١٠

2.3K 101 10
                                    

دلفت بخطوات بطيئة و مترددة داخل المطعم الذي اكتشفت أنه حجزه بكامله و لا يوجد أحد!
اناملها تزداد تشبثًا بحقيبتها و العرق يتجمع على وجهها بشكلٍ مُفرط، و عيناها تدور حولها بتوتر حتى رأته يتقدم منها و على وجهه ابتسامة فرحة. اغمضت عينيها بقوة  لجزء من الثانية بينما جسدها يرتجف من الخوف، في حين هو وقف أمامها بسعادة أنها و أخيراً لبت ندائه و أتت تقابله بعد أن هددها أنه سيأتي لبيتها، تقدم خطوة رجعتها هي أثنتين و هو يقول :
_أنا مبسوط أوي إنك هنا

لم تتحدث و هو لم ينتظر و أمسك يدها ارتجف على إثرها جسدها كاملًا بخوف و سحبها معه للطاولة التي اختارها بمنتصف المطعم، أجلسها و جلس مقابلها و مازالت ابتسامته على وجهه و عيناه تتطلع إليها بتركيز و دقة و كأنه يتشرب ملامحها و يحفظ كل ما يصدر منها، بينما هي كانت تتنفس بسرعة و توتر بالغين و تقبض على الحقيبة،قاطع هو الصمت و قد كانت نبرة صوته هادئة:
_بُصيلي يا فطيمة

لم تمتثل لطلبه فعاد طلبه حتى رفعت عيناها إليه فقال و هو يمد يده لخاصتها يمسكها و يفك قبضتها عن الحقيبة فنظرت له برفض و خوف:
_ماترفضنيش يا فطيمة، أنا عايزك، بحبك

لم ترد عليه و ظلت على حالتها فأردف :
_أنا... أنا عارف إنك مش بتحبيني، و مش عايزة... بس حاولي... أنا جربت أبعد عنك بس مقدرتش... حاولي ماترفضنيش، أنا بحبك...

و هنا على حين غرة وجد من تقترب منهما و قد كانت مُهرة التي حكت لها فطيمة كل ما يخصه و ما يفعله. جمعت عنه معلومات لا بأس بها و جعلتها توافق هذه المرة على مقابلته و هي ستكن معها عبر الهاتف و على بُعد ستتسلل بأي طريقة و كل طريقة لكي تقم بتصويره و هو يعنفها و يجبرها مع الاخذ بالاعتبار أنها لن تنتظر لكي يرهبها كثيراً او يتمادى، و بعدها ستستخدمها كحيلة و تهديد وستقف هي له ندًا بالند. لكنها استغربته و هي تستمع له عبر الهاتف من كم اللهفة ناحية فطيمة حتى أنه كان يتعامل بطريقة مختلفة عن كل المرات التي حكت لها فطيمة عنها، و هنا قررت أن تتدخل و تحاول سبر أغواره...

_و اللي يحب حد مابيجبرهوش و مابيخوفهوش

نهض زايد بسرعة من مكانة بغضب:
_انتِ مين و مين سمحلك تدخلي هنا!

وقفت مُهرة أمامه ببرود و هدوء:
_أنا أختها

_هاتستعبطي! دي ملهاش غير أخ بس!

جلست بجانبها و أخذت فطيمة بين ذراعيها لتهدأتها و طمأنتها و قد بدأت عبراتها تسيل بصمت على وجنتيها و ردت على من يتطلع لتلك المنكمشة بين ذراعيها بغضب:
_شكلك معندكش update بالجديد، أنا بقا مرات أخوها و أختها في نفس الوقت

نظر لها بسخط ثم عاد لينظر لفطيمة بغضب و قال و هو يقبض على يديه :
_بطلي زفت عياط!

ثم نظر لمُهرة وصاح:
_و انتِ عايزة إيه!

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن