هو أنا مكنتش بحلم و لا أنا لسة مفوقتش منه؟ ، سألت بصوت عالي و هي تنظر له بذهول، عقدت "عاليا" حاجبيها سائلة باستغراب.
_ حلم! حلم إيه؟، أجاب "سراج" و هو ينظر ل "حور" غامزاً لها، عقدت حاجبيها بعدم فهم لتنتبه على صوت "عاليا" المستغربة.
_ هو إيه حكاية الأحلام اليومين دول؟ مالكم يجماعة؟
إبتعد عنها "سراج" و هو يعود لمقعده مرة أخرى ليردف بابتسامة.
_ مفيش بس الأنسة "حور" باين عليها اعصابها تعبانة شوية.
_ اه اه إظاهر كدة إن اعصابي تعبانة و تعبانة أوي كمان.
_ طب تحبي نجبلك دكتور؟، سألتها "عاليا" لتجيب هي بسرعة.
_ لا مش محتاجة ده بس من قلة النوم إتفضلوا معلش أنا بعتذر.
إبتسم لها "سراج" و هو يفحصها بعينيه همس لنفسه بسعادة : طلعتي أجمل في الحقيقة يا "حوريتي" رغم الإرهاق اللي باين على ملامحك لكنها معرفتش تداري إبتسامتك.
أما هي فكانت في عالم أخر تهتف مع نفسها بهمس : أنا لحد دلوقتي مش مصدقة مش عارفة فعلاً أنا صاحية ولا لا؟
تنحنت قليلاً لتسأل بجدية : هو حضرتك اللي كنت هتخبطني من يومين مش كدة؟
نبست "عاليا" بذهول : هو أنتِ المجنونة اللي طلعت قدامه فجأة؟
_ نعم!؟ أنا مجنونة؟، سألت "حور" بصدمة و إستنكار ليجيب "سراج" بسرعة : لا لا هي متقصدكيش أنتِ ده بس تقصد واحدة تانية كنت هخبطها برضوا بس قدام جامعة تانية.
عقدت ذراعيها حول صدرها و هي تسأله بحزم.
_ و أنتَ بقى حضرتك ماشي تخبط أي واحدة خارجة من جمعتها؟
رفع حاجبيه و هو ينظر لها بغيظ لتبتسم هي بإنتصار، ركل أخته في قدميها من تحت الطاولة لتقف بسرعة هاتفة.
_ طب.... طب عن إذنكم هروح أقعد مع صحابي لما تيجي تمشي يا "سراج" إندهلي.
إبتعدت "عاليا" عنهم ليميل هو نحوها قليلاً لتسأله بتوتر.
_ هو أنتَ بتقرب كدة ليه يعم أنتَ؟ خلي في space شوية.
_ يعني أنتِ لا رحماني في حلم ولا حقيقة لسانك عالطول متبري منك، قدام "سونيا" تقولي إني قليل الأدب و قدام أختي عايزاني أبقى قاتل !؟
إتسعت عينيها بصدمة و هي تسأل بتلعثم : هو... هو... أنتَ... أنتَ.
_ في إيه عمالة تتئتئي ليه؟
_ هو أنتَ حلمت نفس الحلم؟ ولا بتضحك عاليا؟
_ و هضحك عليكي ليه؟ و هعرف منين يعني اللي حكيتيله؟
_ اهو شوفت أنتَ عرفت منين بقى إني حكيت لحد؟
مسح على وجهه بتعب مُردفاً : يارب يارب أنا بحبها و كل حاجة بس أنا معنديش غير مرارة واحدة، هو مش أنتِ كنتي بتكلمي صحبتك من شوية و بتقوليلها على البرفان؟
_ اه.
_ طب و ده معناه إيه؟
_ معناه إيه؟
_ يالهوي يبنتي معناه إنك حكيتي لصحبتك و أنا سمعتكم.
_ نهارك أبيض هو أنتَ كنت بتتصنط عاليا يا "آلبرت"؟
_ هو إيه "آلبرت" ده!؟ إشمعنا أنتِ في الحلم و كان إسمك "حور"!؟
تلاعبت بخصلات شعرها و هي تردف بكبرياء زائف : عشان أنا إسمي مفيش أحلى منه.
_ في دي بقى عندك حق يا "حوريتي"، قالها بابتسامة لتنظر له بعيون ملئتها الدموع.
_ أنا مش عارف إزاي العيون الحلوة دي إتغزقت في الحلم؟ كويس إني مت بعدها عشان مكنتش هستحمل أشوفك كدة يا "حوريتي".
أمسكت يده بسرعة و هي تهتف بدموع : بعد الشر عليك يحبيبي أنا إتعذبت إتعذبت أوي لما فوقت إتمنيت إني أرجع تاني حتى لو هموت كل يوم بس أبقى معاك.
تداركت ما تفوهت به لتبعد يدها عنه بسرعة ماسحة دموعها لتهتف في محاولة منها لجعل صوتها جاد.
_ و أنا إيه يأكدلي إنك هو ما ممكن تكون شبيه ليه مش أكتر؟
_ نشوف أي حاجة حصلت أنتِ محكيتيهاش لحد حصلت ما بينا.
توردت وجنتيها بخجل ليفهم أن يوجد جزء لم تفصح به لأحد.
_ طب يعني ده لوحده مش دليل إني هو؟
_ إيه ده هو أنتَ فهمت؟ عالفكرة كنت قليل الأدب أوي.
أردف بصدمة مصطنعة : أنا؟! أنتِ عارفة لو مكناش في مكان عام كنت وريتك قلة الأدب دي عاملة إزاي.
نظرت له بسخط لتقف و هي تأخذ أشيائها إستعداداً للمغادرة، وقف هو الأخر سائلاً بخوف.
_ هتروحي فين؟، أجابت و هي تبتعد عنه.
_ ماشية عن إذنك.
تركته و غادرت ليجلس بيأس واضعاً رأسه بين يديه لتأتي أخته سائلة.
_ هي راحت فين؟
_ مشيت.
_ خدت رقمها؟
_ لا ملحقتش مشيت بسرعة و ملحقتهاش.
_ طب بسيطة ممكن ناخده من شئون الجامعة أو تاخده من العميد.
_ عميد؟ سأل باستغراب لتجيب هي بحماس.
_ ايوة يبني ما باباها يبقى عميد الكلية لسة مكتشفة الموضوع ده من فترة.
قام بضربها على رأسها بخفة و هو يهتف بحدة : كل ده و ساكتة يشيخة أدعي عليكي بإيه و أنتِ فيكي كل العِبر إخلصي هاتي رقمه.
_ مانا مش معايا رقمه.
حاول أن يهدئ من روعه بسبب وجود الناس حولهم ليردف من بين أسنانه بغيظ شديد.
_ أومال هنوصله إزاي يام العُريف؟
_ بسيطة تعالى الجامعة بكرة و إتكلم معاه و أطلب إيدها و أنتَ و حظك يا يطردك و يرفدني يا يوافق عليك و ينجحني.
أنت تقرأ
حور و الزعيم الوهمي
Romanceبسبب خيالها و عدم رغبتها بالزواج أوقعها القدر في أحلامها لتصل إلى قرار