البارت الثاني

241 12 1
                                    

إنتهت حور من مُحاضرتها واتجهت إلى مكتب "العميد"، رأت الثلاث شباب عِند "العميد" ووجوهم وٱعينهم تُحملِق في الأرضية.
انتظرت الإذن للجلوس وأشار لها "العميد" وجلست بهدوء قائلة:
-السلام عليكم
عِند سماعه لكلماتها هتف بجدية:
وعليكم السلام، إيه اللي أنا سمعته ده يادكتورة؟؟
جاوبت بشيء من اللامبالاة:
-الأساتذة دول عيال مش طلاب في الكلية خالص، قاعدين بيتوشوشوا ويلقحوا عليا ويقولوا...
لم تُكمل ما كانت ستتفوه به بسبب شعورها بالحرج، وإنما تجاهلته وأردفت:
-المهم هما مش محترمين وأنا عمري ما هقبل أني ادَّرِس لطلبة زيهم.
بعدما إستكملت حديثها الذي استمع له "العميد" قال:
دة ميدكيش الحق أنك تمدي إيدك عليهم دول مش صغيرين يادكتورة.
عقبت على حديثه قائلة:
-شوفت حضرتك قولت أنهم مش صغيرين، يعني المفروض يحترموا المكان اللي هما فيه على الأقل والدكاترة اللي موجودين.
كانت مُحِقة في حديثها فكيف للطلاب أن لا يُقدموا الاحترام أو على الأقل لا يسخفوا من المُعلمين أو ما يسموا "الدكاترة".
سَمع حديثها العميد وقال: لكن ميدكيش الحق برضو!
أردفت "حور" وقد نفذ صبرها : أنا معترفة أني غلطانة بس هما كمان لازم يعتذروا علشان يروحوا يكملوا محاضراتهم من غير أي شوشرة، لو مش هيعتذروا يعتبروا نفسهم شايلين مادتي. 
تفوه أحد الطلاب الواقفين بحدة : لا بقى كدة مينفعش أنتِ بتهددينا على إيه؟، ده أنتِ فعلًا واحدة لا راحت ولا جات زي ما بيقولوا أصلًا.

نظر"العميد" للطالب بحِدة وقال: عيب اللي أنت بتقولوا ده، ومينفعش الأسلوب اللي أنت بتتكلم بيه إحنا هنا في كلية محترمة وكلامك عن دكتورة محترمة برضوا.
سخرت "حور" من حديث الطالب وبدأت في الضحك لبعض الثواني ومن ثم قالت: أكيد أنت مصاحب البنت دي علشان قالت نفس الكلام ، طيب أنا قولت اللي عندي واللي مش عاجبه الكلام يشوفله كلية تانية يتمسخر براحته فيها.
توتروا الطلبة ونظروا لِبعضهم وحسموا الأمر بأنهم سيعتذروا، فليس أمامهم شيء آخر، بالفعل اعتذر الطلاب لها واستأذنوا ورحلوا لإستكمال الباقي من المحاضرات.
أما عن "العميد" فنظر لها وقال ببعض من الحدة والسخرية في أنٍ واحد: إيه بقى ياهانم كل شوية مشكلة ولا إيه، هو أنتِ صغيرة؟
هتفت هي ببرائة زائفة حتى تتهرب: أنا لو صغيرة مكنتش هسيبهم يمشوا من هنا غير هم مرفودين علشان مش مُحترمين.
صمتت لثواني لتتنفس الصعداء وأردفت: وأنا شغلي كدكتورة جامعية مفروض أعلمهم الأدب ولا إيه يابابا؟، وبعدين الواد بيقولي ياصاروخ عايزني أسكتله؟؟
سمع حديثها "زيدان" وصُدِم فهو لم يكن متوقع أنهم وصلوا لهذا الحد فأردف: صاروخ!
ردت حور بصدمة مماثلة له: أيوة والله.
أما هو فرد بقلة حيلة: تمام أنتِ خدتي حقك منهم بإنك ضربتيهم وده مش في صالحك.
عقبت حور على حديث "والدها" ببعض من اللامبالاة: يلا مش مهم، كنت عايز تقولي حاجة صح إيه هي؟
سألها "زيدان" بإستغراب: عرفتي منين؟
ضيقت أعيُنها وقالت بخبث: ده سؤال ياحجوج برضو؟، من ماما طبعًا.
رد والدها وهو يؤكد ظنونه: كنت عارف، المهم أنتِ عندك كام سنة بقى يا "حور"؟
شعرت بما يُرمي عليه أبيها ولكن تصنعت عدم الفهم فقالت.
- داخلة على 28 سنة يابابا، بس ليه السؤال الغريب ده؟
عقب "زيدان" على سؤالها بسخرية: يعني 28 سنة ولسة مفيش أي حد في حياتك لحد دلوقتي؟
أما هي فكانت تعلم من البداية، وردت على حديث والدها بغيظ.
- قول كدة بقى هو ده الموضوع اللي كنت عايزني فيه يا بابا وطبعًا ماما قالتلك.
رد "زيدان" ببرود عليها: اه ووطي صوتك شوية يا حبيبة بابا.
ردت بغيظ ولكن جاهدت أن لا يظهر لأبيها: يا بابا مش إحنا حكينا مع بعض في الموضوع ده وقولت أني مش بفكر في الجواز دلوقتي خالص؟
هتف "زيدان" ببعض من الضيق بسبب حديثها الذي لم يعجبه: ليه يا "حور" مش بتفكري فيه؟
جاوبت حور ببعض من الجدية: عشان مش مستعدة ده أولًا ، ثانيًا بقى أنا فتى أحلامي مختلف تمامًا.
سأل "زيدان" وهو يستند بوجهه على كفيه:
وإيه هو فتي أحلامك ياختي؟
تابعت حور: اممم بص ياسيدي.
زيدان بإستغراب وسخرية : سيدي!؟
ردت "حور" بضيق زائف: أه و متقاطعنيش لو سمحت يا بابا.
رد ببتنهيدة يُغلِفها الملل: ماشي إتفضلي.
تحدثت "حور" بهيام وكأنها تُفسر حلم رائع وجميل.
- نفسي كدة أتجوز زعيم مافيا ويخطفني علشان ينتقم منك فيا ويحبني وأحبه وأخليه يتوب على أيدي ويكون حلو و...
قاطعها "زيدان" بغيظ وذهول من تفكير إبنته.
- وإيه؟،  إيه الهبل ده! ، ده فتى أحلامك يا"حور" زعيم مافيا !؟
ردت وكأنه شيء عادي: وماله ده حتى يبقى سِيد الرجالة.
بصق "زيدان" في وجهها من شدة الغضب والغيظ.
- إتفوه عليكي أنتِ وسيد الرجالة بتاعك ده ، بقى دكتورة جامعية تقول كدة سيبتي إيه للمراهقين؟، ده بدل ماتقولي أتجوز دكتور أو مُهندس شالله حتى لو ميكانيكي لكن زعيم مافيا؟، وينتقم مني! ، إيه الخيال الغريب ده؟
ردت بحزن وضيق من ردة فعله: شوفت بقى علشان عارفة إنك هتقول كدة.
"زيدان" وهو يحاول تهدئة نفسه : يا حبيبتي الحاجات دي مبتحصلش غير برة أو في الأحلام وبتكون عيشتهُم  أصلًا حرام لكن ده مستحيل يحصل هنا ولو حصل وموجود فعلًا فده مستحيل.
