٤

2.6K 108 26
                                    

لا يدري أين هو تحديداً و لِمَ مقيد هكذا!
بدأ يستمع لصوت...
خطوات تتقدم ناحيته مع صوت تصفير يوتر النفس...
يحاول الهروب و البحث بعيونه عن مخرج
وقفت الخطوات أمامه و لكن لم يظهر بعد مَن، فقال بهدوء ظاهري:
_في إيه!

شيئاً فشيء بدأت الرؤية توضح أكثر و الوجه يظهر و جحظت عيناه و هو يراها تاج!
_ألاه! بت!

صرخت تاج بغيظ و قالت و هي تقرصه بشدة من وجنتيه:
_أخرس بقا! اخرس!

صاح بألم في ظل صراختها حتى هدأت فجأة كما جُنت فجأة فرفع حاجبه وقال:
_خلصتي شغل الهبل دا!

التوت شفتيها بابتسامة ساخرة و جحظت عيناه عندما رآها تحمل بيدها أكثر شيء يكرهه بحياته، قلقاس!

_بت ابعدي البتاع دا!

لم تجيبه بل اقتربت اكثر فصاح و هو يحاول تخليص نفسه:
_ابعدي بقولك!

لكنها لا تهتم و تقترب أكثر حتى أصبحت أمامه و فجأة بدأت تصرخ و تطعمه القلقاس بالقوة غير مهتمة بصياحه و معاناته :
_قلقاس لأ! قلقاس لأ!

استيقظ منتفض من نومه و قطرات العرق تملأ وجهه فزفر بسخط و قال:
_دانت كابوس مقرف!...
ثن نهض من فوق الفراش و هو يردد بغيظ:
_ماشي يا تاج صبرك عليا!...

خرج لوالدته فوجدها على طاولة الطعام، اقترب منها و سأل و عيناه مغمضة:
_هاتفطريني إيه النهاردة يا ست الكل؟

_أكل بايت

نظر لها بعينان متسعة فهذا اكثر شئ يكرهه بعد القلقاس- بينما هي تأكل الجبن و المربى- و قال بضيق:
_يا ست انتِ بتعامليني كدا ليه! هو أنا مش ابنك!

لوت شفتيها و هي تأكل و ردت بلا مبالاة:
_ متنساش تغسل الأطباق مكانك مش اكل و مرعى...
#######
ورطة!
هي بورطة...
أعداء النجاح بالمنطقة قاموا بإخراج الشخصية الهمجية داخلها و قامت بضربهم!
أدى الأمر لتشويه وجه شهاب صاحب محل الحلويات و خسارته لسنتين من صف أسنانه، و كسر زراع ام حسين صاحبة محل الفراخ و تقطيع شعرها، مما جعلهم يذهبوا لتقديم بلاغ بها!
و هي هي تقف بمكتب الضابط أمامهما ينظران لها بشماتة، دلف الضابط لداخل المكتب ففتحت عيناها على وسعهما فهذا هو الضابط الذي أصبح زبون لديها في الآونة الأخيرة، بينما هو دُهش من وجودها و قال:
_تاج!

و سريعاً زمت شفتيها ببؤس و لمعت عيناها بالدموع و قالت:
_ألحقني يا عمر بيه!

تحدث شهاب سريعًا بغضب:
_متاخدش من السهوكة دي يا باشا داحنا المجني عليهم و عايزين حقنا منها!

أكدت خلفه أم حسين فنظر لهما بحاجب مرفوع منصدمًا من هيئتهما الرثة و الإصابات فرجع ينظر لها و قال:
_انتِ اللي عاملة فيهم كدا!

نظرت له بمسكنة فتنهد و أمر شهاب و ام حسين بالخروج بعد أن استمع لأقوالهما و بقى بمفرده معها، جلس مقابلها على الكرسي الآخر بمكتبه و سألها بهدوء و ود:
_إيه الحوار بقا؟

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن