الفصل الحادي عشر

176 16 11
                                    

كلبشات دموية
"عودة الغائبة"
ــــــــــــــــــــــــ

توقف الاثنان وتيبس جسديهما وهما يسمعان لصوت صراخ نساء العائلة وصياح رجالها، اتسعت عينا مهد برعب وهو يركض بسرعة في ذلك الممر الخاص بالغرف الذي دلفا فيه وصولًا إلى مقدمة اليخت الخارجيَّة، حتى انصدم وهو يرى والدته تصرخ وهي تبكي بجوار خالته يسر، لم يستوعب ما يحدث وهو يرى والده يركض بسرعة راميًا بقميصه ثم قفز في المياه بكل قوته، ثانية واحدة وكان زيدان يلحق به قافزًا خلفه، لكن ما شلّ عقله ذلك الجسد الذي وجده يُرفع من أسفل المياه بين ذراعي والده، جسد شقيقته !

رفع براء جذع صغيرته فوق صدره بينما رفع زيدان قدميها وسار مقتربًا من اليخت، ثم التقط ذلك الحبل الثخين بعد أن قذفه له أحد السائحين الذين كانوا يرتصون على الطابقين ينظرون لما يحدث بترقُّب، استدار زيدان يهتف بنبرة متهدجة لبراء: ارفعها يا عمي لو سمحت.

التقط براء الحبل من زيدان وهو يرفع صبا التي كانت غائبة عن العالم بأسره، لفه حور جذعها ثم قام بضع رجال كان منهم زياد وأمير بشدّ الحبل ليصعد الثلاثة إلى اليخت مجددًا، صعد زيدان بخفة ممسكًا بكف أحد الرجال، ثم استدار بسرعة يسحب صبا يحملها بين ذراعيه ومن خلفها براء الذي أمسكه أمير ليشده لداخل اليخت.

وضعها زيدان أرضًا برفق شديد ليجد مهد يلتقطها بسرعة إليه قبل أن يلامس جسدها الأرضيَّة، مسح مهد فوق وجهها الشاحب وهو يهتف بنبرة مرتعبة: ايه اللي حصل، ايه اللي نزلها المياه؟

اقتربت حور منه بسرعة وهي تمسك بكف ابنتها تفركه قائلة ببكاء: لقيتها اختفت فجأة فقومت أدور عليها ملقتهاش، لحد ما لقيتها واقعة في المياه وجسمها مش بيتحرك خالص، صبا فوقي يا حبيبتي.

كانت ترتعش وهي تنفخ في كف صبا وتبكي برودة جسدها المرعبة، وضعها مهد أرضًا وهو يمسح فوق كتفيها بسرعة، تراجع زيدان وعيناه تنظران بقلق لها يراقب ما يفعله مهد، وهو يضغط فوق صدرها بباطن كفيه ولا استجابة منها، راقبت رؤى ما يحدث برعب وهي تقترب من والدتها وخالتها، ترى عمها براء يقترب من مهد وهو يجاوره يرفع رأس صبا إليه وهو يحدثها برعب: صبا، صبا فوقي يا صبا، رجعولي اليخت ده على الشط بسرعة.

صرخ بها في صوت أفزع كل الواقفين وهو يرفع وجهها إليه، ثم مال ليقوم بنفخ أنفاسه في جوفها بقوة متتالية علَّها تستفيق، لكن كانت محاولاته دون جدوى، ازداد نحيب حور وقد بدأ الرعب يتملَّكها، ركض العمال المخصصون في اليخت وعلى رأسهم القبطان يحملون محملًا حديديًّا يشبه "ترولي" المستشفيات.

تحدث القبطان إلى براء الذي كان يعافر مع ابنته بالأنفاس: براء باشا طلعها على السرير ده وهنجبلها الإسعافات دلوقتي حالًا.

كلبشات دموية (الجزء الثالث من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن