الأخير: كي ننسى.

771 56 369
                                    






قيس كمال/..


"انك تستاهل واحد احسن منّي!"

وترٌ ينقطع، هذا ماكانتهُ تعابيرهُ.

قلبي يخفق قويًا عتيدًا..
جسدي يتفكك في اِرتجافة مُتطرفة.

"ايش؟.."
ينبس، بُرهة صمت تبعت قُنبلة.

تتقوس شفتاي رغم مقاومتي عبوسها،
وتذرف عيناي، رغم مقاومتي انهمارها..

أنا عالقٌ جدًا..
في سردابٍ تحت ألف أرضِ،
لايمكنني المُغادرة..
غارقُ في بحيرة عكِرة،
منذُ حُلمِي عن هباءِ حياتي..
منذ نظري الى صِغري البريء النقي،
وكبرِي الدموي الدنيء،
منذ نظري اليك،
الى رُحبِك الشاسِع،
وتجاهلي القاطِع..
أنا عالقُ في فُرصِي الضائعة..
في فرطِ تفريطِي،
في كذبي انها لاتعني شيئًا،
مازال بمقدورِي ان اكون افضَل،
لا احتاجُ جمهورًا..
امام نفسي وحدِي،
سيكفِي
ان ابدو كافيًا.

كلّا..
أنا..
ان اكثر شيءٍ كسرنِي فِي فكرة انك ربما هجرتني،
كان معرفتي،
ان هذا قرار صائبُ،
خيرٌ لك ان تقطعنِي.

خيرٌ للجميع ان يفعلُوا..
انا كنت سأفعل دون تردد،
سأهجُرنِي،
لطالما كانت هذه خُطتي للنجاة.

لأنني..
وبعد هذا النفاق كُله بتحسُّني،
انثنِي الآن لإنتصار عجزِي،
أنا مكدومٌ،
مشوّه جِدًا..
وضعيف للغايَة،
اوهنُ من ان اقِف ثانِية،
لا استطيعُ ،
غدًا هو يوم نجاتي الموعودُ،
واقترابه لايتسبب الا بسقوط الكؤوس من يدي،
وهروب النوم من جفونِي،
ونفوري من انعكاساتي،
اني امدُ يدي الى جوفِي
ولا يلامسُني الّا الفراغ..
اَين رحلت اشيائي؟
من أخذها دون سؤالي؟
لماذا تركوا لي فراغِي؟
اما كان طيبًا منهم لو اخذوه ايضًا حين سلبوني؟.

اواصلُ الإرتعاش،
تحت جلدِي..
مايزال التيارُ يصعقُني،
حارقًا وموجعًا
كماءِ نارِ،
اشعرُ بحضور الشيطانُ كظلّي،
بيده الوحشيّة تجرُ خصلاتي،
تخنقُ كُل مقاومتي،
تُعجزني في اوجِ اِشتعالي..
فأموتُ مسحوقًا،
كعصفور معصورِ في قبضة،
ويطالبونه ان يطير.

صامتٌ،
كُل فِكرة تزرعُ دمعة اُخرى في وجهي البعيد،
البارد كلونٍ ازرقِ كئيبِ.

"ليش تحس كذا قيس؟"
تنهدُ، يخفف قبضته على ساعداي فوق الكاونتر،
يمكنني غالبًا دفعه ثانية،
ولن يتبعني اكثر،
ولكني فارغُ من المقاومَة،
انها الدموع غالبًا..
واحدة من ارق واوهن اشياء هذا العالم..
ولكن لها قدرة تفوق المدافع،
في جعل المرء يستسلم، ينحني ويتراجع.

قيسٌ بِلا ليلى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن