30"عزيزي الإنسان"

30.5K 1.6K 638
                                    

للانتقام مزايا وعيوب، ولكنها كلمة ثقيلة على الآذان والقلوب، هنالك أشخاص يعميهم الانتقام بدرجة كبيرة فلا يرون ما أصبحوا عليه وكيف تغلل الشر لأعماقهم!
يقال عندما تود الثأر من شخصٍ ما، يتغلل لأعماقك شر لا متناهي، فإن كان هنالك خير يُقتل، وإن كان كثيرًا يقل، حتى يتمكن منك شيطانك، ويسوقك حيث الجحيم الأبدي؛ دُنيا وآخرة!

وقع صريعًا لا حول له ولا قوة، شره الكبير انتهى عند هذا الحد، بعدما فعل الكثير والكثير، مات رفقة الأسرار والخبايا داخله حتى لا تظهر لأحد، مات وغادر الحياة بعدما ظلم الكثير، بعدما فعل الجرائم، بعدما أنهى حياة الكثير!

انتهى «نادر»، وانتهى عقابه في الدنيا عند هذا الحد، وعندما تتسائل أي عقاب تلقى؟
يكفي أنه كان بنفسٍ أمارة بالسوء تسوقه حيث الجحيم، يكفي أنه كان شرًا لا يرى الخير، وهنا كانت نهايته بعدما وصل لحالة من اللاوعي من كثرة الثمل، وكيفية أخذ «رزان» له فقط بعيدًا عن هذا العالم.

_"صـــابر"
هدر بها «وليد» عندما وجد نفسه في مصيبة، ذلك الحارس الشخصي خاصته وذراعه الأيمن، أتى عندما سمع صوت رئيسه على الفور ورأى «نادر» أرضًا لا روح به، الدماء في كل الأرجاء فقط!

_"خدوه على شقته بالمسدس ده، وحطوا بصماته عليه كأنه منتحر، يــلا اتحركوا بسرعة!"

أومأ له «صابر» برأسه بعدما ازدرد بريقه الثقيل، كيف وصلوا جميعهم لهذا الحال وتلك النقطة؟
تحرك مُناديًا بعض الحرس وحملوا «نادر» بعدما اخذوا المسدس وتوجهوا به حيث شقته، بينما وقف واحدًا ينظف المكان جيدًا من الدماء.

تحرك «وليد» لغرفته يفكر ويفكر، كيف سيتخلص من كل تلك المصائب التي وقعت على رأسه على حين غفلة؟
رفع هاتفه يتحدث مع أحد رجاله ليحجز له طائرة خارج البلاد الليلة، الليلة يجب أن يرحل عن هنا.

بينما في شقة «نادر» وضعوا جثته هناك وتركوا المسدس بيده بعدما نظف «صابر» من عليه بصمات «وليد»، ثم رحلوا كأن شيئّا لم يكن ولم يحدث!

وقف «صابر» يتحدث رفقة «وليد» عما حدث:
"بقولك ياباشا، الولا فتحي ده جاي بعد شوية أنا بفكر في حوار كدا لو هينفع!"

_"حوار إيه؟"
سأله «وليد» الذي بدى الضغط على ملامحه بتعبٍ واضح، ليجيبه الآخر:
"بفكر أقوله يجي على هنا، ويلبس هو قضية نادر وإنه قتله، ونبلغ البوليس ويطب عليه، الولا ده غبي وهيتعبنا معاه، هيتاخد متلبس متلبس!"

همهم مُفكرًا ثم وافق سريعًا، فهو لا يعنيه «فتحي» أو غيره، وكذلك نفذ «صابر» كل شيء بعدما تحدث رفقة «فتحي»يخبره أن يأتي لبيت «نادر» لأنهم ينتظرونه هناك.

على الجانب الآخر، كان «فتحي» يستعد للخروج من المنزل فوجد أمامه «مديحة» بوجهها الشاحب المُتعب، فهي في الآونة الأخيرة تثاقلت بها الحياة بسبب حملها منه، وبدأت أمها تؤنبها وتصرخ بها أغلب الوقت وتقول عنها ما لا يُقال!

تشابُك أرواححيث تعيش القصص. اكتشف الآن