ردت "حور"  بكل عصبية: ليه بقى إن شاء الله؟
"زيدان" بغضب وصوت عالي:
هو إيه اللي ليه يابنت ال*** أنتِ هو أنتِ واعية بتقولي إيه؟؟، ده حرام لايمكن أجوزك واحد في الحرام!
ردت "حور" بتكشيرة وضيق ظاهر: بس ده هيتجوزني على سنة الله ورسوله يا بابا.
رد والدها وقد إنفلتت أعصابه: برضوا حرام.
وقفت وهي تهتف بغضب: خلاص خلاص أنا ماشية ومحدش يكلمني في جواز تاني شالله أعنس على رأي البت الرزلة دي.
أنهت حديثها وتركته وغادرت.
"زيدان"وهو يضرِب كف على كف: لاحول ولا قوة إلا بالله البت أتجننت خلاص!
*************************************
خرجت حور من الجامعة بعصبية وهي تتحدث مع  نفسها.
-أنا مش فاهمة في إيه؟ ، عَيلة مبتفهمش حاجة في أي حاجة.
كانت تسير وهي شاردة، ولم تأخذ بالِها من السيارة القادمة بسرعة التي كانت ستصطدم بها لكن توقف صاحب السيارة قبل أن يصطدم ، وترجل من السيارة وصاح بغضب: في إيه يا آنسة مش تاخدي بالك كنت هخبطك!
ردت" حور" بغضب مماثل: أنت بتزعق كدة ليه؟ و بعدين أنت اللي غلطان مزمرتش ليه؟
أجاب الرجل بنفس العصبية أو ربما بحدة أكثر: زمرت بس الظاهر أن الهانم سرحانة.
ردت بملل وبرود: هش خلاص خلاص حصل خير.
ألقت كلماتها وغادرت تاركة الرجل مذهول من رد فعلها.
تمتم بغيظ: إيه البت المجنونه دي؟، بلاوي بتتحدف علينا ياربي!
عادت إلى منزِلِها وهي تشعُر  بتعب من أحداث اليوم، دلفت إلى غُرفتِها و هي تقوم بنزع ملابسها لترمي بجسدِها على السرير بإهمال.
تمتمت بتعب وإرهاق ظاهر: يقطع أبو العمل على أبو الدراسة على الاسترونج اند بندت وومن، أنا عايزة أنام، i'm just كتكوت مفرهد.
دلفت إليها والدتها والتي تُدعى "سحر": في إيه يا "حور" بتكلمي نفسك ليه؟
تحدثت "حور" من أسفل الوسادة: لا مفيش أنا بس عايزة أرتاح شوية يا ماما .
سألتها "سحر" بغموض: طب إيه بقى؟
أزاحت الوسادة واستقامت ونظرت لوالدتها بإستغراب قائلة.
- إيه في إيه ؟ في حاجة حصلت؟
ردت "سحر" بلوعة: إيه اللي أبوكي حكاهولي ده؟
ردت بملل وإرهاق: يادي النيلة هو لحق يقولك يا ماما؟
شهقت "سحر" بذهول وأردفت: يا نهارك أسود هو أنتِ مكُنتيش عايزاه يقولي يابت؟
ردت "حور" بإبتسامة صفراء : لا ياماما، عارفة إنه هيقولك بس متوقعتش إنه هيبقي بالسرعة دي، وبالله عليكي سيبيني أنام ساعتين ونبقى نكمل كلامنا بعدين علشان تعبانة أوي بجد.
"سحر" بتنهيدة تعب : أمري لله ، يا "مصطفي" تعالى هات "يُمنى" أختك من عند الجيران عشان تذاكر.
خرجت "سحر" ونظرت "حور" إلى  هاتِفها الذي كان يرن وأنتبهت للتو له وما كان الذي يرن إلا صديقتها "نرمين"، نقرت على زر قبول الاتصال وقالت:
-عاملة إيه "نرمين"
" نرمين" صديقة "حور" : الحمدلله عاملة إيه أنتِ يا"حور"؟.
ردت عليها "حور" بتنهيدة مليئة بالتعب والإرهاق:
الحمدلله بخير.
تفوهت "نرمين" بضحك: لا واضح فعلًا أنك بخير، المهم بصي ياستي أنا بكرة رايحة شارع المعز علشان أشتري شوية حاجات عايزاها فقولت أقولك تيجي معايا، إيه رأيك؟
"حور" وهي تبحث بعينيها على جدول المواعيد الخاص بها : طيب هشوف الجدول واقولك كدة.
ألقت "حور" نظرة على جدولِها وتابعت حديثها:
بصي هو أنا عُقبال ما أخلص هيكون على ٥ أو ٦ كدة.
عقبت "نرمين" على حديثها قائلة.
- تمام حلو أوي ، خلصي ونروح ناكل هناك مع بعض، ده حتى المُعز بيبقى حلو أوي عالمسا.
ردت "حور" بإبتسامة وتحمس ظاهر :خلاص تمام إتفقنا.

يتبع 🩶❤️
أديني طولت
قولولي رأيكوا
واستنوا بقي المفاجأة اللي مستنية حور في شارع المعز
كل سنة وانتوا طيبين يا حبايبي 😘

  حور و الزعيم الوهميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن