١٣

2.7K 112 8
                                    

لا تستطيع مجرد كلمات وصف ما بداخله، يجلس بجمود تام متكئًا بساعديه على فخذيه و نظرة عيناه يلمع بها الشر و هو يستمع لتوسلات عمه و زوجة عمه لكي يسامح ابنتهما التي يحبسها بغرفتها.
يستمع صراخها الهيستيري و هي تطرق الباب تطلب النجدة و تستغيث بسبب ما يقع عليها من النساء اللاتي كلفهنّ بأن يكيلوا إليها الضرب المبرح. بينما الإبن يجلس يشاهد بصمت و قلة حيلة...

_يابني بالله عليك ا...

رفع وجهه لعمه و قال بجمود و قوة طاغية أرهبتهم و هم بالأساس وفي الطبيعي لا يقدرون على شئ معه:

_تلموا هدومكوا و المهم ليكوا انتو التلاتة و تطلعوا الشقة اللي على السطح...

جحظت عيون الجميع بينما هو تابع و تلك المرة يمرر نظراته على ثلاثتهم:
_و كل المفاتيح اللي معاكو للشقة تجبوهالي دلوقتي

حاولت امرأة عمه الحديث لكن نظرة عيناه تحدتها و أرهبتها أن تنطق بحرف، و بالفعل دقائق معدودة و كان يجلس ينتظر أن ينتهوا و عقله و قلبه رغم قوته الظاهرة عند تلك التي لا يخرج منظرها و الدماء تسيل منها من عقله.

انتبه لاقتراب عمه بضعف كعادته السلبية و أعطاه جميع المفاتيح قبل أن يخرجوا بقلة حيلة...
نهض من مكانه  مع خروج النساء التي تتشح بالسواد من الغرفة  تقدمت منه إحداهنّ تقول بأدب:
_كله تمام يا معلم عزيز

أومأ برأسه تزامنًا مع إخراجه لحفنة من المال لتأخذها منه و هي تقول و قد لمعت عيناها برؤية المبلغ:
_هنيجي تاني امتى يا معلم؟

رد باختصار و هو يشير لهنّ بالذهاب:
_لما اطلبكوا...

ذهبن، أخذ نفس عميق و بعدها قام بالخروج من الشقة بعد أن أغلق الغرفة دون أن يعير تلك الملقاة على الأرض أي اهتمام أو شفقة...
########
تحرك بخطوات بطيئة بالممر عند العناية المشددة، الذي ينتظر بهث١ثص٢س
الجميع، النساء تبكي و الرجال واجمة، كان طه أول من لاحظه و اقترب منه ليسأله:
_أنت تمام؟

أومأ بنعم بوجه جامد تمامًا، ليصمت طه مضطرًا فهو أكثر الناس علمًا به. ليقترب منه نائل يربت على كتفه بمآذرة قائلًا:
_أخدت حق مراتك؟

نظر له عزيز و النظرة كانت جحيم لكنه يختزنه بكل هدوء ليفرغه بطريقته و أجاب بهدوء:
_لسة...

ثم تركهما ليقترب من الجدة المنهارة بأحضان إسلام و يمسك يدها لترتمي بأحضانه و هي تردد :
_مُهرة يا عزيز...

بينما يربت هو عليها بهدوء و يطمأنها أنها ستكن بخير، ينظر للجميع بقوة يردد أنها ستكن بخير، ينهي الجميع عن البكاء و النحيب فهي ستكن بخير...
يرددها بقوة و ثبات طاغين
يرددها و كأنه يرددها لنفسه...
لقلبه...
لروحه التي تحترق ألمًا رغم أنف ثباته و قوته...

انتبه الجميع على خروج الطبيب ليبتسم لهم باطمئنان قائلًا:
_الحمد لله، المؤشرات المبدأية كويسة، بس هتفضل في العناية لحد الصبح...

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن