بحر رابح/...اريدُ ان تُفلتني عصبيّة الشدّة، ان اتكوّر داخِل جلالِ السكونِ واغفُو، حركاتُ العالمُ كُله فارغَة من الأمانِ
مادامت خارج السكُونْ.الضمّة ايضًا حنُونة، ليتنِي اصيرُ مرفوعًا، مبتدأً
متفوقًا على كل مايسبقه او خبرًا مُشبَعًا بالمعنى،
ليتني اخطُو خارج وجودِي وجلدِي وجنسِي وجنسيتي لوهلة واصيرُ مبتدأً مرفوعًا ومحفوفًا بِحنان ضمَّة للأبدِ.ولكني لستِ متكورًا داخل سكونِ ولاتحتويني ضمّة،
انا استعيدُ الألم /الوعِي داخِل انفرادِية ساطِعة مُنتهِكة لعتمتِي، ضيّقة على هولِي، ساحُقة لتماسُكِي.هذا اشدُّ مايجيدُون فعلهُ في هذا العالم على اَي حالِ، تقفّي اثارِ البعثِ والتجدُدِ والشرارِ، ثم المُسارعة لتدارُك
الفضِيحة، لبترِ الرُّوح خارج الصحِيفة، لاتحتاج روحًا، يكفِيك جسد، يكفيك نصفُ وجودِ.وأنا موافِق ان تبتُرني ايّها العالمُ.
كان عليك فعلُ هذا منذُ زمن بعيد، لماذا تواصِل الإخفاقِ؟ ليست بيني وبين فوّهتك الا اِنشات،
اعلي الإلتصاق؟.لم اتحرّك منذُ استفقت، يُمناي تنبضُ بألمُ تحت الضماداتِ المُلطخة بدمِ الشيطانِ، وضلوعِ معدتي تتلظّى فِي حرارَة تنغزِني كلما اخذتُ شهيقًا الى صدرِي المُتيبِّس، سحق ثقلهمُ على ظهرِي جسدِي، واصاباتي تعلِن نفاذ صبرها على اهمالِي لها وتصرخُ.
وصدري متيبّس..كل روحي مُتخشّبة وجافّة وآيلَة للتكسُّر، كظهرِ حجرة، كقِشرة بُرتقالة غضّة نسوها
في الشمسِ.انا منسِيّ في شمس ظهيرة حارِقة.
ولكن رقبتي هي اكثر مايؤلمنِي، اهو صاعقُ كهربائي؟
انهُ موجعُ جدًا..ضممتُ ركبتاي الى صدري، مُستلقي فوق السريرِ النتنِ داخِل اربعة جُدرانِ، ثمة رفاقُ هنا،
عشراتُ الحشراتِ التي تطن حول الاضاءة ساطعة البياض في السقف المتقشّر والرّطب والعفنِ كقلبِي.اغلقتُ عيناي، يالها مِن هِبة، من رحمَة فائضة،
وامتيازِ خيالي؛ ان يستطيع المرءُ ان يُغلق عينيه، ان يختار الظلامِ حين تهولهُ بشاعة العالمُ.الاستنزاف يعودُ ليعُض رقبّتي ويشرب من دمِي، عيناي
لاتبكي، وجهي لايصنع تعابيرًا، ألمي لايؤلمُني، الشعرُ
لايُمطِرُ صحرائي، والكلِمة..سحابَة عابِرة لاتعودُ، انا
مجرّد تائه في عراءِ تخيّل المطرَ وهلوسَ بالواحاتِ.انا حكيتُ عمّ حلّ بنسمة، انا اعترفتُ ان ماحدثَ
حدثَ..بعد عام وشهُورِ مِن الإنكار، من لعب الغُميضة مع الذكرى، فتحت عيناي، توقفت عن العد، وقلت؛ ها انتِ، كُنت مختِبئِة وهانا امسِك بكِ يا ذاكرتِي.
أنت تقرأ
قيسٌ بِلا ليلى.
Actionقيس كمال كان اسمِي. ولدُ السوءِ بلفظ جدّتي، خيرُ الدنيا بلسان والدِي، حارسُ الحكاياتِ بقول اُختي، قاتلٌ حقيرٌ بقول سجّاني، العاصي الفاجرُ بقول الكثيرينِ، انتهت معهم أصابعي، وقيس بحرِِ بقولِ حبيبي. ان كان المرءُ يُعرف بالأسماء فقد سموني بالكثير،...