١٤

2.2K 99 7
                                    

هو رجل لم يكن يعرف معنى المشاعر
لا يؤمن بالحب
كان يظن أنه حين يريد الزواج سيكن عاديًا و من أجل الاستقرار و فقط كأي رجل...
لكن...
منذ ظهورها و قد ضربت بكل ثوابته عرض الحائط
لأول مرة يلاحظ و ينتبه عقله أنه كان أبله!
لا يدري كيف يكون بذلك الحنان و الاهتمام معها!
مشاعره رقيقة تجاهها!
وهنا فهم أخيراً
الحب و الحنية مقترنين ببعضهما
و هو معها أصبح حنون بدرجة كبيرة
و هو يحب
يحبها...
بل تعدى هذه المرحلة بكثير، فهو عاشق...
بالله عاشق...
و ها هو صدق في كلمته، خرجت من المشفى على بيتهما بعد أن أشهر في المسجد و أقام الولائم. و من وقتها الاهتمام بها على عاتقه، يجلس مقابلها يقوم بإطعامها بنفسه و هي تستجيب له بطاعة و حب وسط حديث بينهما، انتهت فنهض و أتى بمنشفة مبللة و قام بمسح يدها و فمها برفق و هي مستمتعة كعادتها بهذا الحنان و الاهتمام فقالت لتشاكسه:
_دلعني بزيادة لحد ماخد على كدا و تفسدني و بعدين تشتكي مني

ابتسم ابتسامة هادئة ثم قبل وجنتها و قال:
_ستهم يحق لها الدلال و الدلع و أنا راضي بأي حاجة منها

اتسعت ابتسامتها و دست نفسها بين زراعيه و أراحت رأسها على صدره و قالت:
_أنت جميل يا عزيز، و انا بحبك

تلك الكلمة البسيطة ذات مفعول ساحر عليه بطريقة لم يكن يتصورها، اتسعت ابتسامته و على وجيب قلبه و بدأت أنامله تتخلل خصلات شعرها بحنان و قال بصوتٍ أجش:
_قد إيه؟

_امممم قد الحد الذي لا حد له

ضمها أكثر إليه كتعبير منه على عشقه و تأثره بحديثها و مشاعرها التي دائمًا ما تتفوق عليه بها فهي أشجع و أجرأ منه في هذا الأمر بينما هو لا يجيد التعبير مثلها و قال بمرح محبب جعلها تقهقه عاليًا:
_المعلم عزيز بيتثبت يا بلد و هو راضي و فرحان زي العيال ياولاد

دام الصمت بعدها للحظات قطعه عزيز و هو يقبّل شعرها قائلاً:
- قررتي هاتاخدي حقك من مروة إزاي ؟

سكتت برهة بتفكير و بحب لهذا الرجل الذي تتيقن أنه لا يوجد من هو مثله على هذه الأرض، كما يتضاعف حبها له بشكل لا تستطيع مجرد كلمات وصفه، بعدها تنهدت بعمق و أجابت:
ـ أنت أخدته بزيادة يا حبيبي
عادت تصمت لحظة ثم أردفت:
ـ و كل اللي عايزاه، تخليها هي و اهلها يمشوا من المنطقة...
########
وقف على بُعد من  محل جنّة يرتب حديثه الذي قرره بعد تفكير طويل و ندم طوال الفترة الماضية و الصمت القائم بعلاقته مع أخاه منذ اخر مواجهة، أخذ نفس عميق و هو يتذكر ما حدث مع شقيقه الأكبر و كيف رأى ذاته أناني و فهم موقفه و كم ضاق من ذاته فمن جديد طه يضحي من أجله و هو لا يبالي. لكنه قرر هذه المرة أن يفعل ماهو صحيح، أن يسعد شقيقه، أن يتصرف مثله هذه المرة...
تقدم من المحل حتى دخله و لحظة رؤية جنّة له تغيرت تعبيرات وجهه للضيق و التوتر، ارتبك من نظراتها لكنه أخذ نفس عميق مستعيد ثباته و قال بهدوء و احترام:
_ ممكن اتكلم معاكِ!

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن