هل الحب يمر على الإنسان أكثر من مرة؟
هل يتمتع به مرات و مرات؟
أم يأتي مرة واحدة و ما دون تلك المرة تراهات!...
و ماباله يتوه في دوامة مشاعره! أليس من المفترض أنه يعلم ما يريد!
ماباله أصبح يقارن بينها و بين زهرة!
و كيف له يشعر ذلك الشعور بالاشتياق! و أنه يحتاجها هي ليس غيرها!
أنها السكن الذي يفتقده!
انتبه من شروده بها و هي تحمل رهف المريضة و هي تقول بصوت جاد :
_أنت قفلت باب الشقة ليه!نظر لها باستغراب ورد ببادهية بالنسبة له:
_و افتحه ليه!تحركت لتخرج من الغرفة و هي تقول بغضب قبل أن تدلف لداخل المرحاض لكي تساعد الصغيرة تستحم حتى تهدأ حرارتها المرتفعة:
_افتح الباب يا محترم! ماينفعش إحنا أغراب دلوقتي!اغلقت باب المرحاض بوجهه و شعر هو بالسخط منها و الغيظ من فكرة أنها كما قالت أصبحت غريبة،و مع ذلك نفذ رغبتها و ذهب ليتفح باب الشقة و يتركه ليعود و يقف أمام باب المرحاض، الذي فتحته بعد وقت و هي تخرج حاملة رهف لكنها توقفت قبل أن تدخل للغرفة عندما استمعته يقول :
_و مادام أغراب دلوقتي جاية ليه!الجملة في ظاهرها ساخطة
ساخرة
يبدو من خلالها رجل أرعن كاذب به كل الصفات السيئة التي أدت لهروبها منه بقلب مكسور..
لكن في باطنها كان عتاب!
عتاب طفولي من رجل يشعر بأن هناك شئ ينقصه منذ رحيلها...
الأمر الذي يجعله في صراع و دوامة من أمره، فهو من المفترض أنه سعيد بعودة زهرة، لكن لا يحدث! بل يقارن بينها و بين ضي في أدق التفاصيل!
كيف تتحدث
كيف تفكر
كيف تبتسم
و كيف تأكل
كيف تسير
و كيف أنها تحافظ دائمًا على الحدود بينها و بينه في حين زهرة على النقيض...
و كيف تلعب مع رهف...
رهف التي تعاملها و كأنها ابنتها، تركت كل شئ و ركضت عندما اتصلت بها الصغيرة تسنجد بها و أنها مريضة و تحتاجها هي. في حين اكتفت زهرة ببعض مشاعر الشفقة و التعليمات عندما أخبرها و هو يتحدث معها بالهاتف!...و العجيب أنه ينتظر أن تتحدث
أن ترد
أن تصيح حتى
لكنها خيبت أمله عندما لم تلتفت و لم ترد على جملته الساخطة و العاتبة و دلفت للغرفة برهف دون الاهتمام به،الأمر الذي أشعل الغضب بداخله فذهب خلفها و قال بحدة:
_أنا مش بكلمك!التفتت له بعد أن لثمت جبهة الصغيرة تطمأنها و قالت بهدوء:
_أنت شايف دا وقت و لا طريقة!_إن كان عاجبك!
اخذت نفس عميق و قالت ما ضاعف غضبه:
_اطلع برة يا مؤمن، و يستحسن تمشي من الشقة كلهاصاح و هو كان ينتظر هفوة ليصيح كطريقة للتنفيس عن غضبه من دوامته و منها :
_انتِ اتجننتِ!نهضت و وقفت مقابله بهدوء جليدي و ثبات و كأنها امرأة أخرى غير تلك الفتاة اللطيفة ذات الملامح الطفولية الصغيرة و البريئة و قالت ما جعله من شدة صدمته و غضبه يصمت و يترك المنزل قبل أن يتبع أفكاره التي جميعها تدور حول دق رأسها اليابس ذلك:
_تمام، أنا هاخد رهف عندنا لحد ما اطمن عليها
#########
_بقا انتِ جايلك عريس يا ام خدود! عاجبه فيكِ ايه نفسي افهم!
