٩ : أمانتِي.

1.5K 81 386
                                    





قيس كمال/...


اللعنة، بالكاد يمكنني التنفُّس، يدِي، ظهر معصم يدي الذي الصقته بعنقِي، انني اشعرُ بنزيفهِ؟.. لقد ادرك اني وضعتُ يدِي فلِماذا يواصل خنقِي؟!.

انتظر، هذا الحبلُ..انه ليس حبلًا عاديًا، لونه شفافُ وملمسهُ حادُّ ودقيق، انهُ..انا رأيت واحدًا مثلهُ حين خاطوا جرح جبيني، انهُ خيطُ طبيّ، يستخدمه الأطباء في اغلاق الجروحِ لكونهِ حادًا وقويًا..

وهو جمع عدة خيوطِ مع بعضها وحوّلها الى حبلِ لقتلي؟.

آه اجل ، هاهو شيءُ آخرُ ادرك انه كان علي الانتباه له اكثر مبكرًا، كان علي الا ارتاح كثيرًا لفكرة رغبة رعد في اغتيالي.

ان كان يواصل خنقي على اي حالِ، فعلي التوقعُ انه يريد للحبل قطع يدِي، ومن بعدها سيكون طريقه
لعنقي صافيًا، يمكنه فعلها، اني ارى في انعكاسِه تضخّم ذراعيهِ على قميصهِ الأسود ككل ثيابه، لديه القوة لذلك.

فهل لديه الوقتُ أيضًا؟ لا، لن اجلس ساكنًا واكون ذبيحتَك.

رفعتُ قدمي ارفسُ حوض المغسلة أمامي، يدرك فعلتي
فيِميل وزنهُ لجهة البابِ، يصتدم به عوضًا عن السقوط في حوضِ الاستحمام الموجود خلف المغسلة كما اردتُ.

انّيتُ وغمغمتُ، اشهقُ بانفاسِ ضئيلة ولا استطيعُ التحدّث، الموتُ خنقًا؟ ربّاه..انها تُرعبني، فُكرة انني كنت مُحقًا، ان شِيخة العوّاد يمكنها مُعاقبتي حتى في موتها، انه..لايمكن لبشر ان يقتُلها.

حاولت عبثًا ركل ركبته، رفع يدي لسحب ذراعهِ او لضرب عينيهِ المُهيبة، وحدها كانت تظهر من تلثَُمه بوشاح اسودِ تحت حاجبيه الغليظة، انّها ثابُتة، واضِحة الهدفِ، فاضِحة النيّة، سيقتُل..سيقتُلنِي.

عينيهُ تُشبه عيناي في ذلك اليومِ الذي دخلت فيه الى شِيخة، انها اعيُن رجُل اتّخذ قرارهُ ولم تعد اي عواقِب تهزُّه، سيقتُل..قضى عُمره يحاربُ العوائق والآن انتهى، لم يعد القتل عقبَة، ركَن اِنسانيتهُ جانبًا
وقطع لسانها.

ضربتُ ضلوعِ صدرهِ بمرفقِي الأيمن، اللعنة تصرفت بتلقائية حين تركت يُسراي تعلق مع عنقِي، انها يدي المُسيطرة، بفقدانها ضرباتي ليست بذات الكفاءَة!!.

ولكني توقفت عن الضرب مضيقًا جفناي بألم، اهو حديد؟ ام بدلَة تقاومُ الرصاص؟ مالذي يضعُه على جسدِه بحق اللعنَة فقد كسَر مرفقي حتمًا!!.

نزفَ معصم يدي، سقطت قطراتُ منه الى كمّ ثوبي الأسودُ، سُحقًا ايمكنني افسادُ ثوبهِ أكثر؟ انتظِر، بحرِ..
بحرِ نائم على الأرِيكة.

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن