32- ( صَـدمَةُ الـ "عَـادي" )

952 105 42
                                    

الفصل القادم بمشيئة الرحمن هيبقى يوم السبت أو الأحد كحد أقصى مش هيتأخر عن كدا بإذن الله، ويا حبذا لو تكافئوني بالتصويت للفصل وتعليقكم الجميل مثلكم ..

قراءة ممتعة ♥️

______________________________________

اشتعلت المحركات تُساير السرعة العنيفة التي فوجئت بها السيارة بعد ضغط حسيب فوق دواسة البنزين بقوّة وكأنه يسابق الشياطين، ولم تختلف السيارة الأخرى عنه كثيرًا وهي تلاحقه عازمة على اصطياده ..

توتر وجدية وحبس أنفاس وخطر وشيك ولكن كل ذلك في الصورة الخارجية فقط، أما عندما ترى السيارة من الداخل قد تشك أن هناك حفل ميلاد طفل أو سبوع مولود ؛بعدما فتح حسيب أغاني كرتونية على شاشة السيارة الصغيرة ورفع الصوت قليلًا وأغلق زجاج السيارة ؛حيث كان زجاجًا كاتمًا للصوت ساعد في إبعاد أذني آدم عن أي شيء بالخارج وجعل كامل تركيزه مع كليب الأغنية أمامه فقط ..

لم يراود حسيب أدنى شعور بالرضا من سماع هذه الأغاني المعتوهة ولكن لم يكن لينشغل آدم بشيء عدا ذلك، وإلا كان تركيزه ظلّ مع سرعة السيارة وحركاتها العنيفة مما يعني أنه سيبدأ رحلة من البكاء ليست في وقتها بالمرة ..

سرق نظرة سريعة عليه يرى عيونه المركّزة على الشاشة بشدة وكأنه سيقرر قرار مصيري في حياته بناءً على أغنية الدجاجة والكتكوت ..

ضحك ضحكة جانبية وخاطبه معلّقا :

_مبسوط إنت صح؟؟

لم يلتفت له الصغير ولم يتحرك قيد أنملة ولم ينظر له ولو نظرة عابرة ؛وغالبًا لم يسمعه أصلا من تركيزه، جالسًا يمسك طرف كيس التسالي في يد ويده الأخرى تضم واحدة نسى أن يأكلها بعدما اندمج مع الألوان والحيوانات التي تغني وتتراقص في الحديقة، ليرتفع حاجبي حسيب بدهشة وهو يحرك رأسه يؤكد لنفسه :

_مبسوط أوي.

وجّه بصره للمرآة المجاورة له يرى السيارة التي تطارده، ضم يده على عجلة المقود بشكل أكثر تركيزًا وهو يتطلع للطريق أمامه مشددًا من سرعته أكثر ليتملص من بين الشوارع الحيوية إلى الطريق السريع ..

وصل لآخر الطريق حيث الرصيف في المنتصف يفصل بين طريقين معاكسين واستعد هو للانعطاف إلى الطريق الآخر ومع سرعته العالية كان تأثير الدوران على السيارة عنيف ومفاجئ، فقام دون شعور برفع يده أمام آدم بحماية ؛رغم تأكده أن أحزمة الأمان لن تفلته، ولكنها فقط خرجت منه عفويًا ..

فزع آدم من تلك الحركة المفاجئة وتشتت تركيزه عندما انسال منه شعور الأمان، صدح منه صوت طفولي يشير لأنه سيبدأ البكاء وارتفع الخوف بشدة فوق ملامحه البريئة وهو ينظر لحسيب بدموع على وشك الانفجار ينتظر رؤية رد فعله ليتأكد منه إذا كان هناك خطر بالفعل ويُفرج عن دموعه، ولكنه وجده ينظر له ضاحكًا يقول ببساطة :

عَصْر الدبَابِير || AGE OF HORNETSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن