١

3.7K 75 2
                                    

الحبُ؟...
ليس مجرد كلمة أو بضعة مواقف في البدايات...
و السرّ في الكلمة... الحُب...
و لولاه لكانت انقرضت البشرية...
و هنا يأتي السؤال...
"هو الحُب لعبة؟
ولّا الحُب لعبة؟!"...
#########

الحكاية تبدأ من هنا، بوقفتهنّ بوسط الشارع في إحدى الأحياء الشعبية و يشهدنّ الاستقبال الغير متوقع بالمرة...
صراخ نسائي
صياح رجال
سُباب
شجار بين مجموعة
فوضى

_أهلًا بالأكشن اللي بجد!

قالتها بمرح تلك التي كانت تشاهد باستمتاع و بيدها تأكل من كيس مقرمشات ذو صناعة أجنبية من الدولة التي أتت منها. نظر لها ابن الخالة و الذي استقبلهنّ مع الجدة التي تنفخ بضيق و هي تقول:
_أدعي عليك بإيه يا طه و انت فيك كل العِبر!

و عندما استمع إسلام للإسم الذي قالته لم يفكر و قال و هو يحثهم على الوقوف بأحد الجوانب بعيدًا عن تلك الفوضى و ذهب لكي يعاون صديقه:
_اقفوا هنا و متخافوش هانفُض الليلة دي و راجعلكوا

صفقت تلك المستمتعة بحماس و هي تصيح خلفه:
_مش خايفين إحنا مستمتعين

نظرنّ لها الأخريات بضجر فهي لن تتغير، بينما ألقت الجدة زبيدة عليهنّ نظرة مدققة، فلاحظت اختلاف الشخصيات و التأثير فواحدة متحمسة، الثانية خائفة بشدة و تشهق من وقت للثاني بعينان متسعة لما تراه، و الثالثة تشاهد بلامبالاة و هي تنظر للساعة من وقت لآخر، بينما الرابعة تشعر بالضجر و أخذت تلعب بالهاتف!

على الجانب الآخر أخذ إسلام يشارك في الشجار حتى اقترب من طه فقال له الثاني بعدما لاحظه و هو يلكم وجه من أمامه بوحشية و قوة غاشمة:
_كنت فين كل دا!

فرد الآخر و هو يمسك برأس آخر يلطمها بركبة قدمه :
_كنت في مشواري العائلي، الكلام على إيه المرة دي!

_كنت مخنوق و بفرغ طاقة

ضحك الآخر بمرح و هو يلطم وجه من أمامه بكفيه الكبيرتين و هو يقول:
_كله إلا خنقتك يا صاحبي، أدي مايهمكش...

قالت تلك التي تشاهد بلامبالاة للجدة قائلة:
_تيتا هما هايخلصوا امتى؟ أنا تعبانة و عايزة أنام

ردت زبيدة و هي تنظر باتجاه آخر إثر سماعها الصوت و قالت بارتياح:
_الحمد لله عزيز جيه، هتخلص دلوقتي

رفعت تلك التي كانت تشعر بضيق و وقعت عينيها على من أتى بهيبة و حضور طاغيين و مرّ من جانبهنّ بعدما ألقى السلام على الجدة، صاح بصوتٍ عالٍ انتبه له من كانا يطيحا بالبشر فتوقفا، و وجدت لسان حالها يسأل جدتها و عينيها مازالت على من يتحدث بقوة و هدوء و الجميع يستمع:
_مين دا يا تيتا!

_دا المعلم عزيز...
##########
حياتهنّ تغيرت في وقت قياسي، والديهنّ توفيا و كانت الوصية عدم البقاء وحدهنّ في الغُربة التي عاشوا و تربوا بها منذ الولادة حيث الوالد الذي هاجر بعد زواجه من الأم. و نظرًا لأن الوالد كما يقال مقطوع من شجرة، و الأم ليس لديها سوى شقيقتها و الجدة التي علاقتها بهنّ كانت عن طريق مواقع التواصل و المكالمات...

شارع حُبنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن