☆الفصل العشرين☆

105 4 0
                                    

"والدار ليست بالبناء جميلة إن الديارَ جميلةٌ بذويها.''
***

وقف ينظر لرحيلها بحزن فهو لا يريدها حزينة، ولكن المحزن في الأمر أنها لا تثق به؛ ولذلك تركها ليعلم إلى اين سينتهي بها تفكيرها العقيم، فاق من دوامة أفكاره على صوت الفتاة التي كان يعانقها...
_هي دي دعاء؟! حلوة على فكرة

استدار ينظر لها باعين تطلق شرار وهو يقول: يعني عاجبك كدا مش قادرة تستني لما أرجع البيت

_بكل دلع قالت وهي تقترب منه: بحبك يا ابو الفوارس الله

فارس بضيق: وأنا بحبك، بس عاجبك كدا، اهي زعلت اعمل إيه أنا دلوقتي

_ حقها يا فارس، يعني لو أنا مكانها كنت ولعت فيك وفيها

أجابها فارس بحزن: بس كان لازم يكون عندها ثقة فيَّ

_في حاجات ملهاش علاقة بالثقة، دي شافت جوزها بيحضن واحدة تانية، حط نفسك مكانها وقولي لو شفتها كدا هتعمل إيه؟

نفخ فارس بضيق ولم يجيب، لتقول هي: شوفت اهو مجرد تخيل مقدرتش، وبعدين دي شكلها طيبة، والله لو مكانها كنت ولعت في المكتب باللي فيه مش اعيط واجري

فارس: هو كل البنات بلطجية زيك

_كدا غلط يا دوك، أنت بتجرح مشاعري كأنثى لطيفة بريئة

"رفت قليلًا وتحركت جفونها ببراءة"

لينظر لها بحنق:
أنتِ شكلك أنثى لكن لما تتكلمي بحسك عبده موته، وبعدين من امتى وانتِ ليكِ علاقة باللطافة والبراءة

_تحدثت بضيق: كدا يا فارس، أنا غلطانة أني جيت من المطار عليك، أنا هروح لـ تونزي أكيد قلقان عليَّ أني اتاخرت

فارس: هو عارف إنك جايه؟
_طبعاً ده كلام، دا الحب كله
جذبها فارس من قبعة ثيابها الرجالية إلى باب المكتب، فهي ترتدي سروال من خامة الجينز وسُترة بكُمَّين طويلة، مفتوحةٌ من الأمام تغطِّي النصف الأعلى باللوان الأسود منقوش عليها في الجانب الأيسر بعض الأحرف الانجليزية، واسفلها سترة باللون النيلي، ثياب رجالية لا تتناسب أبداً مع ملامحها الانثوية وتضع وشاح يكاد يصل إلى رقبتها...

نفخت بحنق: عيب كدا يا دوك، برستيجي هيضيع
فارس: منوش، امشي من هنا عشان مش ناقص وجع رأس، الحمدلله أنك متعرفيش الكارثة التانية (يقصد نور) كنت سبتلكم البلد باللي فيها
بحماس قالت: مين دي؟ أوعى تقول صاحبة دعاء اللي ماما حكتلي عنها
تركها فارس وهو يقول بنزعاج: هي ياختي ويلا سلام
منوش بمرح: اشطا هتعرفني عليها
فارس: بتحلمي
منوش: هروح اخلي مارس يعرفني عليها
فارس بجدية: منار أنسي أن يكون ليكِ علاقة بـ الكارثة دي

أربعة تساوي واحد   «مكتملة، وجاري تعديل السرد» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن