35- (كَـلِـمَـة أخِـيـرة)

1K 95 77
                                    

كالعادة لما بتأخر بعوّضكم بفصل طويل، فـأتمنى متنسوش التصويت والتعليق .. قراءة ممتعة ♥️

______________________________________

_محتاج تتمرّن على سرعة رد الفعل عندك يا دبور الغفلة .. قوم يلّا لاعبني مصارعة حرة !

وقعت تلك الكلمات على فارس وهو بالكاد يستوعب ما حدث وكيف وقع على الأرض بلكمة قوية كادت تصيبه بالعمى، رفع عينيه له وانقبض وجهه بسخط شديد :

_انت بتهزر يا حسيب؟؟

_لأ يا قلب حسيب .. يلا !

قالها بجدية وهو يأخذ وضع القتال متأهبًا ويبتسم له بحماس وكأنهما سيذهبان إلى السينما، بينما نهض فارس عن الأرض حاملًا قبعته التي وقعت وأعادها فوق رأسه وهو يقول بتأفف :

_اطلع من نفوخي أنا مش فاضي

ضربه حسيب في كتفه بقبضته قائلًا :

_إلعب يا جبان

كان فارس على وشك الاستسلام لغضبه ولكنه تراجع على الفور عندما أدرك أن هذا ما يسعى إليه صديقه الخبيث ليجبره على مبارزته، لذا اقتنى فارس العناد والبرود واستدار يعود إلى غرفته قائلًا :

_لما وقتي يسمح هاجي اسويّك على الجنبين متستعجلش!

ليصيح حسيب في اثره ببرود :

_طب عشان تبقى عارف  إنت لو ملعبتش دلوقتي هنزل اعجِن أي واحد معدّي تحت وذنبُه هيبقى في رقبتك إنتَ.

_عادي أنا معنديش ضمير.

قالها باستفزاز وهو يتوجه إلى فراشه ليعود إلى حاسوبه، كان آخر ما يتوقعه هو رؤيتها تقاوم وغدين يحاولان محاصرتها، فما إن وقع بصرُه على الشاشة جحظت عينيه بصدمة، ولم يلبث حتى انطلق من مضجعه وفي لمح البصر كان ينتفض من مكانه ساحبًا الجهاز معه وركض إلى الخارج بأسرع ما لديه ;تحت عيون حسيب المتفاجئة من حالة صديقه وكأن العفاريت تطارده ؛لدرجة أنه لم يجد الفرصة ليسأله عمّا حدث .....

*
*
*

ركضت بكل عزيمتها ..
بأقدامها المرتخية قادت طريقها إلى اللامكان ..
فقط واصلت الركض، تائهة مشتتة باكية ..

أصوات تنفسها كانت عالية بشكل خانق ؛لا تدري أكان من الخوف أم من مجهود الركض

أرهقت جسدها وضغطت عليه ليتحمّل أكثر من قدرته، ولكنه لم يستجب لها لوقت طويل وفاض به الكيل بعد مسافة مُرهقة بعض الشيء ;يصرخ بها أنه لم يعُد يمتلك طاقة تعينه على الاستمرار ..

قررت هيلين الاستسلام وانزوت بزقاق جانبي ضيق ومظلم لتضمن ألّا يراها فيه أحد، ارتمت بجسدها الواهن على الأرضية وانكمشت بأقصى الزاوية تضم أطرافها على بعضها برعب وارتجاف ..

شعرها مبعثر وملابسها ممزقة من عدة أماكن متفرقة نتيجة الشد والجذب وإصرارهما على السيطرة عليها مقابل صراعها للإفلات من بين أيديهما .. كانت في حالة فوضوية يرثى لها بحق!

عَصْر الدبَابِير || AGE OF HORNETSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن