28- (أرجُـوكَ عُـد)

835 104 41
                                    

تعاون جفنيها على كشف عيونها شيئًا فشيئًا، واتضحت الرؤية تدريجياً حتى أبصرت سقف الغرفة الغريبة التي تقيم بها، عادت لواقعها وشعرت بجهاز الأكسجين الذي يكمم فمها فأنزلته بهدوء وهي تتطلع من حولها، حركت رأسها نحو الأريكة المجاورة فوجدت جبر جالسًا يعيد رأسه للخلف مغمض العينين سارحًا في قيلولة خفيفة شبه يشعر بما حوله ..

"جبر"

سمع صوتها الخافت يناديه، فتح عينيه على الفور يظن نفسه يتوهم إلى أن وقع بصره عليها ليراها تنظر إليه .. لقد استيقظت !!

لم يشعر بجسده الذي دبت به الحيوية وهو ينتفض على الفور يهرول نحوها ببسمة غير مصدقة هاتفًا بلهفة :

_وصال !

تبسمت له بهدوء وهي تعتدل لترفع رأسها قليلًا ثم قالت بضحكة طريفة وصوتها يبدو به اثار التعب :

_هو أنا كنت محتاجة مستشفى أوي كدا ؟

ضحك بخفوت وهو يجلس على طرف السرير عند نهايته قائلًا :

_إنتِ مكنتيش حاسة بحاجة خالص

فغرت أعينها بدهشة قائلة :

_أنا كنت في غيبوبة ولّا ايه؟؟

_لا لا، من امبارح بس

سكتت قليلًا تفكر أين صديقتها ونبست بضيق :

_و زبدة فين؟ إزاي سيباني لوحدي في المستشفى؟

_اتخانقت مع بهيج وأصرّ عليها تروّح .. غير كدا أنا كنت معاكي ؛أكيد مكُنّاش هنسيبك لوحدك

ظهرت الدهشة على قسماتها وهتفت بعدم تصديق :

_إنت بايت هنا من امبارح؟؟

ضحك بهدوء وهو يمسك طرف قميصه من الأسفل :

_مش باين على منظري؟

_ونمت ازاي؟

_مشّيت حالي

حاولت التحكم في بسمتها قبل أن تفضحها ؛بعد شعورها بسعادة غامرة من تصرّفه ..

دائما معها، دائما يستجيب لندائها، يراها ويسمعها ويهرع إليها ..
ليس مجرد مُنقذ يعيدها إلى المنزل .. بل هو بنفسه المسكن الآمِن ~

_ليه تعبت نفسك كدا؟

نبست سؤالها بهدوء ليبتسم ببساطة مجيبًا :

_تعبِك راحة، المهم انتِ حاسة بإيه دلوقتي؟

فأجابت ببسمة صغيرة :

_ يسلم سؤالك أنا حاسة إني احسن وممكن أطلع يعني

_هنشوف الدكتور الأول هيقول ايه .. هو ايه اللي حصل بالظبط؟

زفرت بعدم اهتمام وأجابت بشيء من الاختصار :

_انا دخلت خدت دُش عادي ومرة واحدة لقيتني مش عارفة آخُد نفسي، جريت لبست بسرعة وعقبال ما خلّصت وطلعت كنت بتخنق

عَصْر الدبَابِير || AGE OF HORNETSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن