تحفزت كل حواسها وانسكب كامل انتباهها لباب المنزل الذي فُتح لتدخل منه وصال بأقدام متعبة، فنهضت زبدة مسرعة نحوها وقد سبقها تميم عندما ركض إليها يعانقها بحب وهو يقول :_وحشتيني يا وصال، كنتِ فين؟؟ ليه مكنتيش بتردي علينا؟؟
ابتسمت له وصال بوجهها المرهق وقالت :
_مفيش حاجة متخافش، تليفوني بس كان فيه مشكلة
التفتت لزبدة التي أقبلت عليها تجذبها لأحضانها بلهفة تتنفس بارتياح شديد وهي تهمس لها :
_حرام عليكِ قلقتيني
حالة قوية من الاطمئنان سلبت وصال وهي في أحضان صديقتها وأهم الأقربين لها، شعرت بالأمان بين ذراعيها وأغمضت عينيها بتعب تُشبع نفسها من ذلك الشعور الدافئ الذي افتقدته طوال ساعات ;زُبيدة هي الوحيدة التي تهتم لأمرها وتخشى عليها من أي أذى، لطالما كانت الأخت القادرة على فهمها واحتواءها ومساندتها ضد أي ضرر ..
_أنا كويسة
همست بخفوت وهي تربت على ظهرها، ثم خرجت من أحضانها لتنظر لها زبدة بتدقيق متحدثة بخوف :
_مال وشك اصفر كدا ليه وشكلك مبهدل؟ ايه اللي حصل؟
لم تقوَ حتى على أن تخبرها أن تتحدثا لاحقًا، وصاحت معدتها توقفها عن أي كلام، لتهتف بضعف :
_أنا جعانة أوي
شهقت زبدة بتأثر وهتفت :
_ياخرابي انتِ مكلتيش ؟؟
أمسكت بيدها وجذبتها معها برفق مردفة :
_تعالي تعالي، هعمل لك حاجة تسندك بسرعة ...
شعر تميم بأنه يود مساعدتها بأي شيء عندما لاحظ ضعفها ووهنها، فأسرع يقول :
_ استني هجيب لِك ماية
ركض سريعًا نحو الطاولة، بينما تحركت وصال مع زبدة إلى المطبخ، أحضر تميم كوب زجاجي من الماء ثم هرول إليهما ولكن من تعجّله تعثرت قدمه، فاستطاع اكتساب توازنه سريعًا قبل أن يسقط ولكن لم يتحكم في الكوب بين يده فوقع منه مهشمًا على الأرضية ..
تصنم في مكانه بتفاجؤ ونظر لزبدة التي أقبلت عليه تنظر لما حدث بصدمة، فأسرع يقول في توتر :
_مكانش قصدي والله مكانش قصدي
_خلاص خلاص فداك، تعالى بس ابعد عن الإزاز
أمسكت بيده تُبعده عن بقايا الزجاج بحذر، ثم نادت قائلة :
_مُسعد تعالى لمّ الإزاز ده
ليأتيها صوت مسعد من بعيد دون أن يكلف نفسه القدوم إليها :
_أنا لستُ خادمًا عند والدتِك
توزعت أنظار زبدة من حولها تفكر في عبارته التي "شبه فهمتها" فنظرت إلى تميم تردد بشك :
_هو بيغلط فيا، صح؟
أنت تقرأ
عَصْر الدبَابِير || AGE OF HORNETS
حركة (أكشن)رُبـمـا لا بَـأس أن تَـقـعِي في حُـب واحدٍ من الـدبَـابـيـر، ولـكن هل سـتستطيعينَ تَـفـادي لَـدغـاتِه؟؟ حـسنًا إن كُـنتِ مُـصـرّة، فـيـوصى بـاقتناء خوذة و درع قبل الانـخـراط بين هؤلاء الأشباح المجرمين لتجنّب أي إصابات .... رِحـلـة حُـب سَـعـيدة ~ . ...