٧

2.4K 100 3
                                    

إن كان الإنجذاب و التفكير الكثير و الابتسامة لرؤية أحدهم، تدعي للشك أنه حب. فالغيرة هي التأكيد على ذلك...
و هي شعرت بالغيرة لرؤيته يتحدث بهدوء و يبتسم من حين لآخر لإحداهنّ علمت أنها إحدى زبائنه. فكرت وقتها بالعديد من الأفكار عن الاتيان بها من شعرها مثلًا و وضعها أسفل سيارتها التي تتباهى بها، كما فكرت أن تأتي بهذا المفتاح الكبير الذي كان بيده و تضربه على رأسه عدة ضربات و بعدها ستبكي بجانبه عليه...
تجاهلته لثلاث أيام و لم تبتسم بوجهه أثناء قدومه للمحل بل لم تنظر لعيناه و كأنها... تخاصمه!
و هذا ما كان يفكر به طه على الجانب الآخر و يشعر به رغم أنه جاهد نفسه على الثبات منذ أن تحدث معه عزيز الذي يفهمه، و مع ذلك رغم حيرته لم يتحدث بل فكر أنه من الأفضل ما يحدث...
لكنه لم يتمالك نفسه عندما وجدها تمر من أمامه و هي باكية و تزم شفتيها كالأطفال!
ترك ما بيده سريعًا و اوقفها سائلًا:
_مالك فيه إيه!

لحظات تنظر له و بنظرتها جمعت الغضب و الغيظ مع الحزن و اللهفة حتى تحدثت:
_ الست زعقتلي

_ست مين!

_مش عارفة، في السوق

تحدث بهدوء و كأنه يحادث طفلته و يعلمها التصرف بل شعر بالضيق لعدم أخذها حقها :
_و انتِ ماخدتيش حقك ليه!

_ما أنا كنت رايحة انده تاج تجيبلي حقي

أخفى ابتسامته عليها سريعًا قبل أن ترتسم حتى فهو يشعر أنه يحادث طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها تستعين بشقيقتها الأكبر لتتشاجر من أجلها،رغم كونها فتاة كبيرة و الأكبر عمرًا من تاج كما أنها فاتنة تنضح بالانوثة خصوصاً بهذا الفستان الأخضر الذي لاق بها بطريقة مهلكة لقلبه:
_المفروض تاخدي حقك بنفسك

تحدثت بعصبية لطيفة لأنظاره:
_منا مكنتش فاهمة نص كلامها اصلا! ... ست غريبة!... كنت هاموت و اقول bad word بس ماقولتش!...

نسى هو بتلك اللحظة و دون تفكير قال:
_أجي أنا اظبطلك بتوع السوق كلهم

نظرت له للحظة بصمت
و في اللحظة الثانية تحولت نظرتها للغضب و قالت قبل أن تتركه و توليه ظهرها و قد تذكرت أنها غاضبة منه:
_خليك في نفسك يا أُسطا طه

رفع حاجبه و هو ينظر لها بدهشة و هي تسير دون أن تهتم به ثم نظر للسماء هامسًا:
_أنجدنا يارب...
#######
حالة من البؤس و الغضب تتلبسه من يومها، منذ أن علم بطلب أحد غيره لها و يحمد الله أنه بوقتها لم يلاحظ أحد ارتعاشة يده و انتفاضة جسده. من يومها يهلك نفسه بالورشة و كأنه يعاقبها و باليل بغرفته يرثي نفسه و مشاعره التي نبتت من أجلها طوال الفترة الماضية. لا أحد يشعر به و هو الجامد أمام الجميع و الثابت كالجبال، يخشى أن يهتم بالسؤال بطريقة غير مباشرة فيعلم أنها أصبحت لآخر حتى أنه لا يجالسهم حتى لا يعرف شئ...
تارة يفكر أنها لن توافق أو هكذا يأمل
و تارة يفكر و لِمَ لا! فهو ذو مركز و متعلم مثلها و عند هذا الخاطر يسخر من نفسه و هل ستنظر لرجلٍ مثلك يا عزيز معلم ورشة حدادة الذي يحمل فقط الدبلوم! و على هذا الحال يقضي أيامه...

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن