كان «وليد» ينقر بالقلم على سطح المكتب وهو يطالع «نادر» بعبوسٍ واضح ووجوم أدى لاحمرار وجهه:
"إبراهيم وعياله خطفوا سيلين بنتي مقابل إني أرجع قطعة الأرض بتاعتهم!"تقوس حاجبي «نادر» وتجهمت أسارير وجهه معتدلًا في جلسته التي بدى عليها القلق ناحية هذا الخبر وهو يسأل بتشوش:
"خطفوها إزاي؟"طالعه «وليد» وهو يتحدث بإقتضاب، يرى التعابير البادية على وجه «نادر» والذي أعتقد أنه قلق:
"خطفوها من تلت أيام وهي معاهم في الحارة بس مش ده اللي شاغلني"استكانت ملامح «نادر» ورفع حاجبًا واحدًا باستغراب واضح، وسأله بفضولٍ:
"معلش مش فاهم، إيه اللي شاغل سيادتك؟"ضحكات عالية من «وليد» صدحت بالمكان، كانت ساخرة وغريبة بعض الشيء، تحرك من كرسيه وتوجه ناحية الكرسي الذي يجلس أمامه «نادر» الذي يطالعه بملامح متوجسة يحاول استنباط ما يتفوه به هذا الرجل:
"أنا اللي شاغلني يا نادر قطعة الأرض والمصنع، أنا لازم أدخل العمال دول يبدأوا يشتغلوا، أنت لما جبتلي قطعة الأرض دي دخلت دماغي ودلوقتي بالعِند في إبراهيم فهي دخلت دماغي أكتر"_"وبنتك؟"
سؤال بسيط ولكنه من المفترض أن يكون صعبًا بالنسبة «لوليد» الأب، ولكنه لم يبدو كذلك، فهو لم يعرف يومًا معنى الأبوة، ولم يكن يومًا سوى رجلًا قاسيًا عليها لا يعرف قلبه الرحمة تجاهها، تاركها في الحياة تقلبها ذات اليمين وذات اليسار، حتى أصبحت هي الأخرى بلا هدف .. بلا حدود، حتى أن حدودها تجاه دينها لم تعرفها يومًا.أجابه بكل بساطة وكأنه يتحدث عن شيء ما لا يعنيه:
"عادي هيحصلها إيه، لا بص ركز معايا كدا يانادر، إبراهيم وعياله والشلة إياها اللي معاه ميقدروش يلمسوا طرف من سيلين ،يعني متقلقش أنا ممكن أخلص كل حاجة وهي لسه معاهم أصلًا، هيفضلوا مفكرين إنهم ضاغطين عليا بيها بس Guess what? ولا فارقلي"
أنهى حديثه بضحكات بها بحة خبيثة، يتذكر يوم أتته فتاتهم وأمر رجلًا من رجاله بدبحها وإعادتها لأبيها ميتة!طالعه «نادر» لبضع ثوانٍ يحاول استنباط كم القذارة التي بالشخصية القابعة أمامه، هو لا يعنيه كل تلك الأمور ولكنه لم يتوقع ذلك من «وليد» واعتقد أنه يحب ابنته، ولكن طالما لا يحبها فهو الآن في إستعداد تام لإقتراح فكرة ما شيطانية لمعت بعقله:
"حلو الكلام، وانا اللي كنت جاي وعامل استعدادات وبقول هجهز لفرق الباحثين فوق الأرض وتحتها عشان نطلع بنتك السنيورة، كدا وفرت عليا كتير أوي أفكار وعندي دلوقتي فكرة واحدة هتخليك تقدر تبني المصنع!"_"إيه هي؟"
سأله وهو يعتدل بجلسته لينتبه لحديثه، فأجابه «نادر» بنظرة شيطانية مضيقًا عينيه قليلًا وبفحيح أردف:
"نقتلها!"_____________
غادر رفقة «فاطمة» وهو يتذكر كل كلمة دارت بينهما في تلك الشرفة ولمعة عينيها بالحزن أمامه والتي تلتها دموعها المنهمرة على خديها.
أنت تقرأ
تشابُك أرواح
Romanceقُلوبهم على جرف الهاوية، مَعقودة خيوطها بين النُور والظَلام، مُتشابكة أرواحهم بشباكٍ قوية؛ ليقعوا جميعًا نحو الهلاك المُغلف بحبٍ. بينهما حرب لن تنتهي، فهل من الممكن أن تتحول لهدنة؟ أم أن تلك المعركة ستظل مستمرة، ومتشابكة الخيوط، ستظل معقودة للأبد كإ...