في حضرة العدو يتحفز المرء للمواجهة و الفوز
و في حضرة الأهل يشعر بالأمان
و في حضرة الحبيب يشعر بتحفز الجسد و القلب و الروح للسعادة و الراحة...
و مؤمن بالنسبةِ لها جميعهم
لم تفكر
لم تعي أي شيء سوى الشعور بالفقد و الألم
قلبها يئن حد أنها تكاد تفقد انفاسها
عيناها تحرر العبرات بصمت مريب
و هي تكره البكاء
الضعف
و الحب...
لا تتحدث ، لا تهتم بأحد، حتى أنها لا تستمع لأي صوت حولها، سواه. تجلس على الأرض بإهمال أمام غرفته وهو تستمع لمرحه و حديثه مع الجمع الذي اتى بعدما تلقوا الخبر مثلها، و من رحمة الله و لُطفه لم يتأذى كثيراً، بعض الكدمات بجسده، جرح طفيف تم تخيطه برأسه و كسر بزراعه الأيمن....خرج الجميع بعدما سألت عيناه عنها قبل لسانه، وقفت جدتها و قالت بإشفاق عليها كما ينظر الجميع لها بإشفاق و قالت:
_ ادخلي له، هو مستنيكي...نظرت لجدتها، دارت عيناها على شقيقاتها، رهف، خالتها، فطيمة، الشباب و عم نائل، الجميع ينظر لها بهدوء، إشفاق و دعم! هي تكره الوصول لتلك الحالة، تكره الضعف و تكرهه!
نهضت بهدوء و دخلت بخطوات بطيئة عيناه تثبتت عليها بشوق
بحب
بإشفاق
بحزن على هيئتها
و بضيق لما وصلا إليه، فهو يقر و يعترف بخطئه كما يشعر بضيق من عقلها اليابس
كما يشعر بفرحة لكونها خرجت من قوقعة البرود، أظهرت مشاعرها...
بينما هي جلست بهدوء و عيناها هي الآخرى تتطلع إليه و إلى إصابته، و لن تنكر هي تشعر بالحزن و الألم لألمه. قطع هو الصمت قائلاً يشاكسها لتخرج عن صمتها:
_ شكلك قعدتي تدعي عليا لحد ماجبتي أجليلم ترد مباشرةً، بل بدأت تمسح عبراتها بهدوء و نظرت له تلك النظرة اللامعة بالغضب و قالت:
_انا بكرهك، و هفضل أكرهك على اللي انت بتوصلني ليه!لم يحزن و لم يغضب بل ابتسم!
فهو أصبح يفهمها ، يفطن مغزى حديثها، فالجميع رأى دموعها، حزنها و ألمها، و أنها أظهرت مشاعرها، أنها مازالت تحبه، تخاف عليه ، بات يدري كم تكره ذلك و بالأخص أن يرى الجميع ضعفها. فاجئها هو هذه المرة و هو يعتدل ببعض التألم حتى أنه اقترب منها، أجبرها على النهوض بعد أن سحب يدها و عانقها! بعدها همس بجانب أذنها قائلاً:
_انتِ عايزة تتعلمي الأدب و الحب و دا على ايدي إن شاء الله...
##########
طرقات هادئة على الباب دفعت تاج للنهوض من جانب جدتها على الأريكة لتفتح الباب، نظرًا لأن كلا من ضي و جنة لم يتطوعا. فتحت و كان الطارق مؤمن مازحته تاج بشقاوتها :
_ازيك يا متدشمل؟ابتسم مؤمن و رد:
_ الحمد للهثم غمز لها و قال:
_البت مراتي صاحية ؟اتسعت ابتسامة تاج و غمزت له بدورها و قالت:
_ و جاهزة للغزو، اوعى تطاطي للموجة!قالت الأخيرة بتحذير مرح ليقول:
_عيب عليكِ عادد العُدة لحد ما تسلم
