٧: بحر الذِي لا أعرِف

1.9K 98 452
                                    






قيس كمال/...

لم يدُم ترفُ خوفه مني طويلًا، خلال دقائق سُحبت من اذني للمطبخِ، اقطّع البصلِ بأعين مليئة بالدموعِ "صغّرها زيادة" يأمرني المتسلُّط الوقحُ من بعيدِ
بينما يغسلُ الأرُز.

"انا خل أشوفه بالأول!!" ضيّقت جفناي احاول
رؤية البصلِ، وحين لايتضح لي الا هباء محاولتي، اترك السكين متجهًا لأغطس وجهي تحت الماءِ.

المحاولة الثالثة للرؤية، عيناي بشجاعَة مُحاربة
تُعمى وتعود للوقوفِ.

"الله يلعن المخنثه وخر رح غسل الرز" دفعني جانبًا يلتقط السكينِ، طاغِية يدّمرُ نضالي لتقطيع بصلة دون ان يرمش، واردت ان اقاوم، انا قادر تمامًا ان اكمل هذه المهمة البسيطة!

ولكني فركت عيني قبل ان اتحدث بيدي المملوءة بالبصلِ "عيني!!" اصرخُ منهيًا معركتي بنفسي،
والآن انا سأرتدي نظارة على مايبدو.

ورغم حالة بصري المأساوية الا ان صوت التقطيع السريع اثار فضولي كأُذن قطّة تقفزُ انتباهًا على صوت قطة اخرى، لذلك سحبت اجفاني المنغلقة للأعلى أحاول رؤية مايسببهُ، واجل لقد فقدتُ سلامة بصرِي لأني اراهُ يقطّع البصل وبقية الخضار بسُرعَة طاهِِ محترف.

غسلت يداي بصابون الأواني ثم فركت وجهي لعدة دقائق حتى استعادت عيني بعض سلامتها.

كانت المعركة الأولى فشلًا ذريعًا ولكني لم اخسر الحرب، المعركة التالية من نصيبي! اخذت القدرِ المملوء بالأرز حتى رُبعهِ وبدأت اغسلُه مستنشقًا
كل ثانية بعزمِ.

دعني أرى ، اغسِل الأرز، هذا ماقاله تحديدًا، والأرز في المغسلة، وعلى المغسلة تغسل الأواني، وتستخدم الصابون لتنظيفها جيدًا، انظر لهذا! انا سأجعله يشهقُ مِن إتقاني السريع للمهمة التاليّة.

امسكت بصابون الأواني اريد وضعه فوقه ولكنه شهق يرفع السكين في جهتي "لا لا وقف ياحمار!!" تركت القدر اتراجع رافعًا قبضتي أمامي "بغيت تشيل عيني ياتيس!" يهتف احمقُ صغير في داخلي بسعادة اني جعلته يشهق حقًا.

رفع الصابون يعيده على المغسلة ممسكًا قلبه بطمأنينة من يتدارك كارثة قبل وقوعها، ينظر الي موسعًا عينيهِ "معتوه انت بتغسل الرز بفيري؟! ماقد احد دخلك المطبخ يابزر؟!".

مسحتُ انفي المحمر استنشقُ، حاجبه المرفوع فوق عسليتيه المتوسعة ينتقدانني بلا رأفَة، يبدو انني اخفقت في شيء بديهي؟ "مسوي ماتعرف شيخه؟ الولد مايدخل عندها المطبخ ولا اخصِته".

وايضًا اذا طهوت لنفسك فلن تتناول طعامها وستكون اتعبت نفسها هباءً، ربّاه..سحقًا لهذه العجوزُ وكم
تقيّد سلاسِلها حاضرِي!.

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن