فصل إضافي «ذكريات لن تزول»

14.9K 1.1K 227
                                    

ذكريات لم تدفن، حاوطتنا جميعًا لأيامٍ عدة وغمرت قلوبنا بدفءٍ.

مرحبًا بأشخاصٍ عشنا معهم لفترات طويلة،
تركوا بداخلنا حنين لن يغادرنا،
وفي كل مرة نحاول النسيان،
نعود بتلهفٍ لنعيد تذكر تلك التي يعز على قلبي أن أقول عنها ذكريات مضت.

ومن داخل قلبي صديقي العزيز أعلم أن تلك الذكريات التي وهبتك إياها جميلة تتلألأ في الأفق، بها ألفة لن تنال منها تقلبات الزمن ولا قسوة الأيام، وأعلم جيدًا أنني ما أحدثته فيك سيبقى عالقًا في ذاكرتك ومحفورًا في قلبك، وكيف تواصلت معك بروحي فتفاعلت معي بروحك، لأن الكلمات لم تكن سوى مشاعر انتقلت لك بكل حب، وهذا ما أود أن يظل بيننا بعد رحيلي، هذا أعظم ما يمكنني تقديمه وسيبقى أثره دائم.

بعد مرور «سبع سنوات»

رائحة المسك تملئ أرجاء المنزل بينما هو جالس في ركنه المميز في هذا الصباح الدافئ يصلي صلاة الضحى، وما إن انتهى حتى شعر بقهقات طفولية خلفه ينتظرونه حتى ينتهي لينقضوا على ظهره كما عادتهما.

أمسك بظهره اثنين وتقدمت التي تحبو أرضًا لأمامه وهو يرفعها بين أحضانه بضحكة هادئة:
"حبيبة عيوني"

_"وأنا يا بابي؟"
نطقت بها كبيرتهم «ياسمين» ليبتسم بحبٍ مُجيبًا:
"وأنتِ حبيبة قلبي يا ياسمين"

وهنا تدخل صوت الثاني بقوله بامتعاضٍ:
"لين حبيبة عيونك، وياسمين حبيبة قلبك، وأنا بقا إيه؟"

ضحك بخفة فهم توارثوا الغيرة المفرطة من والدتهم، ومنه أيضًا إن أتينا للحق:
"أنت صاحبي وابني يا كنان متزعلش"

أكرمه الله بثلاثة أطفال لو ظل يشكر الله مدى حياته لن يوفي، زرعوا في قلبه الحب والرحمة أكثر من قبلٍ، وجعلوه مُتيمًا بهم وبزوجته الحبيبة، أولهم وفرحته الأولى «ياسمين» صاحبة الستة أعوام والتي أخذت الكثير من «سيلين» حتى العينين الزرقاوتين، وبعدها أتى الحبيب «كنان» صاحب الأربع سنوات الذي كان نسخة من أبيه بعينيه البنية، ثم أتته الفرحة الاخيرة «لين» صاحبة السنة والتي كانت ملامحها منه ومن «سيلين» ولكنها ورثت العين الزرقاء من أمها أيضًا.

_"مامي بتقولك اعملنا فطار"
قالتها «ياسمين» بضحكة خبيثة ليجذبها أمامه بحاجبٍ مرفوع:
"وهي مامي فين ياختي؟"

أجابته بكل براءة وهي تحرك كتفيها:
"بتحط للقطط أكل"

تنهد بخفة فهو بعد موت كلًا من «مشمش» و«مشمشة» حزن كثيرًا هو و«سيلين» ولكن الآن لديهم ابنائهم وأحفادهم.

_"طب اوعوا خلونا نشوف هنفطر إيه، ومتنسوش عندنا النهاردة تسميع للحفظ، اللي مش هيكون حافظ هيزعل مني"
كانت اجابتهما هي تحريك رأسهما بايجاب وهو تحرك للمطبخ وهما خلفه بينما الصغيرة على ذراعه يقبلها بحبٍ بالغ وينعم من رقتها المفرطة تلك.

تشابُك أرواححيث تعيش القصص. اكتشف الآن