البارت الثاني عشر

97 10 0
                                    

في غرفة "آلبرت"
كان يجلس على الأريكة و في يده السيجارة و الكأس و يشاهد التلفاز بكل أريحية، دلفت "حور" بعدما طرقت على الباب، كانت ترتدي بيجامة خفيفة و محتشمة و رغم ذلك كانت في قمة الخجل و التوتر.
_ إقتربي "حور" لا تخافي قالها "آلبرت" لتقترب و تجلس بجانبه بهدوء لكنها تركت مسافة قصيرة بينهم.
نظر لها بحاجب مرفوع قائلًا : ما كل هذه المسافة مدام "حور"؟
هتفت هي بغضب : ألم أخبرك بألا تناديني بمدام.
هتف هو ببرود : لم تخبريني بذلك لقد أخبرتيني ألا أقول زوجك.
شعرت" حور"بالحرج و حاولت جمع الكلام.
_ اه نعم صحيح لقد أخبرت "مايكل" و ليس أنتَ و لكن أيضاً لا تناديني بمدام حسناً!
_ حسناً إقتربي.
إقتربت منه بمسافة صغيرة لكنه حاوطها بذراعيه حتى لا تبتعد و هتف بابتسامة.
_ دعينا نستمتع بهذا الفيلم سيعجبك.
_ لكنني لم آتي إلى هنا لكي أشاهد الفيلم.
_ أعلم و لكن دعينا نجلس معاً قليلًا جميلتي.
تنهدت "حور" بملل و هي تنظر للتلفاز و بعد دقائق بدأت تندمج مع الأحداث و كانت تتابع الأحداث الأكشن التي تحدث بين البطل و البطلة بكل تركيز، على حين غرة إقترب "آلبرت" منها ليقبلها لكنها صفعته صفعة قوية جعلته يصدم و هي تشهق بفزع من ردة فعلها، إبتعدت عنه و هتفت بخوف.
_ أنا لم أقصد لكن أنتَ السبب من سمح لك بتقبيلي.
وقف أمامها بغضب شديد : أعتقد أنكي زوجتي من حقي تقبيلك و فعل أكثر من ذلك.
رفعت يدها بغضب لكي تصفعه لكنه أمسكها بسرعة هذه المرة و أردف بحدة و سخرية.
_ تظنين نفسك مثل البطلة أعتقد أن الفيلم أثر عليكي و أنتِ ضعيفة من الأساس.
أنهى كلامه و أستدار الناحية الآخرى أما هي ظلت تنظر له بغيظ و تتمتم ما قاله.
_ أنا ضعيفة، أنا ضعيفة "آلبرت"!؟
و فجأة أمسكت" حور" الكرسي و ضربت به "آلبرت" على ظهره لكنها ذُهلت عندما رأت أن لم يحدث له شئ.
هتفت بعدم تصديق : ألم يحدث لك شئ!؟
أردف ببرود و هو يعقد ذراعيه : تؤ تؤ.
صرخت بقوة و هي تقفز على ظهره و تشده من خصلات شعره، أما هو أختل توزانه من قفزتها المفاجئة لكنه تماسك و حاول إنزالها من عليه.
هتفت "حور" بصوت عالي و تشجيع لنفسها.
_ أنا لست ضعييييفة "آلبرت"، لست ضعييييفة.
في ذلك الوقت كانت" سوزان" تقف أمام باب الغرفة و قد شعرت بالملل من كثرة الطرق لكن لم يسمعها أحد بسبب صوت "حور".
فتحت الباب و دلفت و هي تتمتم بملل.
_ لقد مللت من وقوفي أمام الباب" آلبرت".
لم تكلم كلامها لترى "حور" التي مازلت عالقة على ظهر "آلبرت" و هو يمثل أنه يريدها أن تبتعد عنه، لينتبه الأثنين لوجود "سوزان.
نزلت" حور"و خديها متوردين من كثرة الأحراج و الخجل، بحثت بعينيها على المرحاض حتى رأته و ذهبت إليه بسرعة.
عدل "آلبرت" من ملابسه و نظر لأمه بابتسامة.
_ هل جئت في وقت غير مناسب بني؟
_ للأسف مدام "سوزان" لقد أوقفتي أجمل معركة أخوضها في حياتي كلها.
ضحكوا الأثنين معاً لتردف "سوزان" بحنان.
_ حسناً سوف أسافر غداً أريد المرة القادمة أعرف أنك صرت أب و أنا صرت جدة.
قبل يديها بحنان مُردفاً بخبث.
_ لا تقلقي من شأن ذلك أميرتي.
خرجت "سوزان" و إقترب "آلبرت" من باب المرحاض و أردف بسخرية.
_ لقد خرجت.
خرجت "حور" و الخجل مسيطر عليها فرد هو بسخرية و ضحك.
- من يرى خجلك هذا لا يراكي منذ قليل و أنتِ مثل القطة المشاكسة.
أبعدته "حور" عنها بغضب و هي تهتف بعصبية مفرطة.
