الفصل الثاني عشر

205 12 5
                                    

كلبشات دموية
"اغتيـال"
ــــــــــــــــــــــــــــ

توسعت عيناها وهي تحاول تحريك رأسها وذراعيها، لكنها وجدته يكمم فاها بقوة وبكفه الأخرى يمسك بمعصمي يديها يرفعهما أعلى رأسها بقسوة، أخرجت أنينًا في محاولة لإخراج صوتها المستنجد وعيناها تتحولان لشراسة قطة جامحة.

نظر لها مبتسمًا بخبث وهو يميل بوجهه قُربًا من وجهها، هامسًا لها بصوته المقيت على أذنيها: ايه يا رؤى، شوفتي شبح ولا ايه، ولا لمستي ليكي حرقتك للدرجادي.

ازدادت حركتها غضبًا وهي تحاول دفعه بساقها ليكمل بضحكة خافتة: معتقدش بتكون دي ردة فعلك مع لمسة حضرة الظابط ولا ايه.

توسعت عيناها صدمةً وفي ثانية كانت تعض كفه بقوة جعلته يبتعد للخلف بسرعة قابضًا فوق كفه، نهضت تزحف بكفيها فوق الأرضية للخلف لتقول بشراسة وهي تتنفس بعنف: أنت إزاي تقرب مني بالطريقة دي، وكمان جاي ورايا لحد هنا يا بشار، أنت اتجننت !

ابتسم مستمتعًا بشراستها المحببة لقلبه وهو يقترب منها، عادت للخلف تناظره بمقتٍ وعينان تتحدَّان اقترابه ليقول: هجيلك في أي مكان يا رؤى، متفكريش في يوم إنك تقدري تبعدي عني.

- وأنت متحلمش في يوم إن اللي في دماغك ممكن يتحقق، صدقني أنت كل مادا بتوحّش صورتك قدامي بتصرفاتك.

أشارت له على مدخل الخيمة لتقول بحدة: أخرج برا دلوقتي حالًا يا بشار عشان العيلة متصحاش، ووقتها مش متخيل ايه اللي ممكن يحصل فيك.

- هيحصل ايه يعني؟ هيعرفوا إن البرنسيسة بتاعة العيلة واقعة مع ابنهم الظابط، تفتكري خالي سيادة اللوا يعرف بنته كانت عايشة إزاي من زمان ولحد دلوقتي؟

حدجته بقرف وهي تراه يكمل بابتسامته الكريهة: مصيبة لا تكوني مفكراه بيحبك أو ممكن يخلي علاقته معاكي في النور، فوقي وبصي حواليكي يا رؤى.

أخرج هاتفه من جيبه وهو يفتحه أمامها على إحدى الصور، نظرت للهاتف بعينين ضائعتين وهي ترى مهد يجلس بجوار ريناد التي كانت تستند برأسها فوق كتفه تتمسح فيه بكل حميمية، حتى تلك الصورة التي كانا بها فوق اليخت وذلك الاقتراب بينهما.

شعرت بمرارة العلقم تلوِّث حلقها وهو يمرر الصور أمام عينيها قائلًا بهسيس إبليسي: بصي كويس ليهم، شايفة البنت دي، وشايفاهم وهما مقربين من بعض ولسه بتقولي انه بيحبك، مهد عمره ما حبك يا رؤى ولا هيحبك، هيفضل طول عمره بيلعب عليكي، أنا اللي بحبك وأنتي مش حاسة بيا.

رفعت عينيها إليه تخفي دموعها التي أحرقت مقلتيها رغمًا عنها، وذلك الألم الذي نخر صدرها وهي تهتف فيه بتحدٍّ ساخر: أنت مفكرني عبيطة ومش فهماك ولا فاهمة دماغك، مش أنت اللي تتكلم عن الحب يا بشار، أنت عمرك ما حبتي لأن عمرك ما حبيت ولا هتحب غير نفسك وبس، أنت واخدها عِند مع مهد، من صُغرك وأنت بتكرهه، بتحاول تاخد منه كل حاجة بيحبها ولسه بتعمل كده، وعايز تاخدني دلوقتي لمجرد إنك تكسبه في تحدي رخيص عملته بينك وبين نفسك، صدقني يا بشار سواء كنت لمهد أو لاء لكن تأكد إني عمري ما هكون ليك.

كلبشات دموية (الجزء الثالث من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن