23"كُسر خاطرها"

30.5K 1.5K 562
                                    

في بعض الأحيان تكون عائلتك هي مصدر قوتك في هذا العالم، لن تحتاج من بعد قوتهم قوة لتُكمل حياة مليئة بالبشر الخبيث، سيكونوا كالساتر لكَ من صخورٍ هبطت من سماءٍ عالية لتجرح رأسك.

وفي بعض الأحيان الأخرى قد تكون هي مصدر خيباتك التي لا شفاء لها، والترياق الوحيد هو الإقلاع عنهم، وإن لم تستطع؛ ستموت ببطءٍ رِفقتهم.

«تسنيم»، عزيزتي الجميلة صاحبة العينان الصافيتان والقلب المُرهق، صاحبة الروح المُحطمة والنفس الخائبة، كعروسِ مايوريت يتم التلاعب بها بواسطة عائلتها، بواسطة الأشخاص الذين من المفترض أن يكونوا خلف ظهرها يسندوها إن مالت.

«تسنيم»، فتاة الحظ التعيس، حُكم عليها بأن تكون دومًا بلا قرار، بلا رأي، بلا شخصية، ودت لو يَمسك بيدها شخصٌ ما وينتشلها من تلك الظلمات التي حبست بها، فأتى فارسها ليفعل، ولكن كان هنالك قرار سيء قاسي من والدها يمنعه من فعل ذلك!

جُرحت؛ فجَرحته،
كُسرت؛ فكَسرته،
خُذلت، فخَذلته.
«تسنيم» لم تخلق سوى «لعبدالله»؛ كانت جملة يرددها جميع أهل الحارة، حتى أصبحا لا يليقان ببعضهما في نظر الجميع، لماذا؟
«تسنيم» أصبحت مريضة نفسية، و«عبدالله» أصبح مخذولًا مرفوضًا من أبيها!

جذبها من شعرها بقوة وسط صراختها التي دوت في أرجاء المنزل صارخًا بها بنبرة قوية شديدة:
"أنتِ بتنزلي صورك على النت والناس جابتها يابنت الكلب، والله لأوريكِ ياتسنيم، والله لأقتلك الليلة دي وما هيطلع عليكِ صُبح يابنت مُحسن، ياللي نزلتِ راس مُحسن في الطين!"

حاولت التملص من يده وهي تستنجد بأختها علّها تساعدها ولكنها لم تجد منها أي حركة، فقط تقف تُتابع بصمتٍ غريب وصدمة، وكأنها تعجز عن الحركة بالأساس، ظلّت تصرخ برجفة شديدة في والدها ليتركها:
"والله ماعمــلت حاجـة يابابا والله ماعـملت حاجــة، سيب شعــري يابابا بالله عليــك!"

_"والله ماهسيبك!"
قالها بصوتٍ جهوري تاركًا شعرها واتجه للمطبخ ينتزع السكين من مكانه وخرج نحوها كثورٍ هائج بينما هي أرضًا تنظر للسكين بصدمة وهلع، ثم رفعت بصرها لوالدها تستنجده بنظراتها:
"بــابـا أنــت بتعمل إيه؟"

أقترب أكثر رافعًا السكين لأعلى ليغرسه بابنته التي من صلبه ولحمه، يقتل من سيُسأل عنها يوم القيامة أمام الله، سيشفي غليل قلبه قبل أن يفهم ما حدث وكيف أتته تلك الصور، عماه الغضب، عماه الشيطان.
وقبل أن تقتلها السكين كان هناك يد قوية أمسكت بيد «مُحسن» وعينان جامدتان متوسعتا الحدقتين تنظر نحوه، ولم تكن سوى لأخيها «تامر» الذي من حسن حظها وصل للتو، ولكن رفقة «عبدالله» الذي هرع نحوها يجذبها للخلف ليُساعد «تامر» في إنقاذ تلك المتصنمة مكانها!

_"أنت بتعمل إيه يا بابا، أنت بتقتل بنتك، هو في إيه؟ هو عشان كله ساكــت أنت هتزيد فيها في حق أختي وفي حقوقنا، ارحمنا بقى يا أخي، ارحمنا وكفاية اللي أنت بتعمله فينا!"

تشابُك أرواححيث تعيش القصص. اكتشف الآن