_ لقد تلفت أعصابي منك في كل مرة اشعُر بالحرج الشديد بسببك أنتَ.
رد "آلبرت" بعصبية مماثلة : و لما تشعُرين بالحرج؟ تزوجتي رجل أكبر منكي في السن ام تزوجتي مختل عقلياً، أنتِ متزوجة زعيم مافيا.
_ أنا متزوجة رجل أكبر مني، مختل عقلياً و زعيم مافيا ثم أين هو زعيم المافيا أنا لا أراه حياتي أصبحت مملة أحداثها مملة جدًا أكثر من المسلسلات الهندية.
إبتسم "آلبرت" بجدية مُردفاً : تريدين حياتك عبارة عن قتال و نزاع مع الأعداء أم ماذا؟
عقدت "حور" ذراعيها و هتفت بجدية : نعم أريد ذلك.
هتف ببرود و هو ينزع تيشرته : إذا فلنبدأ بي.
نظرت له باستغراب و هي لا تعرف ماذا يفعل.
_ ماذا تفعل؟
رد ببرائته الزائفة المعتادة : سنتقاتل عزيزتي عندما تقاتلين أبدأي بزوجك أولًا حتي نعرف نقاط ضعفك و قوتك.
إبتعدت عنه بخوف هاتفة : و لكنني لست مدربة و لا أعرف شئ عن القتال.
اردف بابتسامة و هو يقترب منها : أعرف ذلك هيا نبدأ كي لا يضيع الوقت.
انهى كلامه و فاجئها بلكمة قوية في وجهها جعلتها تقع على الارض من الصدمة و الآلم، هتفت بفزع و عدم تصديق.
_ ما الذي فعلته للتو "آلبرت"؟
اردف و هو يستعد للضربة الثانية : نتقاتل حبيبتي تأتي اللكمة الأولى من زوجك أفضل من أن تأتي من عدوك.
وقفت" حور" تستعيد توازنها و أخذت نفس عميق لكنها لم تلحق بسبب اللكمة الثانية التي جأت في جبينها جعلت حاجبها ينجرح.
_ آه الله يخربيتك.
_ العدو لن ينتظر حتى تستعيدي توازنك بل سيستغل أقرب فرصة ليغدر بكي و يفوز عليكي.
وقفت"حور" آخيراً بغضب و حاولت تفادي ضربته و فعلًا نجحت هذه المرة في تفاديها و أستطاعت ان تلكمه في وجهه لكنه لم يتأثر.
اقتربت منه بسرعة لكنه حملها بسرعة و قام برميها على الارض جعل ظهرها يصتدم بقوة، أنتظر أن تقف لكنها لم تتحرك من مكانها بل ظلت تبكي من آلم ظهرها.
نزل لمستواها و رفعها برفق بين ذراعيه و وضعها على فراشه بهدوء و جلس بجانبها.
_ كنتي تظنين أن القتال سهل، تظنين أن حياة المافيا سلسة كما تقرؤنها في الروايات لا شئ صعب لكنه ليس سهل "حور" تقاتلت معكي و أنا أعلم أنكي اضعف مني بكثير لكن تنفيذاً لرغبتك لتعرفين أنه ليس بالشئ الهين أبداً، رغم أنني تهاونت معكي و لم اقسو عليكي لكنكي لم تتحملي.
انهى حديثه لتهتف من بين دموعها الصافية.
_ أريد الرجوع لمنزلي و إلى حياتي الطبيعية، أريد أن أتزوج رجل يحبني حياته غير مهددة كل دقيقة، اريد أن أكون مع عائلتي، لكن لا أريد الابتعاد عن عائلتي الثانية سونيا، سوزان، إيف، زيدان، سحر و مايكل.
نظر لها بحزن و خيبة و هتف بصوت بادي عليه السخرية : أنتِ لم تُدخليني من ضمن عائلتك "حور"!.
_ أنا أشعر بالإرهاق و أريد أن أنام، قالتها و إستدارت الناحية الآخرى هاربة من نظراته.
تنهد هو بقلة حيله و أتجه ناحية المرحاض و أحضر علبة المستحضرات الطبية.
_ دعيني أطهر الجرح، قالها لتعتدل هي و تاخذ من العلبة و تتطهر لنفسها و بعدما أنتهت أخذ العلبة و ضعها جانباً و استلقى بجانبها على السرير لكنه تفاجئ من عدم ممانعتها له من النوم بجانبها.
_ ظننت أنكي ستغضبين عندما أنام بجانبك و تتركين الغرفة ، نظرت له ثم هتفت بابتسامة.
_ لن أغضب لأنني أثق بك.
نظر لها بتفاجئ و إبتسامة أرتسمت على شفاهه أما هي اغمضت عينيها و أستسلمت لنوم عمييق.

  حور و الزعيم الوهميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن