عَصْر الدبَابِير || AGE OF HORNETS

42- (دروب مُـشَـتـتة)

متنسوش تعملوا نجمة للفصل والتعليق برأيكم على المشاهد ..♥️

______________________________________

أقام فارس في معمله لساعات يقف خلف الآلي مسعد ليتولّى بعض التصليحات في الأسلاك المتشابكة في ظهره، مرتديًا الكاب بالعكس كما اعتاده كلما قام بشيء يحتاج التركيز ..

وتلك الزهرة ذات الفستان الوردي لم تتوقف عن الطيران بين أرجاء المعمل تحضر الأداة التي يطلبها وتعود إليه تعطيها له، ثم تقف قليلًا حتى يطلب منها شيئًا آخر فتسرع لتحضره بكل الحماس وكأنها تفعل شيئًا مصيريًا ..

أعطته أداة أخرى ثم وقفت بجواره تراقب ما يفعله، عمّ الصمت لثواني حتى قطعته بقولها تنطق برقة وهي تضع يديها خلف ظهرها كالطفلة المطيعة :

_إذًا سيد فاريس؟ هل أنا مُساعد جيد لكَ ؟؟

لم ينظر لها من تركيزه الشديد فيما يفعل، وأجاب وسط انشغاله وكأن عقله مبرمجًا على زرع ثقتها في نفسها دون حتى أن يشعر هو بذلك :

_وكيف لا تكونين ؟؟ .. أنا حتمًا سأعتزل هذه المهنة وسأضعكِ خليفتي هنا

اتسعت ضحكتها بسرور كبير من لطافة حديثه، ثم اقتربت منه قليلاً وقالت بحماسة تريد إثبات مهارتها أكثر بعدما ساعدته في تصليح مسعد بعدّة معلومات عرفتها منه :

_حسنًا أعطني مهمة أخرى لأفعلها

_اجلسي الآن وسأنثر المهام كلها فوق رأسكِ لا تتعجّلي، هيا اجلسي قليلًا فقط.

ضحكت وتحرّكت نحو أقرب مقعد مجاور للطاولة وهي تقول :

_لا مشكلة .. ها أنا سأجلس وأنتظر أن يتحرّك ذلك الآلي .. سيتحرك أليس كذلك؟؟ لقد فعلتُ كل ما أخبرتني به بشكل صحيح

_أنا واثق من ذلك أيتها الحمامة الوديعة.

انتهى من إتمام آخر خطوة ثم نظر لهيلين وقال :

_فعّلي الطاقة من الحاسوب أمامك

نظرت هيلين للحاسوب المفتوح على الطاولة فجذبته نحوها، وقفت قليلاً تتذكر ما قاله عن كيفية تشغيل الطاقة، ولم تستغرق إلا لحظات لتسارع بالضغط على ثلاث أو أربع أزرار تقريبًا، ثم نظرت صوب مُسعد لتراه يرفع رأسه بآليية ويفتح عينيه يتعرف على المكان من حوله، فاتسعت بسمتها فخرًا بنجاحها في مشاركة فارس عملُه دون أن تفسد الأمور ..

تحرك فارس ليقف أمامه وقال :

_سامعني يا مسعد؟؟

ليجيبه مسعد بآليية :

_بالطبع يا صديقي.

رفع فارس يده اليسرى أمامه قائلًا :

_إرفع إيدك الشمال

نظر مسعد ليده المرفوعة ولم يفكر فيما سمعه ورفع على الفور اليد المقابلة ليد صديقه والتي تكون اليمنى، فأنزل فارس يده ورفع الأخرى قائلًا :