٣

2.4K 113 3
                                    

هي الآن على درجات السلم بمنزله و متوجهة للشقة التي يعيش بها مع أخته!
وقفت اقدامها قبل أن تصل للشقة ببعض الدرجات تأخذ نفس عميق قبل أن تتقدم.

هي هنا لكي تطمأن على فطيمة، تلك الفتاة التي شعرت ناحيتها بالأُلفة و ترى بها جنّة أختها، هي هنا  بنية حسنة لتزور تلك الفتاة التي اخبرتها جدتها أنها بالفعل بها من شخصية جنّة و ليس لها أحد بهذه الدنيا سوى عزيز حتى و إن كانا مازالا وسط عائلتهم الذين يعيشون معهم بالبيت الكبير و كبيرهم حتى على الكبار هو عزيز.

هي هنا من أجل الفتاة التي رأت من نظرتها أنها تريد الاقتراب، صديقة، شقيقة بالأخص عندما اخبرتها زبيدة أنها ليس لديها حتى أصدقاء و لا تتداخل أو ترتاح مع أبناء عمومها أو مع أي أحد في العموم.
هي هنا من أجل فطيمة...
حتى لو كانت هناك نية دفينة بداخل اعماقها أنها هنا كحِجة لتراه!...

تقدمت بخطوات ثابتة من الشقة التي طرقت بابها فور أن وقفت أمامها، فُتح الباب و ظهرت فطيمة التي ما أن رأتها احتضنتها بود و لهفة!
ابتسمت مُهرة باتزان و ربتت على ظهرها هي الأخرى بحنان الشقيقة الكبرى، ابتعدت فطيمة ببعض الإحراج الذي لغته مُهرة و هي تقول:
_جيت عشان اطمن عليكِ، عاملة إيه؟

دعتها فطيمة للدخول و بالفعل دلفت مُهرة للداخل و عينيها تجوب حولها و مازالت تلك النية الخفية تبحث عنه، جلست على الاريكة و جلست بجانبها الأخرى و قالت بصدق:
_أنا مبسوطة إنك جيتي

ربتت مُهرة على كتفها بحب و قالت:
_و انا مبسوطة إنك بخير

و كانت في تلك اللحظة نظرة فطيمة بها العديد من المشاعر التي قرأتها مُهرة بفطنة و قالت:
_مش هاتقدميلي حاجة ولّا انتِ بخيلة؟

وقفت فطيمة بسرعة و هي تقول:
_يا خبر لأ طبعًا! تحبي تشربي إيه و لا تاكلي معايا... اقولك! إحنا ناكل من الفراخ و الوافل اللي بعتتهم تاج...

نظرت لها مُهرة بتساؤل فأكملت الأخرى قائلة:
_أصل تاج من ساعة ماعرفت إني تعبت و كدا، بقت تبعتلي عبود بفراخ مشوية من اللي بتربيهم و وافل عشان بحبه...اسكتي دا انا باكل ودانها كل يوم تتصل بيا أعقد بقا ارغيلها بكل حاجة و هي تقعد برده تحكيلي...

ابتسمت مُهرة بحنان لها و بفخر بشقيقتها تلك الاجتماعية بدرجة امتياز و تستطيع أن تدخل قلوب أي أحد و تهتم به  و تجعله يشعر بالاطمئنان و بالأُلفة معها بوقت قياسي...

_بُصي لو في قهوة اعملي بس سادة

وقفت فطيمة و هي تقوس شفتيها بضيق لأنها لا تعرف كيفية عمل القهوة و هي تحك رأسها فهزت مُهرة رأسها بيأس و قالت:
_خلاص فهمت، أي حاجة بتعرفي تعمليها

وقفت فطيمة لحظة بتفكير ثم قالت:
_طب تعالي المطبخ تعمليها و أهو اتعلمها منك

نظرت لها بتردد و حرج فقالت:
_قومي يا ستِ عادي و كدا كدا مفيش غيرنا...

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن