١٧: خطوةٌ مِن ألف.

2.9K 94 785
                                    







قيس كمالِ/...

كما تشعرُ شمعة تُركت في نهارِ ساطِع
دون ان ينتبهِ لنورِها او ذوبانها احَد..كان شعورِي.

لستُ شخصًا يستسهلُ قبول الرّفض، كل الرّفض، في صوت وكلمة او حتى في صمتِ، كُل قُدرتي على التغاضِي والتخطّي تنتكِس، إنه يؤذينِي ككيانٍ كامِل، يؤثّر فِيّ جسدًا وروحًا، يؤلمُ كشظيّة زُجاجِ ضخمة عالِقة فِي قلبي، الذي كلما نبضَ زاد الجرحَ عُمقًا واحتكاكًا بحدّة الشظيّة..

لذلك انا طوال عُمري جهدتُ لأكون الشخص الوحيد الذي يملك امتيازَ الرّفض، بالأخصِ فِي الحُب، فِي شعُور مُفرط العُمقِ والتملُّك مثلهُ، الحُب ضُعف مُعلن، لايُمكن ان يُحب شخصُ قاسِ ومُتحجّر، شخصُ يجلس في حصونِ آمنة، لايُحب، وانا..انا كنتُ حريصًا
الّا اُغادر حصني.

الَّا افقد ابدًا القُدرة على الإنسحاب..

ان شعرتُ انِي سأكون مرفوضًا في مكانِ وقلب، احملُ
نفسي واغادرُ مهما راق لِي، كلّا، انا لا شهيّة لِي
فِي عذابِ شظيّة!.

ويظُن المرءُ انهُ ينجحُ فِي الحفاظ على قاعدة ثابتةً،
حتى يصتدمُ بإستثناءِ قاعِدته، يُجعدها له كورقة بالية ويرميها مِن نافِذة..

كان بحر استثنائي، دقّ في قلبي شظيّة تلوى الأُخرى،
وعجزتُ عن حملِ قلبي والمُغادرة.

تعلمتُ العيشَ بِهذه الشظيّة شهرينِ، في البداية،
قُلت له صباحًا؛
انا لا احكي هذه القصّة الّا لشخص مُميز وفريدِ جدًا،
وفي المساء، حين خانهُ النومُ، حكيتُ القِصة لهُ..

ثُم حدَقت اليه من الجانبُ الآخر من العالمُ، اضع قلبي في باقة، وانتظرُ بتطلّع، اقترابه ليأخذه..لأنه سيكون مجنونًا لو لم يفهم ذلك.

ولم يأخُذه، الشظيّة تزدادُ حجمًا.

تفوحُ اكفُف المساجينِ بالعرقِ والمعدنِ والصدَأ، وتفوح
كفاي بالياسمينِ والريحانِ، كُل من صافحنِي شَم رائحة الحُب فِي كفِي، كِل غريبِ لمس يدي لبُرهة، ادرَك من فورِه خطبِي، كلهم ادلّة حيّة؛ لاتوجد طريقة في العالمِ يكون هذا الأسمرُ فيها جادًا..لايمكنُ انه لايُدرك.

رُبما علي ان ازداد وضوحًا؟..

غنيتُ الحُب ناظِرًا فِي عينيهِ، قاصدًا مُتعمدًا، الى
بريقِ العسلِ فيهما نهارًا وعُمقِ عتمته ظلامًا.. فأغلق
عينيه، او ابعدها، تتضخمُ الشظيّة..كل نبضة ألم، كُل نبضة جرحٌ جديدِ.

ثُم عندما يُغلق عينيه وينامُ، فتغيبُ القصِيدة الألذ عن العالمِ  الموغِل في الصدأ والتآكُل، اُقرر انني سأكرهُه، ان هذه حالة سيُقبل فيها بأنانيّتِي.

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن