٢٦: عائلَة.

2.1K 69 426
                                    









بحر/...

صعدتُ في المقعد الخلفِي ورأس قيس على حضني،
الكوكبُ كُرة في حنجرتِي،
عثرة فِي انفاسِي،
ورُعب في عيني،
قاد برهان خارج المكان المقطوع عن العالم،
مزرعة في خلفية الصحراء تختفي
"كيف.."
اتحمحم، احاول ايجاد شيء غير وجه حبيبي
المنهك لافكر فيه..
صوتِي رصيفُ وشوكة،
خشونة نازِفة.

فتح علبة ماء، يمدها لي، صوت الماء يهيمن على كل
انتباهي في لحظة، يُفزع مجاعتي، يُبرر انطلاق مجزرة
"لحقت رابح ورائد"
يرد مختصرًا، لهذا لم يأتي قبلها..؟

قبضت على العلبة، تجرعتها بنهم،
امسكها بكفاي معًا من فرط وهن قبضتي
وارتعاشِي "بالهداوة" يرفع يده في الهواءِ لينبهني،
واحاول التمهّل فِي بث الحياة الى تيبّس عروقِي،
استندِ مغلقًا عيناي، اتنهدُ متنفسًا بصعوبة ولهاثِ،
رأسي يدور، يركب موجة عاتية..
ويلطم في صخور قاسية.

جالس ولكني اشعرُ اني اُخض كماء العُلبة..
مُتعبُ ومتألمُ جدًا، انفاسِي شاقة مروّعة الصعوبة،
اشعر ان اعضائي تنهارُ وتتعطّل،
تتوقف واحدة تلوى الأُخرى وتموتُ بلا تمهل..

"كم صارلنا..هناك؟"
ادلك جبيني منهكًا ومصروعًا، انزلت الماء من يدي كيلا اسكبه، اخشى ان ينتهي ولا اجد غيره، في ادنى حالاتها
كانت طاقتِي الهزيلة العاجزة،
اضع يدي على صدر قيس ثقيل الانفاسِ وغائب الوعِي..
"عشر ايّام"
اوسع عيناي مصعوقًا..

هذا هائل جدًا،
ضممتِ شفتاي المُترددة
"خوّفتك؟.." انبسُ بنبرة كدِرة، يُلقي علي نظرة
متفحصة من المرايا الأمامية..
"واكثر"
يردُ، شِبه غاضب وحاد، يشدُ المقودِ محاولًا
ان يتلطّف، تحمحم، يطقطق عنقه معيدًا تركيزه للطريقِ.

انا آسف حقًا..
قلبي ينقبضُ كثيرًا، لقد اخطأتُ جدًا،
هو كان يبذُل كل شيء لأجلِي،
هو اختارني وعاش لطلبي،
وانا..ذهبتُ وتركتهُ خلفِي،
انا..تقبلتُ فكرة موتِي في ذلك الجُحرِ،
ونسيته،
بل ظننته سيكون افضل حالًا،
بدوني معلقًا على عُنقه،
لماذا؟
انا اعرف فظاعَة ان اكون على الطرف الآخر من هذا..
لماذا ذهبت وتسببت بهذا الألم الشنيع الذي اختبرته مرّة،
له؟ .

لماذا عرّضتني للخطر،
ولم اُفكر بِه؟.

"انا آسف.."
تمتمتُ، قاموسي فارغُ، لايتذكرُ الا هذه الكلمة منذُ فترة،
انا آسف على كل كوارثِ العالمِ..
ينتابني هاجسُ سليطُ اني شاركت في إحداثها.

يتحمحمُ، يحاول تلطيف خشونة صوتهِ
" بيننا كلام وطويل بحر لكن هذا ماهو وقته"
بين التحذير والقلق جاء صوته،
اومأت اوافقهُ..
ولكني لم استطع كتمها
"يعني أنت زعلان مني؟"
اخفضت رأسي انحني الى قاع قلقِي، ارفع يدي لأعض
لاشعوريًا اصابعِي،
يبقى صامتًا، مالصمتُ ياترى؟
قبولُ ام رفضُ ام حياد؟
لاتصمُت،
انا صرتُ اكره الصمت واخشاهُ كثيرًا..
"لاتعض يدك".

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن