٦

2.5K 104 9
                                    

الحياة حلوة بس نفهمها... "

ياله من وقتٍ رائع
مزاجه في محله
مبتسم
مقبل على الحياة
و يركض على آلة "التريدميل"

"الحياة حلوة بس نفهمها.."

يركض و يركض
مبتسم و يردد:
_الحياة حلوة بس نفهمها...

لكن...
مابال الإضاءة، تظلم و تضيء!
ينظر حوله لا يرى أي شيئ، فراغ!
أين الجيم!
أين الآلات!
أين الحياة حلوة بس نفهمها!
بدأ يشعر بثقل في ركضه، نظر أسفله وجد ذاته يتحرك فوق روث حيوانات!
لا يستطيع التوقف و الإبتعاد، كل جسده ينبض بالعرق و يتنفس بسرعة يكاد يشعر أن قلبه سيتوقف، و لا زال لا يستطيع التوقف. حتى ظهر صوت من خلفه يردد:
_الحياة حلوة بس نفهمها!

حاول ينظر خلفه و الصوت يقترب أكثر و تبينه حتى ميزه، صوتها!
تاج!
اللعنة!
في لحظة وجدها تقف أمامه و هي تأكل من علبة كبيرة جداً جداً الآيس كريم!

_السكر يا مختلّة! النشويات يا معتوهة! بطّلي خدودك!

نظرت له بشر و صرخت بغيظ و غضب بصوت كاد يصم آذانه و بعدها وجدها تعود لتأكل الآيس كريم و هي تنظر خلفه بخبث!
لحظة!
هل ما يسمعه صحيح!
دجاجات ضخمة خلفه بشكل مخيف!
حسناً، هي توجههم ناحيته و يصدرون صوتًا مخيف فيركض أكثر مخافة أن يصلوا له، يركض فوق الروث، يشعر انه يركض إلى ما لا نهاية، يشعر بالقرف، بالقلق، بكل انواع المشاعر السلبية الآن حتى فجأة توقف!
بل أن دجاجة امسكته من التيشيرت الخاص به معلقة إياه في الهواء و قبل أن تأتي دجاجة ضخمة أخرى نظراتها لا تبشر بالخير نحوه، انتفض من نومته متعرقًا فصاح بسخط:
_لأ بقا! لأ بقا!...
######
أخبره عزيز أن الخطأ يتلبسه من رأسه لقدمه بعدما قص عليه ما حدث. و ها هو يقف أمام محل عملها الخاص يحمل ورد و علبة شوكلاته و بجيبه يحتفظ بهدية سوار رقيق من أجلها، تنهد و دخل متمنياً أن ترضى فهو لم يكن يدري أن لديها جانب آخر غير الذي يراه الجميع، جانب للحقيقة يشعر بالقلق منه...

أما هي فكانت موجهة كامل تركيزها في تصميم تعمل عليه من أجل أحد الزبائن و بدى أنها في عالم آخر، حمحم أكثر من مرة و هو يقف أمامها حتى انتبهت له، لحظة عقلها يستوعب حتى ارتفع حاجبها و قالت ببرود:
_أؤمر يا قمور!

رفع هو الآخر حاجبه بغيظ و دهشة من أمرها و قال لي ساخرًا و هو يمد يده لها بالورد و الشوكولاته :
_مايؤمرش عليكِ غالي يا معلمة

لم تمد يدها لتأخذ الورد و الشوكلاتة، و ظلت نظراتها الباردة تناظره بها بصمت فتنهد و قال أخيراً:
_عندك حق، أنا آسف، تسمحي تقبلي اعتذاري!

عقدت زراعيها أمام صدرها و قالت بهدوء فقد أثلج صدرها قليلاً اعتذاره و رؤيته يحاول مرة أخرى لترضى :
_و بعدين!

وضع الورد و الشوكلاتة على المكتب أمامها و قال بهدوء و برود مثلها:
_تقبلي اعتذاري زي البنات الشاطرة و يلا معايا عشان نخرج سوا

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن