جالسة بجانب السرير الراقدة عليه تلك الفتاة، لم تستطع أن تتركها بل ظلت بجانبها لتتطمأن عليها حتى بعد ذهاب من ساعدوها لنقلها للمشفى الحكومي القريب من المنطقة، كما عرفت منهم أن اسمها فطيمة و الشقيقة الصغرى لمن يستحوذ على جزء ليس بقليل من تفكيرها منذ رؤيته و دون إرادة منها...
انتهبت من شرودها على همهمت فطيمة و قد بدأت بفتح عينيها التي بعد أن اعتادت على ضود المكان نظرت لمن تجلس بجانبها، فابتسمت لها مُهرة و قالت و هي تربت على كفها :
_حمد الله على السلامةردت فطيمة بصوت ضعيف و هي تعتدل:
_أنا هنا بقالي قد إيه؟_حوالي نص ساعة، شكلك بتهملي في نفسك كتير خصوصاً مع الأنيميا الشديدة لدرجة إن جسمك أخيراً اخد رد فعل يمكن تحسي بيه و بنفسك
سكتت فطيمة بحرج كطفلة صغيرة مذنبة رغم سنها العشرون و بعدها قالت :
_شكرًا يا دكتورة إنك ماسبتنيش و فضلتي جنبيرفعت مُهرة حاجبها و قد أعجبت بتلك الفتاة التي ذكرتها بطفولية جنّة و براءتها و قالت:
_واضح إني مشهورة بقا... ولا متراقبة!ابتسمت فطيمة و قالت:
_مين ميعرفش دلوقتي أحفاد الحاجة زبيدة، و لا تاج و اخوتها القمرات_طب والله انتِ اللي قمر
ابتسمت فطيمة و بعدها سألتها:
_هو حد كلم عزيز؟ دا زمانه هايقلق!طمأنتها مُهرة قائلة و هي تربت على كفها:
_متقلقيش حد من شباب المنطقة راحله و في كمان حد من اللي شغالين هنا عرفك و هايكلمه...
و مع انتهاء حديثها وجدنّ عزيز يدخل عليهنّ بلهفة و بدون أي مقدمات تقدم منها آخذًا اياها بأحضانه بقلق و حماية، جاعلاً من تشاهد تبتسم و يزداد إعجابها به..._قلبي كان هايقف
قالها عزيز و هو يزيد من ضمها له، فتشبثت به الأخرى أكثر و قالت:
_بعد الشر عليك يا حبيبيابعدها قليلاً عنه حتى يواجه عيناها فقالت قبل أن يسأل:
_أنا كويسة الحمد لله و ربنا ستر و شكرا للدكتورة مُهرة أنها كانت معايا و مسابتنيش خالص...و مع قولها انتبه لوجودها و نظر لها وقال بحرج :
_معلش ماخدتش بالي والله يا دكتورةفردت عليه بابتسامة جميلة تسحره :
_ولا يهمكثم نهضت بنية المغادرة و هي تقول:
_ألف سلامة عليها، بس لازم تتابع مع دكتور و متهملش نفسها تانيأومأ عزيز بموافقة بينما قالت فطيمة بلهفة أثارت استغراب مُهرة و ضيق عزيز على أخته و منها بذات الوقت:
_انتِ هاتمشي و تسيبيني!ردت مُهرة رغم الاستغراب و هي محافظة على ابتسامتها:
_لازم أمشي و بعدين جنبك اخوكي أهو اللي كنتِ عايزاهزمت فطيمة شفتيها بضيق و قالت:
_ماشيذهبت رغم تلك الرغبة الخفية داخلها أن تبقى بنفس المكان الموجود به، و لا تعلم أنه كان رغم اني إجبار عيناه على غض البصر ناحيتك كانت تلاحقها نبضات قلبه و رغبة أن تبقى!
#########
كانت ضي تقوم بتصميم فستان من أجل إحدى فتيات الحارة لأجل خطبتها و بجانبها تجلس رهف التي تعلقت بها الآونة الأخيرة كما تعلقت بها ضي خصوصاً لمعرفتها أنها بلا ابوين و ليس لها أحد بالدنيا سوى عمها مؤمن الذي أصبح هو الآخر يطمئن على تركها معها خاصةً أثناء انشغاله بالعمل.
نظرت ضي لرهف فوجدتها توقفت عن إكمال الواجب فقالت لها:
_مخلصتيش ليه؟
![](https://img.wattpad.com/cover/367483928-288-k71301.jpg)