البارت الثامن عشر

92 8 3
                                    

خرجت "حور" و هي تشعُر بالحيرة بسبب ما تفوهت به "نور" مُنهية حديثها، تجولت قليلًا و هي تفكر في ما قالته لها لتتذكر فجأة أختها "يمنى".

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

جلس "سراج" على سريره و هو ينفث دخان سجائره و عيناه حمراء تدل على إرهاقه، دلفت أخته لتراه في حالته الفوضوية جلست بجانبه سائلة باستغراب.
_ مالك يا "سراج" أنتَ من ساعة ما صحيت و أنتَ على حالتك دي داخل في الاربع ساعات و كمان بتشرب سجاير على الريق دي مش عادتك.
_ إعمليلي قهوة، أردف باختصار لتقف أخته و هي تضرب كف في كف.
_ لا حول ولاقوة الابالله دكتور نفسي عايز دكتور نفسي يعالجه.
همس "سراج" مع نفسه بذهول بسبب ما حلم به كيف له أن يحلم بهذا الحلم و من فتاة رأها مرة واحدة فقط في حياته كيف؟، تذكر كل اللحظات التي مروا بها و أخر لقاء بينهم و دموع عينيها التي كانت تستقر على وجهه و كأنها لؤلؤ يخرج من محار جميل جداً حاول أن يحتفظ بهم.
_ "عاليااا"، قالها بصوت عالي لتهرع إليه أمه و أخته بفزع.
_ والله العظيم خلصتها و لسة جيالك بيها أهو في إيه.
_ مالك يبني إيه اللي عامل فيك كدة؟، هتفت والدته سائلة بخوف ليردف هو بهدوء مطمئنها.
_ مفيش يا أمي مُرهق بس شوية مش أكتر، هاتي القهوة يا "عاليا" و تعالي عشان عايزك في موضوع.
إقتربت منه و هي تعطيه فنجان القهوة : خير.
_ هي.... هي الدكتورة اللي بتتكلمي عليها دي بتروح النادي اللي جنب الجامعة؟
_ دكتورة! دكتورة مين؟
_ الدكتورة "حور" يا "عاليا" في إيه؟
_ طب خلاص إهدى أنا إفتكرت بص أنا مش متأكدة الصراحة بتروح ولا لا بس ممكن أعرفلك بس ليه؟
_ ليس من شأنك.
_ نعم! إيه يا عم اللغة العربية الفصحى دي من إمتى.
ذُهل "سراج" و حاول التبرير لأخته : يستي مفيش أنتِ مش شيفاني مُرهق سبيني أرتاح بقى.
_ يوه هو أنا قولت حاجة بس برضوا أنتَ عايز تعرف ليه؟
_ أنا سيبهالك مخضرة و هروح الشغل، قالها بضيق و هو يرتدي ملابسه لتردف أخته و هي تعقد ذراعيها بغيظ.
_ إنهاردة الجمعة يا دكتور و أنتَ عيادتك بتبقى أجازة.
_ نعم! الجمعة! كل اللي حصل ده و الجمعة يعني أنا نمت 10 ساعات يعني مكنتش في غيبوبة!؟
وضعت "عاليا" يدها على جبهة أخيها بخوف : سلاماً قول من رب الرحيم مالك يا "سراج"؟ هو أنتَ عيان غيبوبة إيه دي؟ أنتَ عندك السكر و مش معرفنا؟
_ بس بس يا "عاليا" سيبيني أغور بقى قال سكر قال، غادر بعدما أنهى كلامه لتهتف أخته بتفكير.
_ شكل كدة في حاجة و أنا لازم أعرفها.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

عادت "حور" و هي تصطحب أختها "يمنى"، تفاجئوا بوقوف "سحر" أمام الباب بنعلها.
_ إيه ده يا ماما ماسكة الشبشب ليه؟
_ عشان أربيكي أنتِ و هي يا ولاد*** بتضحكوا عاليا و بتجروا قبل ما ارفض ها يا مقصوفة الرقبة.
_ مانتِ مكنتيش هترضي و لو قعدت أتحايل عليكي كانت "حور" مشيت.
_ ولو برضوا حسابك معايا بعدين بس مش دلوقتي روحي أوضتك يلا.
ذهبت "يمنى" لغرفتها و أمسكت "سحر" يد إبنتها ليجلسوا على الأريكة.
_ فهميني يا ضي عيني مالك كدة في إيه وشك أصفر و إيدك متعورة هو صحيح كنتي بتحلمي بكابوس زي ما البت "نرمين" قالت؟
هدئتها "حور" مُردفة : إهدي يا ماما متقلقيش اه حلمت بكابوس هو كان حلو بس في أخره كان وحش أوي.
_ طب... طب إيه رأيك نروح..
و قبل ان تكمل قاطعتها "حور" بحدة خفيفة.
_ لا يا ماما الكابوس ميستدعيش للي عايزة تعمليه و أنتِ عارفة إني مش بأمن بالحاجات دي.
_ مانا عايزة أعرف معمولك عمل بوقف الجواز و لا لا.
وقفت "حور" بسرعة قائلة بحدة : قولي كدة يعني أنتِ واخدة موضوع الكابوس ده حجة عشان تشوفي معمولي عمل ولا لا حرام عليكوا بجد حرام عليكوا أنا رايحة عند "نرمين".

  حور و الزعيم الوهميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن