تذوقت مرار الغيرة التي نشبت بقلبي، فلم أستطع أن أمنع نفسي من إخراج تلك الشحنات التي لم تتركني ولم ترأف بحالي، كبركانٍ ظل مطولًا يثور ثم انفجر وهوى بالجميع.
_"سيلي؟ ووحشتيني، يا ماشاء الله!"
قالها بسخرية بالغة غلفتها الحدة، ثم فتح الرسالة ليرى بأنها الأولى في المحادثة وما قبلها كان من فترة طويلة، تقريبًا منذ أن أتت لهنا، بينما هي اعتدلت في جلستها تنقل بصرها من عليه ثم للهاتف ثم له مجددًا، ونبست بتوترٍ:
"هفهمك، أنا بس لما خدت الفون طلعت من الـgroups، فتقريبًا وصله فبعت المسج دي، يعني زي ما أنت شايف كدا"أومأ برأسه وكاد أن ينهي الموضوع من ناحية هذا الحقير ليبدأ بالتحدث معها، ولكنه وجد الرسالة التالية تصلها؛ «وحشتني السهرات معاكِ يا جميل أنتَ، الرقص والليالي الحلوة!»
لمحت العروق تظهر في رقبته، وفي ذراعيه، يبدو بأن الدماء تفور في جسده بأكمله، نظر لها بحدة ثم للهاتف مجددًا ودوّن«قابلني في **** بكرا الساعة 10».
دوّن له عنوان قريب من الحارة وانتظر إجابة «عمار» الذي كتب: «خلصانة موافق، مقولتليش برضو اختفيتِ فين؟ أوعي تقولي إنك اتجوزتِ؟»، كان هنالك بعض الكلمات خاطئة في كتاباته، فرفع «مروان» حاجبه يقول ساخرًا:
"مبيعرفش يكتب كمان، تبارك الله"ثم كتب له ضاغطًا باصابعه على لوحة المفاتيح بقوة؛ «هقولك بكرا، مفاجأة كدا حلوة».
«واو، وحشتيني أنتِ والمفاجآت يامزة، ولو اتجوزتِ يعني، peace جوزك يجي يقضي معانا السهرات اللذوذة!»
_"أنا هوريك السهرات دي هتبقى قد إيه لذوذة"
قالها بينه وبين نفسه، ثم أغلق الهاتف ورفع بصره لها ليجد الدموع على خديها، قوس حاجبه مُتسائلًا:
"أنتِ بتعيطي ليه دلوقتي؟ هو أنا اتنفست لسه، أنا بس هفهمه بكرا إن ده غلط، عشان أنتِ التليفون هيفضل معاكِ وعشان ميحاولش يرخم عليكِ تاني!"حاول السيطرة على غضبه الذي سيطر عليه هو شخصيًا، ثم زفر بضيقٍ وهو يمسح على ذقنه قائلًا:
"أنا مؤدب بس هما بيطلعوا الشخص اللي متربي في الحارة ده غصب عني"أومأت له برأسها فقط، تحاول تجميع كلماتها لتشرح له ما بداخلها وعن كل شيء أرادت أن تخبره به، ولا شك أن التوتر غلف كيانها بأكمله:
"هفهمك، أنت عارف يعني علاقتي بيهم، كانت مختلفة شوية عن هنا.."_"كانت حــرام يا سيليـن، متحطيش المختلف تحت بند الحرام أبدًا!"
قاطعها بصرامة لتومئ له برأسها، وأردفت تُكمل له حديثها بعدما حاولت أن تسحب نفسًا عميقًا لرئتيها:
"كانت حرام يا مروان، منهم عمار ده يعني كان فيه بينا شبه انجذاب شوية، بس والله والله أنا بحاول أنسى كل ده عشان أبدأ صفحة جديدة معاك في كل حاجة حلوة زي حياتك، ممكن تنسى إنه كلمك، ومتقابلهوش ولا تعمله حاجة، هعمله بلوك والله صدقني"
أنت تقرأ
تشابُك أرواح
Romanceقُلوبهم على جرف الهاوية، مَعقودة خيوطها بين النُور والظَلام، مُتشابكة أرواحهم بشباكٍ قوية؛ ليقعوا جميعًا نحو الهلاك المُغلف بحبٍ. بينهما حرب لن تنتهي، فهل من الممكن أن تتحول لهدنة؟ أم أن تلك المعركة ستظل مستمرة، ومتشابكة الخيوط، ستظل معقودة للأبد كإ...