٨: ادوارٌ معكُوسة.

1.7K 88 218
                                    




قيس كمالِ/..

لِماذا..انها مُوجعة، ربّاهُ انها مُوجعة جدًا،
اكادُ اصرخُ،
تنتابني رغبَة في ضربِ رأسي في الجُدرانِ،
فِي القبض على عُنقي وكسرِه،
في اعتصارُ قلبي وخنقِه،
لا يُمكنك ان تفعل هذا بِي، انا قادرُ على مقاومة اي شيءِ طالما انه يأتي من الخارِج.

لايمكنك ياقلبي ان تكون عدوّي..
انا لا اعرفُ مايفترض بي فعلهُ حينها..

لمَ انت تتلوّى؟
لِا افهمُك، لا افهمُك وانت تُريعُني بذلِك.

بهذه النبضاتِ المُتأذية، وكأن هراوَة تسحقُك، الّا انه لاهراوة تمسُّك، كُل مايمسّك البرودُ في عسليتيهِ الواسِعة، التي لاتملك شساعتها مساحَةً للإهتمامِ بوجودِك الضئيلِ.

اخذ نفسًا مرتعشًا لصدرِي المكتوم، تنحني حاجباي البُنية وتهتز عدستاي البنية،
اصابعِي البارِدة ترتجفُ حول فكِّه،
اُدرك اني تأملتُ لو يكون يتجاهلُني عمدًا ولكن مالم اتوقعُه هو هذه الاستجابَة هائِلة الأذَى في قلبي، وكأن مسمارًا طُرق فِي وسط عروقِي..

انني خائفُ..لم اعُد اريدُ بقيّة مكافأتي، ان كان مايصيبُ قلبي مجرد نتيجة لانفرادنا معًا، اذًا سأعود للعنبر الحارّ والقذرِ، سأذهبُ حالًا الى ايّ مكانِ لا اتذكرُ فيه ان عينيهِ موجودَة، الى ايّ مكانِ يعيدُ عينيهِ لمكانها السابقِ..

مجرّد حدقتين لايعنيني ما إن نظرَت الِي ام تجاهلتنِي.

رفعَ يدهُ، رأيتها تتحركُ ببطءُ، سيدفع كفي عن وجههِ،
مسمارٌ آخرٌ في قلبِي..؟

وضع يده على ساعدي، كلّا..تمهّل، اعطِي قلبي
فرصة.. ليتنفسَ.

شددتِ على فكَه، ارتفع حاجبهُ وعقدتُ حاجبيّ بصرامَة، انا لستُ خشبَة ياهذا..لن اتقبَل مساميرك بصمتِ أبدًا "ثاني مرّة تنتبه لِي، انا ماني جدار خامس،
واذا ناسِي من هو قيس ذكّرتك من عيُونِي".

انا الاستثنائي،
انا عزيز القوم الذي يلتفت له الجمع إذ يسير في غرفة،
انا انفجاراتُ السماء..
من تكون انت كيلا تُبالي بي؟.

اِبتسم بجانبيَة، ينحني حاجبهُ وتضيقُ جفنيه، وكأنهُ يرى شيئًا مألوفًا في وجهِي يُثيرُ دهشتهُ وتهكُّمه، ابقى يده على ساعدِي، اظُنه نسِي امرَ ابعادِي "من وين جايب الثقة اني اصلًا ناسِيك؟" سأل، يسخرُ بوقاحته من غرورِي.

صررتُ على اسنانِي، ربّاه..لايمكن ان يحدُث هذا لي، اُنها تؤثر..كل شيءِ يقوله، اصغر تعبيرٍ يتغير في وجههِ، تُصيبني كصاعِقة، تشلُّني من فرطِ الاذَى.

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن