☆الفصل التاسع والعشرون☆

52 5 0
                                    

"يكفيكَ عاراً يا تارك الصلاة بأن العلماء أختلفوا أأنتَ فاسقٌ أم كافر..."
***


ردت عليه عبر الهاتف بحنان: حاضر يا حبيبي متقلقش أنا مش بسيبها لحظة و "سلمى" طول الوقت معها المهم أنت خلي بالك من نفسك عشان خاطري

_مين ده اللي يخلي باله من نفسه؟

سؤال خرج من "كريم" بتعجب بعدما ولج غرفة شقيقتها ووجد عمته تتحدث في الهاتف

توترت "إيمان" وهي تقول بعدما اخفضت الهاتف عن اذنها ولكن لم تغلق: ده ده... مش حد

تفحص توترها بنظرات خبيرة وهو يقول بجدية: سلميلي عليه وقليلوا إني زعلان منه ولما يجي فيه بينا حساب

أخفضت رأسها بخجل منه، فمنذ أيام سألها عنه واخبرته أنها لا تعلم عنه شيء ولم يتواصل معها، ليستمع الاثنان صوت "تامر" يصدح من الهاتف بجدية: قوليله أن دي أول مرة اكلمك

استمع "كريم" الصوت ليجذب الهاتف من "إيمان" برفق وهو يقول: اهلا بالبشمهندس الجبان اللي أضعف من مواجهتي

تنحنح "تامر" بحرج من شقيقة وهتف بشوق: عامل إيه يا "كريم" ؟ طمني عليك 

رد "كريم" بتهكم رغم اشتياقه الشديد لأخيه: بخير يا خويا، المهم أنت عامل إيه؟ وجاي امتى، ولا مش ناوي تيجي كتب كتاب اختك

تنهد "تامر" بحزن وهو يهتف: حقك عليا يا "كريم" متزعلش مني أنا مليش غيرك، بس مش هقدر اجي البركة فيك وفي بابا، أنا مش هقدر اواجه ابوك لأني عارف أنه هيخليني احس أني السبب في اللي حصل لـ "ديالا" وأنا والله بحاسب نفسي كل يوم على اللي حصلها بسببي

رأف "كريم" بحال شقيقة بعدما استمع لصوته الحزين لذلك زفر بقوة ثم قال: أنا مش زعلان منك أنا زعلان عليك لانك مشيل نفسك هم أكبر منك اللي حصل لـ "ديالا" نصيب وربنا يجزيها على صبرها خير وانت مش ذنبك "وما كان ربك بظالم للعبيد"  ربنا مش هيحاسبها هي على ذنبك ده اختبار ليها، وربك غفور رحيم استغفر أنت عن ذنوبك وربك هيغفرلك ويراضيك، وبالنسبة لابوك فهو أكيد مش هيحاسبك على اللي حصل هو بس زعلان إنك مشيت من غير ما حد يعرف وفي وقت زي ده فأنت لو رجعت كل حاجة هترجع زي الأول بإذن الله

كم أراد أن يشكر القدر على دخول شقيقة غرفة عمته وعلم أنها تحدثه لكي يطئمن لهذا الحد ويزرع في قلبها الراحة، فهو قال لعمته أن لا تخبر أحد أنه يحدثها لم يكن لديه القدرة على مواجهة أحد ولو كان يعلم أن أخية سيقول هذا الحديث لكان تواصل معه منذ مغادرته للبلاد، أبتسم براحه وهو يقول بصدق:
أنت وحشتني أوي يا "كريم" وكان نفسي تكون معايا دلوقتي أنا من يوم ماسفرت محستش بالراحة غير لما كلمتك، أنت غالي عندي أوي والله العظيم متزعلش مني

رد عليه "كريم" بحنان: بس يا اهبل أزعل منك إيه هو انا عندي أغلى منك، أنت سندي في الدنيا لو أنت محتاجني فأنا محتاجك أكتر منك ، أنا ببقى ماشي رافع رأسي ومطمن عشان أنت في ضهري، تعالى يا "تامر" وكلمة مني مش هخلي ابوك يقولك حاجة تزعلك وأنت عارف اني قد كلمتي

أربعة تساوي واحد   «مكتملة، وجاري تعديل السرد» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن