٨

2.1K 89 4
                                    

غضب
خجل
تردد
صدمة
و ضربات قلبه سريعة و قوية لدرجة أنه يشعر كما لو كان سيخرج من صدره. و هي تنظر له بصمت تنتظر رده، اغمض عيناه لحظة و هو يقبض يداه و داخله يندم على هفوته و نسيانه الرسمة على مكتبه عُرضة لكشف سره، لكنه عاد يتذكر أنه ليس بيده...
ليس بيده أنه حين كان عازمًا على رسم تصميم لتنفيذه لأحد الزبائن بورشة الحدادة و قد حباه الله بتلك الموهبة، يشرد بها و قلبه قبل أناملة المتمكنة ترسم صورة لوجهها الجميل...
ليس بيده مشاعره التي تتحرك لها و تتزايد بطريقة يعجز عن وصفها...
ليس بيده روحه الحزينة  لفكرة أنه قد يكن ليس أهلٍ لها...
ليس بيده جلده لنفسه و أنها قد تكن لا تراه...
ليس بيده غضبه لفكرة أنها قد تكن لرجلٍ آخر غيره...
هو يحبها...
بالله يحبها...
فتح عيناه و تحدث بهدوء و هو ينظر لشقيقته:
_من امتى بتفتشي في حاجتي و بتحاسبيني يا فطيمة؟

ردت عليه بلوم طفيف :
_أنت عارف إني مش كدا يا عزيز

و هو يعلم لكنها خرجت منه دون تفكير كمحاولة فاشلة للهروب، فماذا سيقول و قد أمسكته كمن أمسكته بالجرم المشهود! ...

_عزيز...هو أنت بتحب مُهرة؟

لم يجيب فأردفت بابتسامة لطيفة و هي تمسك يداه لكي ينظر لعيناها:
_دانا اتمنى و افرح والله

نظر لها و قد عقد حاجبيه بتساؤل فقالت:
_تعرف إني اوقات كنت بتمناها ليك!... بس مكنش بيظهر عليك الاهتمام لأي حد و مانع أي حد يتكلم معاك في موضوع الجواز... مُهرة دي ا...

قاطعها قبل أن تكمل:
_مينفعش يا فطيمة...

_مينفعش ليه!

_مش شبه بعض، و مش...

قاطعته هي هذه المرة:
_قصدك على الشهادة و حوار إنها دكتورة في الجامعة و الحوار دا! اديك شوفت ردها و عرفت إنها مش بتفكر بالطريقة دي، و من خلال فهمي يعني لكلامها هي ميهماش الشكليات...

_بس برده...

ربتت على كتفه و في هذه اللحظة كأنها أصبحت والدته و قالت بابتسامة:
_سيبني اشوفلك الموضوع دا، و إن شاء الله خير و أنا هدعي ربنا كتير والله يريحك و تكون من نصيبك...

_هاتشوفيه إزاي يعني!

غمزت له بشقاوة و قد أظهرت الجانب الخبيث الطفيف بداخلها و قالت:
_هاجس نبضها...
########
كانوا يقومون بنقل بعض الأثاث بشقة مؤمن تأهيلاً للعُرس و كانت الشقيقات و معهم فطيمة و مؤمن و إسلام بالإضافة للصغيرة رهف، كلاٌ يحمل شئ أو يرتب شئ. حتى أتى اتصال لتاج و التي بعد لحظات من إجابتها على عبود ذراعها اليمين في مشاغلها حتى بدأت دون سابق إنذار تبكي!
كان إسلام أول من لاحظها و أول من اقترب منها دون تفكير متسائلاً باهتمام و لهفة:
_مالك؟ ايه كل العياط دا!

و كان الرد صاعقة منها وسط بكائها:
=الكتاكيت الجديدة ماتت!

اتسعت عيناه بصدمة و هو يصيح:
_إيه!

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن