☆الفصل الأربعون والآخير☆

27 4 0
                                    

أبو عبيدة بن الجراح ؛ مواسياً عُمر بن الخطاب:

"هوِّن عليك فما هي إلا دنيا فأيامٌ ونَمْضِي؛ فلا تحزن فكل ما فيها مُتعِب، وكل من فيها مُتعَب، الحَمدللّٰه أنَّها ليسَت دَارَنا ولا دِيارَنَا وأنّ المُستقر بجوارِ رَبِّ العَالمين، الحمدلله أنها دُنيا وسَتنقضى، وعسَانا فى الجنة نأنَس ويُؤنَسُ بنا، لبَّيك إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة".
***


خطى "إبراهيم" لداخل وعندما أغلق الباب تفاجأ بها تركض إليه وتعانقه وتهمس بحب: واللهِ بحبك أوي يا "هيما"

اتسعت عيونه من هول المفاجأة لكن هي لم تهتم، تبًا للخجل الذي جعلها تنتظره كل هذا الوقت، ستعترف له أنها تهيم به عشقًا منذ وجدته الملجأ الوحيد لاحزانها، اما هو فقد أدرك الموقف ليرفع يده ويعانقها وهو يبتسم وهتف بمساكسة:
كنت هعمل كده بس أنت استعجلتي

هتفت بمرح وسعادة: مش مشكلة يلا طوحني

رفعها عن الأرض ودار بها حول نفسه وهي تتشبث به وترتفع صوت ضحكاتها بسعادة لتهبط على أذنيه مثل سنفونية عذبه، ويشاركها الضحك وبعد دقيقة ينزلها ولم يتركها بل نظر في عيونها البنية بعشق ثم قبل جبينها ووضع رأسها على صدره وقال: عنيكي حلوين أوي

ابتعدت "جيهان" عنه وهتفت بمرح: عاوزه ورد يا "إبراهيم"

ضحك "إبراهيم" عليها وهتف بمرح: يابنتي اهدي شوية خليني اتكلم

صاحت "جيهان" بضيق مصطنع: نعم ياخويا يعني أنا اقولك بحبك يا "هيما" وانت تقولي بنتي، أنا عندي جفاف عاطفيّ ومش هتحمل أكتر من كدا أنا عايزك تقولي حبيبتي روحي عمري حياتي قلبي أي حاجة من بتاعت العيال الصايعين دي

أرتفعت ضحكات "إبراهيم" بعدم تصديق وهو يقول بصعوبة: حاضر هكون من العيال الصايعين، وبعدين بيقولوا الاهتمام مبيطلبش بس اهو بيطلب عادي

اشاحت بيدها بلا اهتمام وقالت وهي تجلس على الفراش: سيبك من الناس المتخلفة دي معايا هيطلب عادي، تعالى بس أقعد

جلس على مقعد بجوار الفراش والبسمة تزين وجهه، لتقول: اسمع يا دوك عشان الجوازة دي تتم على خير عايزك تعمل اللي هقولك عليه

رد "إبراهيم" بثبات وهو يحاول أخفاء بسمته من طريقتها: سامعك، قولي عايزة إيه؟

أردفت بجدية تتنافى مع حديثها: عايزك تشجعني يعني كل ما تحرك من جنبك تقولي شاطرة يا "جيجي"، لو صحيت من النوم قولي شاطرة يا" جيجي"، لو شربت مياة قولي شاطرة يا "جيجي"، لو غسلت وشي تقولي شاطرة يا "جيجي"، لو اتنفست تقولي شاطرة يا جيجي

كتم ضحكة كادت أن تفلت منه وتسأل بثبات: طب لو جهزتي الفطار اقولك إيه؟

اتسعت عينيها وهي تهتف باستنكار: فطار! أنت ليك عندي إني اجهزلك وجبه واحدة وأنت اختار غدا ولا عشا لكن فطار مستحيل مين العبيط اللي يصحى الصبح يجهز أكل، وكمان تجبلي حاجه حلوه وأنت جاي وتقولي شاطرة يا "جيجي"

أربعة تساوي واحد   «مكتملة، وجاري تعديل السرد» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن