☆الفصل السابع والعشرون☆

62 4 0
                                    

قال حذيفة: دخلت على عُمر فرأيته مهمومًا حزينًا، فقلت له:
ما يُهمَّك يا أمير المؤمنين؟

فقال: إني أخاف أن أقع فـ مُنكر فلا ينهاني أحدٌ منكم تعظيماً لي!
فقال حُذيفة: والله لو رأيناك خرجت عن الحق لنهيناك
ففرح عمر وقال: الحمدلله الذي جعل لي أصحابًا يُقومونني إذا اعوججت.

"اللهم صَحبًا كـ صاحب عمر"
***


كأسير تم إطلاق صراحة بعد أعوام لا يعلم عددها ليرى أخيرًا شمس تضيئ الحياة وتضيئ كل شيء داخلة وتجعل دموعه تنهمر بسعادة لا يستطيع وصفها وهذا هو شعور "مارس" بعدما أتى موعد المقابلة مع "حسني" والد "ديالا" وها هو يجلس برفقته في أحدى الكافيهات، ليسمع صوت "حسني" الذي سأل بجدية وهو ينظر له بدقة يدرس كل همسه منه:


أنت عايز تتجوز "ديالا" شفقة منك لأنك كنت موجود يوم الحدثة وشفت اللي حصلها؟

انتفض "مارس" ينفي هذه التهمة الموجهة بحقة وهو يقول بصدق: أقسملك بالله أن ده مش السبب، ولو ده السبب كدا يبقى أنا بظلمها معايا مش بساعدها لأن مشاعر الشفقة مع الوقت هتروح

تسأل "حسني" مرة أخرى وهو يرى صدق ما يقول الآخر: وإيه السبب اللي يخلي شب في بداية عمره يتجوز واحدة...

صمت للحظات بحزن ثم كمل بقوة بعدما تغاضى عن وجعة على صغيرته: رغم أنك تقدر تتجوز أي بنت تتمناها وتكون عذراء؟؟

صاح "مارس" به وهو يظن أنه يرى ابنته جانية وهي المجني عليها: حضرتك ليه بتتكلم وكأن هي المذنبة؟ هي معملتش حاجة وملهاش ذنب في كل اللي حصلها، هي احسن بنت في الدنيا وأنا هكون محظوظ لو اتجوزتها والناس المتخلفين بس هما اللي بيفكروا بالطريفة الرخيصة دي

أخفى "حسني" ابتسامته ببراعة، فهذا الشاب الذي يقبع أمامه مثال للاخلاق والشهامة ويا لحظ عائلته به، ويا ليت ابنه مثله، ولكنه عاد يسأل بجمود فهو يخشى على صغيرته من ان تقع في زواج فاشل يدمرها أكثر: السبب؟؟

تنفس "مارس" بهدوء ثم قال: أنا شغال في مطعم وشفت بنت حضرتك أكتر من مرة فيه وكنت معجب بيها وباخلاقها وكنت اتمنى اتجوزها بس أنا لسة قدامي مشوار طويل فكنت بدعي أنها تكون من نصيبي

تنهد "حسني" براحة شديدة وهو يقول: أنت بتقول ان قدامك مشوار طويل إيه اللي جد؟ ليه مستنتش تخلص مشوارك وبعدين تيجي تتقدملها

أردف "مارس" بحزن: اللي حصلها خلاني عايز اكون معاها في الظروف دي واشاركها كل وجع هتخفيه عن اللي حوليها، ولأني لو استيت مشواري يخلص وجيت متأخر وهي بقيت كويسة لوحدها يبقى وجودي وغيابي واحد

يالله هذا الشاب مثال للرجولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ابتسم "حسني" له وقال: طيب هتقدر تصرف عليها ولا هتخلي ابوك يصرف عليكم

أربعة تساوي واحد   «مكتملة، وجاري تعديل السرد» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن