إن كان الانتقام سيريح صدرك من العذاب فإنتقم، وإن كان الإبتعاد عن الأذى سيجعلك تتعافى فابتعد، ولكن لا تؤذي شخصًا أنت لن تتحمل منه دعوة قد تصيبك وتُنهى أجلك!
كان ينظر له بين البرهة والثانية يطمئن عليه، بينما «حمزة» يستند بظهره على كرسي السيارة يتأوه بألمٍ فقط، جسده بأكمله مملوءًا بالجروح ووجهه به كدمات تحولت للون الأزرق والتي خرج منها الدماء، تورمت شفتاه وعينه اليُمنى، وها هو الآن خرج برفقة صديقه من المستشفى بعدما قام الطبيب بمعالجة تلك الجروح ووضع عليها اللاصق الطبي وأعطاه المسكنات اللازمة.
وصل به للحارة ليجد بأستقباله «مروان» «وآسر» «الحاج إبراهيم» ورفقته من رجال الحارة الكبار أيضًا «كعبدالستار» و«محسن»، سانده «مروان» مع «عبدالله» وهو يخرج تنهيدة من داخله لحال صديقه بذلك الوضع، والذي أوجعه هو رؤية سيارته المدمرة التي أرسل «عبدالله» أشخاصًا من ورشته ليجلبوها ليروا ما قد يمكن إصلاحه بها.
_"حمدلله ياسلامتك يا أخويا"
قالها «آسر» بحزنٍ لشكله بذلك الحال، بينما هو همس بتعبٍ ناحية «مروان»:
"أنا مش قادر أقف على رجلي يا مروان، طلعوني الشقة"
نظر «مروان» له وهو يتحرك به ولكن أوقفهم صوت«إبراهيم» الذي تدخل بسؤاله بإستنكار:
"عرفت مين عمل فيك كدا ياحمزة؟ أو لمحتهم!"أومأ له وهو يرفع رأسه وأستقرت عينيه المتورمة التي تدارى خلفها اللون البُني الفاتح، فهو لمح «نادر» بالسيارة التي تحركت أولًا والتقط صورة للوحة الأرقام خاصتها، لماذا قد يؤذي شخصًا بتلك الطريقة كما فعل، ها هو عائد بأحمال ثقيلة على ظهره، ضاع عمله في لمح البصر وانهزم هزيمة كبيرة لا نصر بعدها، أجاب باختصار عليهم:
"نادر المصري ياحاج"احتدت ملامح «إبراهيم» وأظلمت عينيه بغضبٍ جامح، بينما صُدم الواقفين جواره لتلك الجملة التي خرجت منه، لكل منهم مشاعر مضطربة مختلفة عن غيره، الأمر أصبح الآن أكبر من أي وقت سابق، الخيوط تتداخل ببعضها والعذاب يجتاح حياتهم جميعًا في الفترات القادمة.
تحركوا الثلاثة يساندون «حمزة» ناحية شقته والتي فتحت لهم «رزان» وهي ترى أمامها «حمزة» بجروحه تلك، توسعت عينيها بصدمة عندما أبصرته بذلك الشكل ولم تتحكم بصرختها التي خرجت بفزعٍ:
"يالهـــوي!"تنهد وهو يبعدها بتعبٍ هامسًا:
"متصوتيش، أنا كويس"
دلف وهو يعلم أن القادم لن يكون بخيرًا، والمقصود بالقادم هو عندما تراه أمه بذلك الشكل المزري، بينما تقف «رزان» بالخلف وعينيها متجمعة بها الدموع على حاله.
انتبه الجميع لصوت انكسار صحنٍ وقع للتو من يد أمه التي خرجت من المطبخ على عجلةٍ من أمرها عندما استمعت لصرخات «رزان» ورأته الآن، صرخات متتالية من أمه وهي تقترب منه وتذرف الدموع بقلق كاد يخلع قلبها:
"يالهوي يالهوي يالهوي، مين عمل فيك كدا يابني، مالك ياحبيبي مين عمل فيك كدا ياحمزة!"
أنت تقرأ
تشابُك أرواح
Romanceقُلوبهم على جرف الهاوية، مَعقودة خيوطها بين النُور والظَلام، مُتشابكة أرواحهم بشباكٍ قوية؛ ليقعوا جميعًا نحو الهلاك المُغلف بحبٍ. بينهما حرب لن تنتهي، فهل من الممكن أن تتحول لهدنة؟ أم أن تلك المعركة ستظل مستمرة، ومتشابكة الخيوط، ستظل معقودة للأبد كإ...