سجّاني، العاصي الفاجرُ بقول الكثيرينِ، انتهت معهم أصابعي، وقيس بحرِِ بقولِ حبيبي. ان كان المرءُ يُعرف بالأسماء فقد سموني بالكثير،...