☆الفصل الثلاثون☆

77 5 0
                                    

يقول شمس التبريزي :
‏"البشر يميلون للإستخفاف بما لا يمكنهم فهمه"

ولهذا عندما سُئل تلميذه جلال الدين الرومي:
‏"نراك تقرأ وتكتب كثيرًا ، فماذا عرفت" ؟
فردّ قائلاً : "عرفت حدودي"

‏وما أجملها من معرفة!
***


جمعت "روبين" اغراضها في حقيبة وقررت أن تترك المنزل، بعدما علمت أنه تم عقد قران صغيرها دون أن يخبرها أحد، واليوم تكتشف بالصدفة أنه أنتهى الأمر وأصبحت زوجته ولن تستطيع تغيير الحقيقة، وفقدت صغيرها بسبب تلك الشمطاء وهي لن تستسلم وستجعلهم يندمون على أخفائهم الحقيقة، تحركت لتهبط درجات السُلَّم وبيدها الحقيبة لتتقابل مع ابنته في نهاية الدرج

لتتسأل "منار" باستغراب: رايحة فين يا ماما؟

تجاهلتها وهي تخطو للخارج ولم تجيب فهي غاضبة من الجميع حتى فتاتها كانت تعلم وهي لا، امسكت "منار" يدها لكي تقف ثم قالت برجاء: عشان خاطري يا ماما متزعليش احنا عملنا كدا عشان "مارس" ميزعلش

التفتت لها وهي تهتف بحدة: ميزعلش "مارس" وانا أولع، يعني إيه ابني يتجوز من غير ما اعرف؟! يعني إيه تخبوا عني كلكم؟

كادت أن ترد "منار" لكن والدتها صاحت بغضب: يومين... يومين بس اللي غبتهم اجي القاكم كاتبين كتابه من غير علمي، وقلتولهم إيه؟ أمه ميته

سألتها بتهكم وسخرية لتجيب "منار" بنبره هادئة: يا ماما هي ليه ظروف خاصة واحنا معملناش حاجة هو جه المأذون كتب كتابهم ومشينا حتى "مارس" مقعدش معها

_واحنا إيه اللي يجبرنا نتجوز واحدة رخيصة زي دي

تفهوت بذلك والغضب تمكن منها، ثم هتفت بنفس الغضب: واحدة زبالة هي وعيلتها ضحكت عليكم

في ذلك الوقت ولج "مارس" المنزل، ولكن وقته غير مناسب فهو أتى في الوقت الخطأ، هكذا فكرت "منار" أن وجود شقيقها سيجعل الحرب تشتعل أكثر

أما هو فولج بهدوء وهو يعلم ما تفكر به والدته، لذلك وقف أمامها يقول باحترام وثقة: ماما، أنا مش هسمح لمخلوق أنه يغلط في مراتي مهما كان مين؟! عشان كدا دي آخر مرة تقولي عنها حرف غلط هي أعظم وأغلى من إني اسمح لحد يجيب سيرتها بالباطل، حقك أنك تزعلي إني خبيت عليكي وأنا مكنتش عايز كدا بس الظروف جبرتني، فأنتي لو عايزة تحاسبي حد حاسبيني أنا، وأنا والله راضي بأي حاجة تقوليها أو تعمليها فيا طالما هي بعيد

نظرت له لثواني ثم قالت بغرور: تمام خليها بعيدة، أنا دلوقتي بخيرك بيني وبينها، وأنت اختار أمك ولا مراتك

حديثها سقط عليه كالصاعقة، كيف يختار بين والدته وحبيبته الأولى وبين زوجته التي تحتاجة الآن أكثر من أي وقت مضى

أربعة تساوي واحد   «مكتملة، وجاري تعديل السرد» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن