٢٣: رسائِلنا.

1.3K 72 415
                                    












بحر/..


انامُ، اُجن واُجرب حظي في بعض المنامُ..

انهُ كابوس، كماعرفتُ، كماتحفّزت حواسي باستعدادِ لهُ،
فابقتني ساهرًا لوقت متأخر.. هاربًا من نومي في كتاب،
السماء حالكة، تسقُط..وانا وحدِي فِي العتمَة، الرعدُ يصرُخ،
تمنيتُ الف لعنة،
الف مُصيبة عليك،
يهدر..
تمنيتُ اشنعَ كوابيسك
لتُعاد الف مرّة عليك
بدمار مُضاعف.

تمنيتُ ان تَفقِد مرارًا وتكرارًا،
ان تخسَر، ان تُذَل،
ومازلتُ اتمنّى.

اصحُو فزعًا..
لماذا يمتلك الرعدُ البشع،
صوت حبيبي الوديع؟..

قلبي قبضة تُجر الى احشائي..

المروحَة تدورُ،
رأسي يتشقق صُداعًا،
وجسدي يتفتت تعبًا،
التنفسُ براحة مازال طموحًا عاليًا،
وكاحلي يخزُني،
يُمناي في ضمادتها تحُكني،
الحروق كشعور حكة مُلحّة، شُكرًا لهُ،
اني اعرفُ هذا الآن،
وارجو لو كُنت ماعرفته أبدًا.

ارفع نظري الى ستائر النافذة، ويذوي قلبي، مايزال ظلامًا..
ولكني نِمت متأخرًا بالليلِ، تبًا، نوم مُتقطعُ ثانيةً؟
حقًا ياحياة؟..
لاتفعلِي، ليس الليلة،
انا مُتعبُ جدًا، احتاج نومًا حقيقيًا هُنا..

اغلقُ عيناي، هيّا ارجُوك ياعقلِي،
اُصمت،
انطوِي،
اطفئ نفسك..
استمع لشكوى صحّتي ونحيب جسدِي،
ارفق بنا، هَبنا هُدنة، موتًا صغيرًا..
انا لا اقوى المُضي في الحياة دون موتِ.

اعجزُ عن النوم، في السرير الثنائي وحدِي، افتح عيناي
مع طلوع الصُبحِ وتسلل شُعاعه الحارق من جوانب الستارة المُعتمة، ملامح هزيمتي.

اُراقبه بحقدِ، بوجه حجريّ يستعدُ لشنِ حربِ،
تبًا، فات الأوان، بدأ نهارُ جديد وانا لم انَم، اني
مُدرك لهذه البداية جيدًا..كما تُدرَك بالدُّخانِ النارُ.

لن أنام بمايكفيني قريبًا.

سينحدرُ مزاجي،
ستضعُف طاقتِي،
ستقُل شهيتِي وتختفِي،
ستنخفض حيويتي،
ستزداد انتحاريتِي،
سأنطوِي،
سيضيع صوابي،
ستبتلعني كآبتي،
سأفقدُنِي.


انا لم اكره الصباحاتِ دومًا، اتساءلُ اين ومتى، صار
الشروقُ والضوءُ والحفلة الجماعيّة لاستيقاظِ الكونِ
وجعًا منتهكًا لوجودِي بصورة بغيضة ومزعزعة،
اين ومتى، صار يومُ جديدُ يعني الألم، وكف
عن كونه املًا؟..

ماذا كُنت احب بالصباح؟
اُراقب تطفُل الشمس واُراجعُني..
حين كنتُ صغيرًا،
مغادرة المنزلِ الى الروضة بالطبع، للأرجوحة الخضراء،
حين كنت مُراهقًا..
الذهابُ للمدرسة لمراقبتهِ، ولنيل الدرجات العالية والثناءِ،
حين صرتُ شابًا..
الطريقُ الأخضرُ والحيوي من مسكني الى الجامعة.

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن